الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
يا حارس الدار

قبل انطلاق انتفاضة شعبنا في أواخر تموز الماضي , كتب احدهم معاتباً بغداد على سكوتها وصبرها عما يجري من فساد وانتهاكات وسرقة للمال العام وتخبط حكومي،  وكان المقال أشبه بالرثائية لبغداد. يومها كتبت بضعة ابيات رداً على المقال، ولم اكملها في حينه، فقد انفجرت الإنتفاضة في 31 /تموز الماضي. وقد أكملتها حين دُعيتُ للقاء ثقافي تضامني مع ابطال شعبنا المنتفضين، (اقامه الاتحاد الديمقراطي العراقي) في ديترويت مساء يوم الجمعة الماضية 2/10/2015، وكانت القصيدة افتتاحاً لفعاليات اللقاء.

لا ترثِ بغدادَ , لا ترثِ التي تلدُ

فلن تموتَ التي في حضنِها ولدُ

لا ترثِ بغدادَ , فالتاريخُ علمنا

بأنَّ بغدادَنا في برجِها  أسدُ

ما هزَّتِ الريحُ  يوماً شعرَ شاربِهِ

ولا تخطاهُ في عليائهِ أحدُ

يرنو لحكّامِهِ  مستغرباً  حذراً

للهِ أم لبريقِ المالِ قد  سجدوا  ؟!

يكابدُ الصبرَ حِلماً , ثم يرفضُهُ

لأنَّ  من يدعونَ الدينَ قد فسدوا

كأنما اللهَ , جلَّ اللهُ ,   يأمرُهم

بأنْ تجوعَ البرايا , عكسَ ما وعِدوا!!

****

بغدادُ قد علمتنا  كيف تتقدُ

وكيف  ترتفعُ  الراياتُ  والعَمَدُ

وكيف  يغلي  بها تاريخُ عزتِها

ليغسلَ الأرضَ من أوساخِ من جحدوا

وإنَّ  تيارَها الهدّارَ  حين غلى

مزمجراً  ما بهِ  قِشٌ  ولا زَبَدُ

وعلمتنا  إذا حاقَ الظلامُ  بها

توهجتْ  مثلَ قُرصِ الشمسِ تتقدُ

لتحرقَ الزمرَ اللاتي ادعتْ كذباً

بأنها لكتابِ اللهِ  تستندُ

" وخمستْ ثم زكَتْ " كلَ ما سرقتْ

فصارَ " رزقاً حلالاً " بئسَ ما اعتقدوا

حصادُهمْ لعنةُ التاريخِ  تتبعُهم

الى المزابلَ في  اعماقِها رقدوا

*****

يا حارسَ الدارِ  ملَّ الصبرُ والجَلَدُ

وانشَلَ مما تعاني ساعدٌ ويدُ

قد خدروكَ سنيناً , كلما انطلقتْ

شرارةٌ أخمدوها , ليتهم خَمدوا

لكنَّهم  ما دروا أنَّ الحرائقَ قد شبَّتْ -

, وأنَّ العراقيينَ قد رشدوا

وإنَّهم حملوا  أرواحَهمْ   مدداً

 فما لهم  غيرَها يومَ الوغى مددُ

تحالفَ الجوعُ والأجرامُ ضدَهمو

والطامعونَ بما أُوتوا وما حشدوا

والأدعياءُ وأهلُ السوءِ  يجمعُهم

حقدُ السنين على بغدادَ والحسدُ

يا حارسَ الدارِ لا تلهيكَ " مهزلةُ الأصلاحِ "

- عما سعى السراقُ واعتمدوا

دعْ  عنك حسنَ النوايا  فهي خادعةٌ

مهما تفننَ من باعوكَ واجتهدوا

" فضيق الحبلَ واشددْ من خناقهمو " 1

فقد يضيعُ اذا ارخيتَهُ  البلدُ

1- هذا الشطر من  قصيدة الجواهري الكبير وهو يخاطب الشهيد عبد الكريم قاسم .

والبيت هو :  فضيق الحبلَ واشددْ من خناقهمو       فربما كان في ارخائهِ  ضررُ

ديترويت / 2/10/ 2015

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 06-10-2015     عدد القراء :  3342       عدد التعليقات : 0