الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
قائد الضرورة بين المأساة والمسخرة

ولع الطغاة بالالقاب البراقة واللامعة بالتعظيم الالهي , لانهم يشعرون بداء النقص , في تكوينهم وفي شخصيتهم , لذلك يغطون هذا الشعور بالنقص , باسماء التعظيم والمجد والقدسية كأنهم اولياء الله على الارض  , ومازالت ذكرتنا حية , بهوس الطاغي المقبور ( صدام )  , بحب جنون العظمة  , حتى تجاوزت ألقابه على اسماء الله الحسنى , وكان يزهو فرحاً وغبطة وفشفشة الروح  , بوصف ( قائد الضرورة ) الذي شاع آنذاك بكل هستيريا مجنونة , وهذه الالقاب المزيفة بالتعظيم المقدس , هي التي طعنت ونحر العراق , من الوريد الى الوريد , وقادته الى الهلاك والتهلكة , وكان يصف المقبور نفسه ( انا العراق والعراق انا ) , لهذا جلب كل السموم القاتلة والخراب والموت , كأن هذا اللقب ( قائد الضرورة ) لا يعيش إلا وسط برك الدماء والخراب والموت , لذا فان العراقي يتوجس هلعاً وخوفاً من عواقب هذا اللقب السيء الصيت والسمعة , لانه هلك الحرث والنسل , لكن اليوم يعيد التاريخ نفسه , بالمأساة والمسخرة والمهزلة , من الذين يحنون بشوق الى امتلاك هذا اللقب المدمر والمهلك  , الذي يحمل الموت في طياته , لذلك كان محقاً حين شن رئيس الحكومة حيدر العبادي , هجوماً عنيفاً بالانتقاد والسخرية , من اللقب الذي حمله سلفه نوري المالكي ( قائد الضرورة ) , بكل عنجهية وكبرياء مزيف , لانه ترك خزينة الدولة  فارغة , ومثقلة بالديون , فقد بدد وهدر اموال العراق , في الهبات والعطايا والمنح , من اجل الحصول على اكبر رقم من شراء  الاصوات الانتخابية , حتى يتمكن من التشبث بالكرسي ويحقق الولاية الثالثة , بذلك فتح ابواب الفساد المالي اكثر من اي وقت مضى , واهدر عشرات المليارات الدولارية , خلال عهده الكارثي , الذي طال ثماني اعوام , بالشيطنة المافيوزية , بحجة الصفقات لشراء السلاح , او العقود التي ابرمها مع الدول والشركات , وبالعقود المشاريع الوهمية , التي كلفت الدولة المليارات الدولارات , وقد كشفت  لجنة النزاهة البرلمانية , بان هناك 6 الاف مشروع وهمي , وكانت نتيخة هذا الهدر والاسراف الباذخ , لتذهب المليارات الدولارية الى جيوب الفاسدين لتكبر ارصدتهم المالية الخاصة بهم , وترك الدولة يتحكم بها الفساد المالي بضمير ميت , ودون شفقة ورحمة , لذلك سقط العراق بفخ التهلكة والسقوط , بضياع ثلث العراق على يد تنظيم داعش المجرم , بما فيها سقوط الموصل , وارتكاب المجازر الوحشية , مثل مجزرة سبايكر , , هكذا تربع ( قائد الضرورة ) على الجماجم وانهار من الدماء من الضحايا الابرياء , في تدمير العراق , حتى يطمئن بأن عرشه في وداعة الامان , وزادت الحالة السياسية اكثر تدهوراً بالتقرب الى البعثيين الصدامين , الذين ايديهم ملطخة بدماء الشعب , ليتسلقوا على قمة الهرم السياسي والعسكري للدولة  , حتى احتلوا مكتبه الخاص , وصار تحت اشراف حزب البعث الصدامي  . هذه تعتبر جرائم كبرى , توصف بالخيانة الوطنية العظمى , واذا كانت هناك عدالة في القانون العراقي , يجب ارساله الى المقصلة هو واعوانه المتورطين , والذين يشتركون معه في هذه الجرائم الكبرى , وليس ان  يتمتع ( محتال العصر ) بكل حرية وبكل حصانة , بحيث لا يجروء البرلمان على استجوابه او طرح سؤال بسيط عليه , اين ذهبت عشرات المليارات الدولارية ؟ وكيف هدرت وتبددت ؟  , وكيف ابتلعتها افاعي الفساد المالي ؟ والغريب ان ( محتال العصر ) يلعب دور مخرب ومعرقل ويضع العصي في طريق العبادي من اجل افشاله واسقاطه , ومازال يحيك الدسائس والمؤامرات , من اجل احداث فوضى عارمة من اجل تخريب وتحطيم العراق . ولكن من يتجاسر بشجاعة ويوقف استهتاره واستخفافه بالقانون ؟ من يتجاسر ويرسله الى المحاكم العراقية لجرائمه الكبرى ؟ من يتجاسر ويضع حد  لهذا  ( محتال العصر ) واجباره على احترام القانون وارادة الشعب ؟ انه يلعب الدور المخرب لعرقلة الاصلاحات , لانه ينتهز فرصة سكوت وصمت الكتل السياسية في البرلمان والحكومة , على ابتزاز العبادي والانفراد به  , في الابتزاز وعرقلة  , لان الاحزاب الاسلامية هي فاسدة ورذيلة  ومن نفس طينة ( محتال العصر ) في افشال وتدجين العبادي , بان يكون خاتم في ايديهم , يعتبر لذلك  انتصار كبير لهم , حتى يستمروا في فسادهم وسرقاتهم اموال الدولة , والتمتع بنعيم الجنة من المال الحرام , لانهم فقدوا الشرف والاخلاق , وتحولوا الى عصابات مافيوزية بكل جدارة واقتدار

  كتب بتأريخ :  الخميس 08-10-2015     عدد القراء :  3351       عدد التعليقات : 0