الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
يائسون من الحكومة !

قد نجوع ونعرى وتنتهك حقوقنا الانسانية وقد نعامل معاملة لا تليق بالبشر في شوارع مدينتنا ، وقد يتطاول علينا الصغار والمتخلفين في كل شيء ، نعم من الممكن أن نتعرض لإي ممارسة لا ترتضيها الشريعة والقانون ، ولكن من الصعوبة أن نقبل أن نهاجم في وضح النهار تحت تهديد السلاح من العصابات الجرمية التي ساعدت بيئتنا الموبوءة على نموها بقوة لتنهب كل ما أفنينا العمر في جمعه ذلك المتبقي من فُتاة المفسدين حتى خاتم الزواج الذي مضى عليه ثلاثون عاماً معلقاً في أصابعنا أنه أمر جلل لا يرتضيه عرف ولا ضمير .

في تلاحق مستمر لإنباء عن عودة السطو المسلح في وضح النهار من قبل عصابات متخصصة ومنظمة تنظيماً كبيراً تنتهز غفلتنا في لحظة ما لتهاجم في ساعات الصباح الأولى بعد ذهاب أرباب الاسر الى أعمالهم تاركين منازلهم وممتلكاتهم ومن يبق فيها من ضعاف الاسرة ليهاجموا بطرق عدة وينهبوا تلك الدور وما خف حمله من المصوغات الذهبية والاموال والاجهزة الحديثة ، في منطقة الشعب حالات كثيرة تم الكشف عنها وحالات يرويها من وقعوا تحت تأثيرها وأخرون يرونها لأقرب المقربين فقط ولايحبذوا أن يعرف أحد ذلك لتعرضهم لتهديد شديد بالعودة في حالة إخبار الشرطة فتبقى حسرة في قلوبهم يكابدون معها معانات الرهبة ببشاعتها .

لقد وصلت الحالة ببعض الناس أن يفقدوا الامل نهائياً بفرض الحكومة بمؤسساتها الامنية سطوتها على تلك العصابات وتقييد عملها والقبض على الجناة ، بل أن البعض يأس من وجود الثقة بجهة أمنية ما يلجأ اليها ليخبرها ما فعله المجرمون بأسرته وأملاكه ليجدوا له الحل الناجع بالقبض على تلك العصابات التي تجول لتخطط وتنفذ في غفلة من مؤسساتنا الامنية وعدم قدرتها على وضع ستراتيجية خاصة للأمن المناطقي في أحياء المدينة .

كان من الممكن بسهولة أن يتم إتخاذ إجراءآت سريعة ستراتيجية عاجلة لتفادي تلك الحالات الجرمية والمداومة على تلك الستراتيجية وعدم الغفلة عن خططها ، فرفع الحظر الليلي مثلما له محاسنه فله مساىء أكثر من تلك المحاسن ، لقد سمح رفع الحظر في تجول العصابات دون مساءلة في الليل وبعد أيام سيصبح ليلنا حالكاً مخيفاً مع القطع المبرمج يغطية الظلام الذي يسعد المجرمين .

لا سلاح شخصي ولا دوريات نجدة  تتواصل مع المحلات لتسائل الغرباء الذين يجوبونها ، فعالية واحدة من تلك الدوريات قد تدخل السعادة على قلوب الناس وتشعرهم بأن هناك يهمه أمر أمانهم ، الامان أيها الاخوة هو الشيء الوحيد الذي نفتقده ، فنحن في العراق لا نجوع ولا نأبه به لكثر ما شددنا على بطوننا ، نحن نخاف بقوة لا على أنفسنا بل على من نعيل وعلى أعراضنا أن تنتهك ونحن خارجون نكابد الامرين في سبيل قوتهم .

الجبهة الداخلية علينا تعزيزها فالعصابات تتكاثر وتجد حاضنات وتجد في المناطق لها موطىء قدم يعينهم على ذلك من يعرفوا بـ "العلاسّة" من جيران السوء ممن يكشفوا اسرار جيرانهم ومدى غناهم ومستوياتهم الاجتماعية ليوفروا المعلومات الكاملة للعصابات التي تخطط لهجوماتها في وضح النهار .

الويل لك من الفصل العشائري والمقاضاة عشائرياً حين أن تصيب أو تقتل من يدخل بيتك منتهكاً حرمته وتلك مصيبة أخرى البعض يتحدث عنها الكثيرون وتزيد من المعانات في طريقة المقاومة إذا ما أتيحت لك الفرصة لذلك فالعمليات تجري بطريقة فائقة السرعة ومنظمة تنظيمات دقيقاً ولا يغفل المجرمون أي منفذ ممكن القبض به عليهم ، تخطيط محكم ومراقبة كاملة وتعقب ومتابعة قد تستمر لأيام كثيرة حتى تحين فرصة الانقضاض التي تأتي كلمح البصر ، ثوان معدودة تفقد بها كل شىء .

بحاجة الى قواتنا الامنية أن تشد أزرها لتعقب تلك العصابات وتسيير دوريات نهارية مستمرة على أقل تقدير الى الساعة الثالثة عصراً ويتكفل الاباء بما تبقى من اليوم ، بحاجة الى خطط ونصب كاميرات فائقة الحساسية أو حتى أن نعود الى تأسيس خفراء ليليين من ابناء المنطقة ونعود لنؤسس للأمن المناطقي ومراقبة تجمعات الشباب التي ترهق المحلات وتفترش الأرصفة فهي البداية لتشكيل العصابات ولا أحد قادر على مسائلتهم خوفاً من أن يتطور النقاش معهم الى الخطأ والويل لنا من الخطأ حينما تخرج العشائر بأعلامها وأسلحتها لتقف لك بالمرصاد .. الشعب لا ظهير له وفي لحظة ما يشعر الكثيرون أنهم يائسون من إجراء حكومي سريع بالخصوص يثلج القلوب ويدخل الطمأنينه على أفئدة أجفلها الخوف .. اللهم لا يأس من رحمتك .. حفظ الله العراق .

zzubaidi@gmail.com

  كتب بتأريخ :  الجمعة 09-10-2015     عدد القراء :  2193       عدد التعليقات : 0