الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
المقامة المؤيدية : اسرق .. اسرق يا مسؤول

اصبحت  سرقة اموال واطيان  الدولة ، من  دور ومبان  ودولارات  ودنانير ، عادة مستحكمة لدى  المسؤولين  ، لا يخجل منها أحد ، ولا يستحي منها كبير او صغير .

بل على العكس ، صارت محل مباهاة  وافتخار ، فالرجل الذي (يعبي بالسفينة رقي) كما يقول المثل العراقي ، حتى اخذ معظمهم  يفتخر امام اهله ومعارفه  بانه لص كبير يسرق اموال الدولة ويحملها معه الى حيث البنوك الامنة والمصارف الخائنة .

والغريب أن تجد أهله  وخلانه ، من زوج وابناء واخوان ومعارف واصدقاء ، يفرحون لسرقته الاموال ، فينعمون ببعض ما يجود به عليهم من فتات الدنانير والدولارات  او مناصب ووظائف في السفارات ، والملحقيات التجارية والدبلوماسية والوزارات، فكثرت لدينا وظيفة المستشار البارع  والمدير الالمعي  ، الذي ينتمي للدوحة الاسرية للمسؤول الكبير .

وبتدقيق بسيط في ماضي وحاضر القوم ، من اسياد العصر الاغبر الحديث ، نجد ان العديد ممن عرفناهم كانوا ينامون غرثى  لايملكون من دنياهم شروى نقير ، ولا عرفوا للبر مذ خلقوا طعما ، فاصبحوا بين ليلة وضحاها  في عداد اصحاب الملايين، يبزون في الثراء  بول غيتس و طيب الذكر مستر 5 % كولبنكيان .

اذ  ما  ان سلمهم المواطن البرئ ورقته الانتخابية ، وصوت لهم في ليلة ظلماء اعتمد فيها على اولي الالباب من سادة واخيار ، كانوا يبيتون له مصيدة وفخا محكما ، حتى شمروا عن سواعدهم ينهبون  بيت المال ، فافرغوا الخزائن التي فاقت ما يملكه قارون  ، و باتوا  متخمين بالاموال حتى انتفخت بطونهم لترتفع فوق صدورهم واصبحوا كالضفادع المنتفخة الاوداج  وقت السفاد ، وظهروا في المحافل  وهم يسحبون بطونهم المتدلية  يتنقلون في سيارات فارهة ، ويسيرون في مواكب الحمايات ذات الجلبة الفارغة ، يزعقون في الشوارع ان افسحوا لنا في الطريق لنركض مسرعين الى وليمة السلطان قبل ان تنسف الخرفان المتبلة بالهيل وماء الورد ، والمعجنات اللوزية والجوزية ، ونسوا انهم سيقفون امام رب يصلون له كذبا بكرة وعشيا ، وسيصليهم بجهنم وبئس المصير ، ولكن قبل ذلك سيلفظهم الناس الذين خدعوا بهم ، و سينهالون عليهم بما ملكت ايديهم من ادوات ابو تحسين يوم انهال على وجه طاغية العراق يلهبه بصفعات لا تنسى.

فالى ذلك اليوم القريب ، الذي جعلته طائرات العم بوتين اقرب الى الواقع من الخيال ، سنشرب نخب الانتصار على القوم الظالمين .

كتبت في 25 ذي الحجة36 14 هجرية .

  كتب بتأريخ :  السبت 10-10-2015     عدد القراء :  3246       عدد التعليقات : 0