الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
بين الاستمرار والتراجع..هاجس الاصرار

«1»

تُلقي بك نشوة الفرح في نهرها المتدفق حبا، فتأخذك أمواجها بعيدا حيث شاطئ السعادة التي تلوح إلى عينيك أفانين أشجاره وحيث تشنف مسامعك أغاني أطياره، هناك متكأك الأخير الذي ترغب منذ أن عرفت معنى قول العم ماركس (السعادة في النضال والتعاسة في الخنوع)، لهذا تشربت روحك كل عناصر المواصلة من أجل أن تحقق هذا الحُلم، أو ربما تُمني نفسك في تحقيقه، وأنت تُدرك معنى الصعوبات والمخاطر التي سوف تواجه في سبيل ذلك، مثلما تُدرك أن لا تقف عند حدود الامنيات بل عليك أن تواصل جهدك كي تبلغ نشوة الفرح تلك وتسبح في نهرها المتدفق حبا وسعادة وحبورا.

«2»

والمواصلة طائر لا يكف عن التحليق في سماوات لازوردية أحيانا وأحايين أخرى في فضاءات مغبرة وغائمة ووسط ريح صرصر، وليس أمام هذا الطائر من أمر غير التحليق بجناحيين غاية في القوة وبصدر يخترق كل هذا الضيم الذي يواجه. والمواصلة تعني في حقيقتها ذلك الزخم الكامن في الروح البشرية لكي تبلغ الهدف الذي وضعته نصب عينيها، وهذا من بديهيات التعلم من تاريخ الشعوب الإنسانية في نضالها من أجل تحقيق أسمى غاياتها وطموحاتها. على عكس ما يخلقه التراجع.

«3»

فالتراجع سفينة هجرها ركابها وملاحوها وربما حتى الجرذان التي في مخابئها، ولم تعدْ غير هيكل خشبي بأشرعة ممزقة، تأتيها الريح من كل جوانبها وأملاح مياه البحر تأكل خشبها، وهي بذلك تُعلن عن خواء الملاحين والركاب وقلة حيلتهم، وليس أمامها غير الضياع في لجة البحر، وفي أحسن الأحوال الاستنتاجات التي يتوصل إليها ملاحوها لكي تكون عبرة ودرسا من أجل المستقبل، وهم لا يدركون أن كل تراجع ما هو إلا صخرة كأداء في طريق تحقيق ما يصبو إليه الجميع.

«4»

لقد بلغت التظاهرات السلمية التي يقوم بها ابناء شعبنا في بغداد والمحافظات نقطة التحول، وليس أمامها غير طريقين لا ثالث لهما، إما الاستمرار وأما التراجع، الاستمرار تتصاعد وتيرته بفعل هاجس الاصرار، والتراجع تلوح أفاقه حين ينتاب البعض هاجس عدم الجدوى، ولحظة الحسم بين الاثنين تحددها الطريقة التي يمكن أتباعها من أجل الاستمرار، ومقولة العم ماركس مازالت فاعلة وحيوية (الدفاع يعني موت الانتفاضة)

«5»

في صباحات بغداد،

لا شيء غير النوارس،

تستحم على شاطئ دجلة،

في مساءات بغداد،

لا شيء غير الحناجر،

تهتف حبا لدجلة.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 14-10-2015     عدد القراء :  2649       عدد التعليقات : 0