الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
على هامش السياسة .. لتكنْ ساحة التحرير موئلنا

"1"

كلما حاولتَ أن تنأى بنفسك عن الحزن، تجد غيلانه متربعة على كل زوايا الطرقات، وعلى مطبات الشوارع المعبدة منها وغير المعبدة، على عيون الفتيان والصبايا الشحاذين الذين يزاحمون بإلحاحهم جلاس المقاهي، على الشوارع الغارقة في مياه الأمطار، على الأوساخ التي تتجمع عليها أفواج الذباب، على الضجيج الذي يضيع عليك معرفة مصادره، على وجوه الجنود الذي يحملون بنادق فوهاتها إلى الأسفل، على العاملين في دوائر الدولة من دون عمل، على قرارات الحكومة التي لا قرار بها، على الأطفال الحفاة الذين يستخدمونهم وسيلة للاستجداء، على تصريحات الحكام التي لا تصريح بها، على اقتتال العراقيين فيما بينهم، على قوافل الشهداء الذين يسقطون وهم يقاتلون سفالة ما أنتجه الفكر الظلامي، على الحيرة والتعب بوجوه قوات الأمن الذين يطوقون ساحة التحرير.

"2"

وساحة التحرير أرجوحة الزمن الحلو، تحمل على أرصفتها كل بشائر الفرح القادم، حين تدخلها يتوهج في روحك جمر حيوية الشباب، فترفع كفك بوجه الريح عاليا، وتهتف بكل حبالك الصوتية ضد الظلام، فيمتلئ صدرك بهواء التغيير المرتقب، وتسأل نفسك أي سحر تبعثه هذه الساحة في الروح، ولكن لكي تصل إليها عليك المرور بعشر سيطرات تفتيش، فتضحك في سرك وتسأل صديقك كل هذه القوات من أجل حماية المتظاهرين أم من أجل حماية الحكومة؟

"3"

وحماية الحكومة!! جسدتها هذه القوات بجمعتين متتالتين، الجمعة الأولى يوم تحرك الحشد المدني بمظاهرة سلمية متوجها إلى ساحة الحرية، تصدت لها هذه القوات وأوقفت سيرها بأطلاق النار، أما الجمعة الأخرى فجسدتها حماية الحكومة بمحاصرة المتظاهرين في ساحة الحرية والاعتداء على بعضهم بالضرب، ويأخذك الاندهاش إلى شواطئ ادعاءات الحكومة، كل هذه القوات التي تشكل عشرة أضعاف المتظاهرين هي من أجل حماية المتظاهرين!!

"4"

لا حماية للمتظاهرين إلا في ساحة التحرير، فهي الأم التي تحتضن أبناءها الذين يتظاهرون من أجل أن يبقى اسمها ساحة للتحرير، الصوت في الساحة أعلى وأقوى، فهو يصل منها إلى جميع مدن العراق، وهي وحدها القادرة على زرع الرعب في نفوس الفاسدين، فهي وحدها التي تجمع الأصوات ليصبح صوتا واحدا مدويا، على المتظاهرين أن لا يفرطوا بعرينهم في الجُمع القادمة، ولتكن ساحة التحرير موئلنا جميعا.

"5"

بساحة التحرير

غرد بلبل بصوته الحلو الصداح،

ميدوم هذا الوضع

لازم يجي التغيير

اشگد شفت حكام طاحت بس شعب ما طاح

مادام صوته ارتفع بساحة التحرير

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 18-11-2015     عدد القراء :  2526       عدد التعليقات : 0