الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ثمرة داعشية في (سوق) السياسة العربية ..!

سوّق الاعلام الاسرائيلي موافقة حكومة الامارات على افتتاح (ممثلية لاسرائيل) في أبو ظبي، بزخم انتصار لافت للسياسة الاسرائيلية، ليس على (الضمير العربي) فقط ، انما على المتعاطفين معه في العالم أجمع، من الحكومات وحركات التحرر الوطني والأحزاب المناهضة لسياسات الحكومات الاسرائيلية العنصرية المتعاقبة، وصولاً الى قرار مقاطعة المنتجات الاسرائيلية في المستوطنات، الذي اعتمدته المفوضية الأوربية قبل أسابيع، والذي أوجع اسرائيل، بعد جهود مضنية لمنظمات مدنية اوربية وعالمية تناضل من أجل حقوق الفلسطينيين.

الاعلام الاسرائيلي لم يكتف بالتسويق والاحتفاء بقرار حكومة الامارات، بل زاد عليه بـ (ايغال) مقصود حين اشار الى، أن قرار الموافقة ( ينقل العلاقة من السرية الى العلنية !)، وهو استخفاف خبيث بمشاعر الوطنيين العرب الرافضين للتطبيع مع اسرائيل، فيما تعمل حكوماتهم تحت الطاولات مع الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، التي تحتل الارض الفلسطينية وتنتهك حقوق الشعب الفلسطيني منذ عقود.

لازالت حادثة اغتيال القيادي الفلسطيني ( محمود المبحوح ) في دبي، طريّة في الذاكرة، وهي واحدة من الشواهد على العلاقات الوثيقة بين حكومة الامارات واسرائيل، وهناك الكثير من هذه الحوادث التي تفضح علاقات الحكومات العربية مع اسرائيل، خارج خطابها الاعلامي الذي (تُدثّر ) به الحقائق التي باتت معروفة للشعوب التي تقودها هذه الحكومات وللعالم، ليس في الامارات وحدها، بل في جميع الدول العربية المرتبطة بعلاقات وثيقة مع أمريكا، على مدى نصف القرن الماضي ومازالت.

قد يبدو الجديد هو(شجاعة!) حكومة الامارات في موافقتها على فتح (ممثلية لاسرائيل) على اراضيها، لكن الأقرب الى الواقع، هو( أمر) نفذته في هذا التوقيت بالذات، لكي تحاجج به اسرائيل قرار الاتحاد الاوربي المتخذ قبل اسابيع في (ختم) المنتجات الاسرائيلية المصدرة من المستوطنات الى اوربا، والتي يعتبرها المواطن الاوربي مخالفة للقوانين الدولية، متهمين الاوربيين بانهم ملكيون أكثر من الملك، كما أشار الى ذلك وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي (يغال أردان)!.

لكن الأبلغ في دوافع القرار الاماراتي المخالف لمشاعر واتجاهات الشعوب العربية، هو قراءته من منظور النتائج المتحققة لفريق ( تصنيع )عصابات داعش ( الامريكي الاسرائيلي التركي الخليجي )، الذي فرض واقعاً على الارض، لم تعد فيه الاطراف بحاجة الى الاساليب النمطية للتغطية على دهاليز الاتفاقيات المشينة بين الحكومات العربية وامريكا، والقرار الاماراتي لا يمثل الا (ثمرة) واحدة من حاصل مخطط له أن يكون وفيراً، لدعم اسرائيل والحكومات التي تُسبح بحمد أمريكا في المنطقة !.

السؤال لحكومة الامارات، ما الذي استجد في واقع العلاقة بين المحتل الاسرائيلي والشعب الفلسطيني كي تبادرون بتكريم حكومة اسرائيل الدموية ؟، وما هو موقف الحكومة الفلسطينية والقوى الوطنية الفلسطينية من هذا القرار؟، وهل سنشهد وحدة موقف فلسطيني ضد القرار، أم أن الدهاليز الفلسطينية لا تختلف عن مثيلاتها العربية ؟!.

  كتب بتأريخ :  الأحد 29-11-2015     عدد القراء :  3273       عدد التعليقات : 0