الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ادهدر الجدر والأجر على الله؟ من يوميات صعلوك

شليخ شلاخ

أمثال وأمثال ومفردات (وتصنيفات)، قيلت وقيست وتعشّقت ولصقت بين القائل والـ (المقئول به) أقصد الذي قيلت عليه، كالـ (شليخ شلاخ) أو (تشيك تشاك) وهي تلك القطعتين اللاصقتين ويمكن دمجها وفتحها دون أن تفقدان خواصهما، واللتين تستعملان في الملابس او نجدها كثيراً في الصنادل وأستعمالات أخرى، وكأنهما سالب وموجب او (زايد، وحاشا القراء، ناقص).

والشليخ شلاخ او التشيك تشاك يتحكم بهما عقل الأنسان لخدمة حاجتهما، بينما الشليخ شلاخ البشري، قد تتحكم بهما المصالح او الطموح، او قد يكون الغباء وأيضاً المولاة وما أدرانا ما الموالاة!! تباً لها كم هي مقرفة أحياناً كثيرة.

تلك الصفاة الموجودة في السواد الأعظم من البشر ممكن أن (تلملمهم) وتجمعهم في تجمّع ما، ويفضّل أن يبتعد من هذا التجمع الصعاليك من أصحاب المباديء والغيرة والفكر الحر، لذا عندما نسخر بالعراقي من التقاء الشواذ دون تخطيط نقول المثل: أدهدر الجدر ولگة قبغة، ومثلها بالفصحى: وافق شنّ طبقَ

حمينا الماي .. وطار الديچ

يسعى الثائرون إلى تقويم الأمور نحو الصالح العام، ومن أعداد هائلة من الثوار يخرج قائد او قُوّاد، هذا إن سارت الريح كما تشتهي السَفَنُ. اليوم الشيء مختلف، هناك من يتعب ويشقى ويرهق نفسه من أجل قضيةً ما، وما أن يتحقق الهدف او يكاد ان يتحقق، إلا ويظهر في الساحة من يسرق الجهد والطموح كي يظهر في الصورة كناشط مميز إلا أنه يتسلق الظهور ويحاول إيجاد الطرق التي يصبح بها قائداً لقواد (ذاك الصوب) ويسخّر الجهود التي بذلت سابقاً وأصحابها من أجل أن يسجل تاريخ بأسمه (أعتقد هكذا سجلت الملاحم فيما مضى)، كون همه في إسمه او للغاية التي يصبوا لها (طموحات مبطّنة)، وليس في التجمع الذي هو به، إنه الشخصية النرجسية التي تتصور العظمة بما تعكسه مياه النهر او المرآة!! أنه أحد الذي يطلق عليهم تجّار القضية!

أتعب يا شجي للنايم المنتجي

كلمة متجرّد يمكن وضعها بإطارين مختلفين، سلبي وإيجابي، مثلاً:

مُتَجَرِّدٌ عَنْ كُلِّ النَّزَعَاتِ : مَنْ يَنْظُرُ إِلَى الأَشْياءِ نَظْرَةً مَوْضُوعِيَّةً دُونَ اعْتِبَارٍ لِنَزَعَاتِهِ.....إيجابي

متَجَرَّدْ من ثوبه وعنه : تَجَرَّدَ تَعَرَّى..... سلبي

فعندما يتجرد الأنسان من روح التضحية، يصبح أنانياً، وكل إنسان له نزعاته وميوله، وعندما يكون هناك هدف نبيل مشترك، على المرء أن يتجرّد من ميوله ونزعاته من أجل المصلحة العامة، أما من لا يرى غير نفسه، فهذا حتماً لا يفهم معنى العمل المشترك، بل يرى كل المشتركين بهذا العمل وجدوا من أجل أن يكون هو قائدهم، وأن شعر بأنه سلب حق من حقوق إنسان، فلن يتوارى عن تسخير الضمير نفسه ليطاوعه دون ثرثرة، كونه ربيب ثقافة

كل من يحود النار لگرصتة

الكوم التعاونت ما ذلت

فمن ذاك الذي يفهم بأن الحياة تعاون وتشابك أيادي، ليس من أجل إنسان، بل من أجل شريحة من الناس، فلماذ تم تشويه مفهوم التعاون ليصبح وكأن الكل يعمل كي ينجح انسان بأي شكل من الأشكال حتى لو ترقيع!؟

ودع البزون شحمة

فكم من مشاريع تسابق علىيها المصلحجيون ليمسكوا فيها الصدارة فقط ليقال بأن (فلان العلاني شيخ القعدة!) وحامي حماها وسورها ونورها!! حتى وان كلّف ذلك أبعاد من له القابليات للدخول في المشروع بطيب خاطر، وقد يفهم أكثر منه وله افكار وآراء سديدة، لكنه يعمل جاهداً ليبقي على من ينفّذ  فكرة دون أن ينبس ببنت شفة! والطامة الكبرى عندما تجتمع المصلحة مع الموالاة، حيث الكفة لصالح المصلحجية حتماً ولفترة من الزمن، إنما بدون روح،

ولو كان للميت روح إلا أن الموالاة والمصلحة لا روح فيهما.

شكّينا الدف وبطلنا الغنا

في قراءة يائسة، بائسة، مؤلمة، لما مرّت عجلة الزمن من حقبات كارثية، عملت على سحق الأنسان تدريجياً ليصبح كائناً معزولاً بين المعزولين من أقرانه، بعد ان غدا (شيئاً) لا يعرف غير ذاته ونفسه، أرى البدايات بخلق قائد مدّعي يطلق عليه مصطلح (عميل)، مع فريق عمل على شاكلته، يجمعون شريحة من المتمردين والطامحين لتحقيق عمل مشترك ومنسق يصبوا للمنفعة العامة، وواجبهم تشتيت القابليات الخيرة، وأبعاد أي مساعي للعمل المشترك قد يهزّ كيان المنتفعين والمافيات التي تمسك زمام الأمور.

في عراق اليوم كثير من الأمثلة، حيث نرى الأوغاد في السلطة ومن يواليهم، بينما الأصلاء مبعدون.

والعالم قاطبة تغيرت فيه القيم الساامية والنبيلة ولم يعد بمقدورنا ان نجد ثائراً، لأن الأنسان كما ذكرت بات معزولاً بين المعزولين، والتيار يسري لصالح الحيتان، وأصحابا النوايا الطيبة أما عزلوا انفسهم، او بطيبتهم المعهودة يخدمون الحياتان بسذاجة!

بقصد او بدون قصد، أصبحت الغايات الشخصية هي التي تسيّر أهم المنظمات والتجمعات بأشكالها بعد أن غدت المصالح الشخصية ثقافة المجتمعات المهترية، وهذا لا يروق للبليد الذي ما زالت تعشعش في (مخيخهِ) فكرة المباديء والأخلاقيات، وكأن عجلة الزمن أوقفته في زمن صعب واغرقته في بحرها دون ان تترك له قارب نجاة، ولا هو عائم ولا سابح ولا غرقان، ولا من يسعفه رغم العجلة سائرة من جنبه والناظرين له كثر وهم السائرين في ركبها.

مثل هذا يذكرني في الذين تعذبوا من أجل المسيحية عندما طلبوا منهم نكران المسيح ليخلصوا، وهم يرفضوا ويختاروا العذاب.

السائرين في عجلة الزمن الغادرة، ينظرون للغريق ويقولون له ...(تعال أكل يول صعلوك) والصعلوك يصرخ ويقول كما المثل: حامض شلغم ماضوگه .. لو ضربوني بطابوگه

وعسى ان وقّقت بسرد يوميات الصعلوك

zaidmisho@gmail.com

  كتب بتأريخ :  الأحد 29-11-2015     عدد القراء :  3360       عدد التعليقات : 0