الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
وساطة عراقية غير مُرحّب بها عربياً!

لايوجد بلدٌ في العالم تعرّض ولازال يتعرّض لظلم دول الجوار مثلما تعرّض له العراق ، فما إن سقط نظام البعث وبدأ الشعب يتنفّس شيئا من الحريّة حتى تكالبت عليه الأنظمة المجاورة والبعيدة وخلقت له الكوارث وأُشعلت فيه النيران ! ولعلَّ أشد الظلم والعدوان الذي وقع على العراق هو من دول الجوار وبدون إستثناء، فبعضهم يُفتي ويموّل الإرهاب... والبعض الآخر يُسهّل الدخول للإرهابيين ...والآخر درّب وفتح معسكرات للمجرمين على أرضه الى أن أرتدّت عليه أفعاله... وآخر أحتل جزءً من أراضينا والآخر يسحب نفطنا، وأمّا الدول التي لم يجمعها مع العراق حدّا جغرافياً تطوّعت لإرسال خنازيرها المفخخة لتحصد أرواح العراقيين ! والى هذه الساعة لاتزال حرائق الدول المجاورة وغير المجاورة تشتعل على ارض العراق بسبب تدخلاتهم  المباشرة وغير المباشرة عن طريق عملائهم في الداخل العراقي لتنفيذ  أجنداتهم المدمّرة ، ومع كل ماسببته دول الجوار للعراق من أضرار على صعيد الدماء والأموال هم أيضا لايعترفون بحق العراق كدولة لها موقعها في العالم ولها سيادة وأهمية على الصعيد العربي والعالمي! ولكن السؤال هل يدرك زعماء السياسة في العراق أو مَن تصدّى لحكم العراق حجم الضرر المادي والمعنوي الكبيرين الذي وقع على شعبهم وبلدهم ؟ وهل يُثير في نفوسهم  التجاهل العربي والإسلامي لدور العراق الحميّة والإستنكار ؟ لترتقي مواقفهم وردّات فعلهم الى المستوى الذي يضمن للعراقيين هيبتهم وهيبة بلدهم العالمية ؟العكس هو الصحيح ! مواقف سياسية عراقية لاترتقي الى حجم الردّ الذي تستحقه تلك الدول التي سببت الضرر والدمار للعراق والعراقيين ! وإحيانا تنازلات دبلوماسية عراقية حد التوسّل لهذا البلد الصغير وذاك البلد الداعم للإرهاب لفتح سفارة أو قنصلية ...وغيرها من الأمور التي لاتليق بدولة بحجم العراق أن تكون بهذا الموقف المهزوز...وآخرها قفز العراق وبدون مقدمات أو طلب من هذا الطرف أو ذاك للوساطة بين السعودية وإيران ليصبح عرضة للتهكم من قبل وسائل الإعلام العربية المرتزقة سعوديا...وساطة غير مرحّب بها عربياً والسبب معروف هو عدم إعطاء العراق دورا مركزيا مهمّا على الساحة السياسية وهو المحكوم شيعيا على حدّ فهمهم الطائفي.. السبب الآخر هو تسرّع وزير خارجيتنا  ابراهيم الجعفري ويبدو أنه هو صاحب المبادرة بدليل  توزيع  إبتساماته على من حوله وحالة البشر التي تعتلي تقاسيم وجهه ! هذا الرجل كان الأولى به أن يلتقي سفيري السعودية وايران في بغداد ويشاورهم على نيته بالمصالحة ولو على إنفراد... قبل إتخاذه الريح جملا لتقلّه بسرعة الى طهران ليبدأ الخطوة الأولى خطأ...يقول بعض الكتّاب والإعلاميين العرب منهم القطري محمد المسفر والخاشقجي جمال المقرّب من العائلة المالكة السعودية أن العراق غير مؤهل للوساطة وأنه لايصلح إلاّ أن يكون مرسولا لإيران ...والأسباب معروفة لدى الجميع إلا وزير إصلاح ذات البين وزير الدبلوماسية العراقية فهو يسبح في عالم النرجسية والشفافية ، كمواطن عراقي أقول لوزيرنا صاحب مبادرة التصالح بين طهران و الرياض وهي مبادرة جميلة بظاهرها لو يعترف بك الطرفان على إنك دولة مستقلّة لها سيادة ...أقول إصلحوا ذات بينكم ففي العراق الف والف قضية تحتاج الإصلاح ...مالنا والسلاطين تكفينا حرائقنا ومشاكلنا الداخلية ...بسبب دول الجوار . وعندما يعترفوا بكم كدولة ذات سيادة ويكفونا شرّهم عندها تدخلوا كوسطاء ..وجزا الله المحسنين خيرا.

  كتب بتأريخ :  الخميس 07-01-2016     عدد القراء :  3057       عدد التعليقات : 0