الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
كلام رئاسي بلا مضمون

هذا الكلام هو ما تضمنه البيان الصادرعن إجتماع الرئاسات ورؤساء وقادة الكتل المنعقد أمس الأول في قصر السلام الرئاسي ببغداد.

كيف هو بلا مضمون؟

البيان جاء في نحو 696 كلمة، وتضمن 22  فقرة. الفقرة الأولى، الإفتتاحية، كُرّست لتبرير عقد الاجتماع بالحرص على المصالح العليا للبلاد ولضمان الانتصار التام على الارهاب وسعيا لتطوير الأداء ( كلام إنشائي).. الفقرة الثانية وصفت جو الاجتماع وما ساده من "شعور عال بالمسؤولية بهدف تجاوز المشاكل والعقبات (كلام إنشاء هو الآخر).. الفقرة الرابعة أنبأت بأن الاجتماع شهد نقاشا صريحاً وجاداً ( انشاء مع سبق الإصرار والترصد).

الفقرة الرابعة أفادت بأنه تعبيراً عن وحدة الموقف والشعور تمّ الاتفاق في الجانب الأمني على: ( لا تتوقعوا قرارات أو أوامر من المجتمعين الذين هم، بحكم مناصبهم التي لا أعلى ولا أرفع منها، أهل الحلّ والربط في الدولة) الإشادة بانتصارات القوات المسلحة والأجهزة الامنية والحشد والبيشمركة والعشائر (إنشاء في إنشاء)، و دعوة الكتل والقوى السياسية لمؤازرة القوات الأمنية سياسياً ومعنوياً واسناد الحكومة لتحرير جنوب كركوك ومحافظة نينوى، وإدانة التفجيرات الإرهابية وحرق المساجد ومطالبة الأجهزة الأمنية بمضاعفة جهودها للقبض على الفاعلين، ودعم الأجهزة الامنية في تصديها لمكافحة الجريمة المنظمة، وإتخاذ الاجراءات اللازمة لحصر السلاح بيد الدولة ، واتمام تعيين رؤساء الأجهزة الامنية وقادة الفرق العسكرية والبرنامج الحكومي وحزمة الاصلاحات وفقا للدستور ودعوة مجلس النواب للتصويت عليها، ودعم القوات المسلحة والبيشمركة والحشد الشعبي والعشائر المقاومة وتوفير كافة الامكانيات والرواتب والتجهيزات الضرورية لها بما يكفل استمرارها في الحرب المقدسة ضد الارهاب.(هذا كله إنشاء بامتياز).

وعلى صعيد الأزمة الاقتصادية اتفق المجتمعون على: ضرورة التعجيل باتخاذ الاجراءات التنفيذية والتشريعية التي تسهم في تجاوز الازمة الاقتصادية والمالية الراهنة، وبينها: المضي في محاربة الفساد وتقليص العجز في الميزانية، ودعم الحكومة في ما تتخذه من قرارات واجراءات لتجاوز الأزمة المالية أو تخفيف آثارها، والعمل مع المجتمع الدولي على تمويل مشاريع البنى التحتية بالقروض الميسرة او الدفع الآجل.

(كل ما مرّ استغرق 503 كلمات من البيان، وهو إنشاء في إنشاء بالطبع وقد سمعنا وقرأنا مثله في السابق مرات عدة)!

وفي ما خص مسآلة النازحين قرر الاجتماع: مواصلة الجهود من أجل عقد مؤتمر دولي لاستحصال الأموال اللازمة لإعادة إعمار المناطق المحررة ومساعدة النازحين والمهجرين على العودة الى مناطقهم، و اطلاق عقد وطني شامل للسلم الاهلي والمجتمعي يتم تفعيله بشكل خاص في المناطق المحررة .

أما بخصوص التشريعات المتعثرة، فان المجتمعين اكتفوا بالتأكيد على: لزوم إقرار التشريعات التي تم الاتفاق عليها بموجب الاتفاق السياسي الذي شكلت بموجبه الحكومة او ما تم عرضه في البرنامج الحكومي أو ما عرض في ورقة الاصلاح الحكومية،  وايلاء اهتمام مضاعف لأنجاز التشريعات الأساسية لعملية إتمام بناء مؤسسات الدولة وبما يضمن حل المشاكل العالقة، والاتفاق على تشكيل لجنة مصغرة من السلطات الثلاث لمتابعة اقرار تلك التشريعات وفق جدول زمني محدد. وفي الفقرة الاخيرة يُعلن البيان عن الاتفاق على مواصلة عقد لقاءات دورية.

البيان كله تقريباً كلام إنشاء ليس فيه جملة واحدة تفيد باتخاذ قرار أو أمر من أعلى السلطات في البلاد مُلزم باتخاذ إجراءات محددة لتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه!

إذا كان رؤساء السلطات الثلاث أو الأربع ومعهم قادة ورؤساء الكتل البرلمانية والحكومية ليس في مقدورهم اتخاذ القرارات، فمن غيرهم يمكنه ذلك؟.. وما نفع إجتماعهم وبيانهم أصلاً؟!

والسؤال الأهم: هل اتفق الرؤساء على شيء بالفعل؟ وإذا حدث ذلك، هل سيلتزمون بما اتفقوا عليه؟ ..  تجارب الماضي الكثيرة تقول: لا..!

  كتب بتأريخ :  السبت 30-01-2016     عدد القراء :  2328       عدد التعليقات : 0