الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
خدعوك فقالوا: نحن ايضا فاسدون !!

وأنت تستمع إلى لقاء النائب مشعان الجبوري ، وهو يهز رأسه أسفاً على ضياع أموال العراق  ، اتمنى عليك ان تركز على عبارة  " انا فاسد ايضا  و ارتشيت بملايين الدولارات "   لانك حتما ستـسأل الاخ الجبوري وهل عادت هذه الملايين الى خزينة الدولة  ومن هم الذين دفعوا لك الرشوة  ؟ وربما يغيب عنك سؤال  سيعتبره  الجبوري ساذجا حتما : ماذا عن  الاموال المخصصة  لاطعام افواج الحمايات  والتي تم الاستيلاء  عليها في وضح النهار وهربت الى خارج البلاد ؟

لا نريد ان نذهب مع السيد النائب بعيداً فى التاريخ، لنذكره ونتذكر معه برامج التوك شو التي كان يقدمها في قناته الزوراء التي تحولت فيما بعد الى الشعب ، و لا أريد ان أعيد على مسامعكم الجمل والعبارات التي كان يطلقها انذاك ، فهي لا تختلف في المعنى والمضمون عما يقوله هذه الايام،    مجرد تركيب كلمات لا رابط بينها ولا معنى : محاربة الفساد، جئت لإنقاذ الأرامل، سنخوض حرباً على الفاسدين ،  ولم ينس أن يضع لنا جملة مثيرة من نوعية "نطالب السياسيين بأن يعودوا إلى رشدهم"، كلمات يبدو أن الرجل يقولها بشكل مفرد، ثم يعيد إنتاجها مع ضحكة مجلجلة يريد أن يقول لنا من خلالها "أنا موجود"   .

ليس في تاريخ أي شعب، مهما بلغت  مذلته، سياسي يقول انا إرتشيت ، ثم يذهب الى البيت يشرب الشاي ويتفرج على التلفزيون ، بعدها يذهب لينام مطمئناً ، وفي الصباح تراه يبتسم ايضا على فضائية أخرى ليقول : تلقيت تهديدات بسبب ما كشفته لأنهم لا يريدون لأحد أن يفضحهم ،  من هم الذين هددوه لاتعرفهم ؟ من هم الذين دفعوا له الرشوة  ، ايضا ممنوع ان تعرفهم ؟ من هم الذين يسرقون البلاد ليس مطلوب منك ان تعرفهم  ، فقط عليك ان تصفق بيديك للبطل الهمام الذي يتصدى للفساد بصدر مفتوح .

ياسيادة النائب ومعك 327 نائبا ،   ثمة دولة تفتت، وناس دفنت احلامهم وسرقت حياتهم ومستقبلهم، هؤلاء  لا يمكن أن نبلغهم أو نقول لهم ان السيد مشعان الجبوري اعترف بانه تلقى رشوة بالملايين  ، لكنه لم يُقدم الى القضاء  حفاظا على روح التوافق السياسي ، وان الاخرين  لم يسألوا : من اين لكم  هذا ؟ ،  اليس من حق المواطن ان يعرف من الذي يضع البلاد امام طريقين لا ثالث لهما، اما الفساد او الموت؟ أليس من حق الناس أن تعرف من أفقرها وبدد ثرواتها وهجر الملايين من ابنائها واشترى الفضائيات باموالها ؟    

  كتب بتأريخ :  الإثنين 01-02-2016     عدد القراء :  3186       عدد التعليقات : 0