الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
نادية مراد والدفاع عن الشعوب الأصيلة في العراق
بقلم : فارس يوسف ججو
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

بداية سندعم كل الجهود المطلوبة من اجل ان تنال نادية مراد جائزة نوبل للسلام.. لكن هل يكفي ذلك؟

تسمرت اعيننا وانشدت عواطفنا تجاهها ونحن نستمع الى معاناة الفتاة العراقية الايزيدية وكلمتها في الامم المتحدة ونتابع لقاءها مع الرئيس المصري السيسي ولقاءاتها مع وسائل الاعلام المختلفة وهي تطرح تساؤلات كبيرة لمشكلة الدولة والحكم والاخلاق والأديان والسياسة وكل ذلك بعفوية وبراءة وتلقائية تدمي القلوب وتدمع العيون.

بماذا يجب تكريمها ؟

وزميلاتها ؟الضحايا المسبيات ؟

والشهيدات والشهداء والدمار والخراب الذي حصل لهم و لبلداتهم...؟

ومن خلالها شعوب العراق الأصيلة سكنة بلاد ما بين النهرين الاوائل ؟

هي واحدة من اكثر من ثلاثة آلاف فتاة سبيت وهذه قصتها بهذا المستوى من العذاب والالم الإنساني، فكيف اذا استمعنا الى الأخريات الجريحات اللواتي قد تكون جروحهن اكبر من جرح نادية؟

بداية يجب ان نخجل ونستحي جميعنا دولة وحكومة وبرلمانا، فهي الان تحاكمنا لاسترجاع حقها وكرامتها وإنسانيتها واهلها وارضها وولادتها وحياتها.

هل سنشعر بالمها؟

هي الآن ومن خلالها زميلاتها ورفيقاتها الأخريات تحاكم مقترفي الجريمة وهم الدولة الاسلامية في العراق والشام -داعش- الارهابية ومن يقف معها دينيا وماديا وسياسيا ومخابراتيا واعلاميا.

وهي تقاضي الحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان: لماذا تسمون حكومات ولا تستطيعون حمايتنا؟

انه سؤال مهم. لماذا حصل ذلك لها ولغيرها من الضحايا البريئات المسبيات الايزديات، وساكني المخيمات من المهجرات والمهجرين وإخواتهم وإخوتهم كذلك من الكلدان والاشوريين والسريان والأرمن (المسيحيين )والصابئة والشبك والعرب والكرد في طول العراق وعرضه؟

كيف يجب ان تكرم..؟

تكريمها و اخواتها المسبيات حتى الآن، من الايزديات والمسيحيات، والشهداء والشهيدات الذين ذبحوا بدم بارد بيد وحوش ومجرمي العصر داعش يكمن في ما يلي :

١- ان يجري تكفير الدولة الاسلامية في العراق والشام - داعش. وكل المجاميع الارهابية، من قبل المراجع الدينية الاسلامية الحكيمة التي ترى في العدل الإنساني ضرورة وبعد نظر في ما يجري أمامها على ايدي الدواعش، وهم يقترفون الجرائم الوحشية ويدنسون كل شيء بافعالهم التي يندى لها جبين الحيوان قبل الانسان .

٢-ان يتم تعويض كل من كان ضحية التنظيم الإرهابي في مناطق الايزيدية والمسيحية وغيرها في سهل سنجار و سهل نينوى، وان يكون هناك برنامج وطني تدعمه الحكومة و عالمي يساعد في تحرير الأطفال والفتيات والنساء الايزيديات والمسيحيات (علما ان ألمانيا لديها هذا البرنامج مع الايزديات الناجيات لكن يحتاج إمكانيات اكبر لتغطية جميع الضحايا) وغيرهم ان وجدوا، وإعدادهم ضمن برنامج تأهيل نفسي وتربوى علمي يؤهلهم للعودة الى الحياة الطبيعية والمشاركة في بناء المجتمع وإعطائهم مسؤوليات مجتمعية وإدارية وحكومية تعزز ثقتهم بأنفسهن.

٣- ان تعمد الحكومة الى اعادة بِنَاء كوجو وسنجار وسهل نينوى بعد تحريرها خلال فترة قياسية، بالتحرك على الدول المساهمة في إعادة بناء العراق واولها مناطق الايزيدية والمسيحية في سهل نينوى وسنجار خلال فترة أولية لا تتعدى السنة، لإعادة الروح والحياة والثقة الى الضحايا تجاه الدولة والحكومة في بغداد او في اربيل.

٤- ان تتم حماية مناطقهم بجهود دولية ووطنية، وان يتم إعداد مشروع قانون يمنحهم الفرصة لحكم مناطقهم بأيديهم وادارة مناطقهم بأنفسهم وبحرية كاملة، ليبنوها بسلام بشكل مضطرد ضمن الدولة العراقية، وابعادها عن شبكة الصراعات والمصالح الضيقة والسيئة باستغلال المادة 140 في الدستور، الخاصة بـ مناطق التنازع والتي فاقم عدم او سوء تطبيقها مشكلة هؤلاء ولم يعطهم حلا صحيحاً، بل زادهم عذابا بسبب صراع المحاصصة السيئة التي اوصلت مناطقهم الى هذا الدرك. كذلك ضمان ممارسة شعائرهم وطقوسهم كاملة كنوع من إرجاع الكرامة والثقة والحقوق لهم.

٥- ان يقدم لهم اعتذار رسمي من الحكومة الاتحادية ومن حكومة الاقليم لانهما لم تتمكنا من حمايتهم وهو شيء مخجل سببه صراعاتهم على النفوذ والحصص وتركهم لشعبهم، وإلا بقي الامر عاراً في الجبين طول التاريخ.

ستمسح جروح الضحايا ولو قليلا بهذه الاجراءات.

٦- ان يطالب ممثلو الأقليات وسكّان البلد الاصيلون باستمرار بإدارة مناطقهم بايديهم وان يتم الضغط على الحكومتين والمجتمع الدولي لتحقيق هذا المطلب لهم في عراق ديمقراطي حقيقي فدرالي، وطالب الحق لا يضيع حقه.

فهل توجد شجاعة للاعتذار من قبل حكومتي بغداد واربيل عما حصل لسكان بلاد ما بين النهرين - العراق- من دمار بسبب الصراع المشين الذي لم يكًونوا طرفا فيه طيلة الفترة الماضية ( ٢٠٠٣-٢٠١٥) ؟ انه اقل المطلوب منهم لرد الاعتبار وللشعور بإحساس الضحايا الأبرياء..

ترى هل سنسمع ونرى ذلك؟

مع كامل التقدير لكل من تعاطف مع هؤلاء من ابناء شعبنا العراقي الكريم.

10/ 1/ 2016

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وزير العلوم والتكنولوجيا السابق

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 02-02-2016     عدد القراء :  2499       عدد التعليقات : 0