الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
تهديدات طائفية ذات طابع شوفي لإخلاء بغداد من الكرد وغيرهم

التطهير القومي أو العرقي أو الطائفي أيديولوجية ذات نهج شوفيني عنصري رجعي يعتمد على التمييز ووضع درجات تقييمية لا إنسانية للمكونات الأصغر وهذا النهج شمولي التفكير وعقدته إخضاع المكونات من شعوب وقوميات واديان ومذاهب تحت إرادة الأكبر والأقوى الذي يمتلك السلطة السياسية وأحياناً حتى خارج إطارات السلطة، وقد تجلى النهج في العديد من الأنظمة والأيديولوجيات في العالم كما تجلى بشكل واضح عند المشروع العربي القومي المتعصب والمتطرف وفي فكر وممارسات سلطة البعثفاشي التي مارست عملياً إخضاع القوميات لمفهوم الصهر القومي وهي رسالة منهجية وعملية لسلطة البعث المتخفي تحت طائلة من الشعارات القومية والاشتراكية مثلما كانت رسالة الحزب النازي الألماني المسمى ( حزب العمال القومي الاشتراكي الألماني ) المعمدة بالدم والقتل والاعتقال والتعذيب والإعدام وباندلاع الحرب العالمية الثانية 1939 ــ 1945 ونتائجها المأساوية على العالم حيث قتل بسببها حسب التقارير الرسمية ما يتراوح ما بين ( 62 ــ 78 ) مليون إنسان.

وما أصاب الكرد عموماً والكرد الفيليين خصوصاً يندرج تحت طائلة جرائم بحق الإنسانية وكان من المفروض أن يجري تدقيق ما آلت إليه أوضاعهم والعمل على إعادة حقوقهم، وعندما نطلع على رسالة السيد رئيس مؤسسة شفق علي حسين فيلي الذي أرسلها إلى السيد مسعود البرزاني نعرف أكثر كيف هي أحوال الكرد الفيليين وحقوقهم ومطالبهم في أنصافهم فهو يقول إن " مأساتنا مُرة ورغم ذلك لازلنا أحياء، وأمام مشكلات اليوم فنحن من الناحية المادية اعتقد اكتفينا بما وصلنا إليه من صعوبة ولا نريد أن نضيف إلى الغد مشاكل أكثر، والانكى بمشكلتنا هو الصمت والسكوت الذي يصل للإهمال من عدم إجابة خلال سنتين من كل الأطراف المعنية، هل هو عدم الاكتراث بنا؟ نتعجب، فإيماننا بإحياء قضية شعبنا وشريحتنا قبع بشمسين، الأولى في سماء كوردستان والأخرى بقلبنا أين ما كنا" هذه الرسالة واضحة وضوح الشمس حول مأساة الكرد الفيليين وعلى ما يظهر أن السيد رئيس الشبكة علي حسين فيلي أما غض النظر أو ليس لديه معلومات عن التهديدات الجديدة وعن الكم الهائل من تهجير الكرد من بغداد وبدلاً من أنصافهم ترسل لهم رسائل التهديد والبعض منهم يتلقى التهديد مباشرة ولا يختصر الأمر على فرد أو عائلة بل يتسع ليشمل الكرد عامة فقد أفرغت مدينة الصدر تقريباً من الكرد ومناطق أخرى وهناك تهديدات واعتداءات وان لم تنشر على العديد من العائلات الكردية التي لا تبوح ولا تشتكي خوفاً من الانتقام منها.. وقبل أن نطيل أكثر ندخل إلى صلب الموضوع الذي نحن يصدده إي ممارسات على الواقع العراقي أدت وتؤدي إلى التطهير الطائفي وأحياناً "قومي شوفيني" فمثلما اشرنا أن مدينة الصدر " الثورة سابقاً" قد خلت تقريباً من عشرات العائلات الكردية وهجرت إلى كركوك ومناطق أخرى في الإقليم وعلى ما نذكر أن عائلة كردية نعرفهم حق المعرفة متكونة من (41 ) إنسان ما بين الإباء والإخوان وأولادهم والأخوات وأبنائهم وأزواجهم جميعهم تركوا مدينة الصدر منتقلين إلى محافظة كركوك وقد بيع دارهم بثمن بخسٍ الذي بنوه بعد استلامهم قطعة الأرض في الستينات بدلاً عن دارهم الصريفة في " الميزرة " وهؤلاء ليسوا بالوحيدين فهناك كما أسلفنا حوالي 99% منهم تركوا المدينة وباعوا دورهم وانتقلوا إلى الإقليم أو محافظة كركوك وهم بحالة غير حميدة ولا يحسد عليها، كما اخبرني صديق كردي زميل الطفولة وهو بعمر ( 78 ) أي مواليد ( 1938 ) بغداد ومناضل منذ حوالي ( 54 ) عاماً في الحركة الديمقراطية العراقية سجن واعتقل وعذب وشرد سنين عديدة من بلده تاركاً عائلته للملاحقة والفقر وتهديد الأجهزة الأمنية في العهد الدكتاتوري السابق، اخبرني هذا الصديق أنهم مهددون بالنزوح من بغداد بعد أن تلقوا تهديدات مباشرة ومن خلال الرسائل الهاتفية وأكد هذا الصديق أن العديد من العائلات الكردية زارتهم ونقلوا لهم التهديدات التي تطالبهم بالرحيل عن بغداد، ونشير أيضاً وقبل أن ينقل لنا هذا الصديق خبر التهديدات فقد سبقه العديد من المعارف والأصدقاء الكرد بنقل خبر تهديدهم العلني والمبطن وللعلم القسم من هؤلاء هم من الكرد الفيليية وكأن التاريخ يعيد مأساتهم القديمة التي عانوا منها من قبل النظام الدكتاتوري السابق من تهجير وهجرة واعتقال وتغييب في المعتقلات والسجون وما عانوه في إيران ودول الشتات حتى أصبحوا قضية أثارت الغضب والاستياء والاحتجاج ليس في العراق فحسب بل العالم اجمع.. اليوم تعود المأساة بشكل آخر وبطريقة أخرى وبمفاهيم عدوانية شوفينية بمفهوم ديني فقد أشار احد المسؤولين الكرد وهو يحتل مركزاً قيادياً في الحكومة العراقية " عن تعرّض الأكراد الذين يسكنون في بغداد إلى تهديدات تطالبهم بمغادرة سكناهم وإلا تعرضوا لما لا يحمد عقباه".

كما ذكرت "شبكة رووداو" الإعلامية الكردية التي مقرها أربيل أن ""الكرد يتعرضون في بغداد إلى التهديد عن طريق الهاتف والرسائل تطالبهم بمغادرة العاصمة" ونقلت الوكالة عن وكيل وزارة الثقافة في الحكومة العراقية فوزي الاتروشي أن " الكرد في بغداد معرضون للتهديد، وأطلب من أي كردي في بغداد أثناء تعرضه إلى تهديد إبلاغ الجهات المعنية بالفور، لضمان حياتهم" طلب غريب لان أكثرية الأجهزة الأمنية على إطلاع تقريباً بما يجري! وصرح سامان فوزي عضو البرلمان السابق للوكالة أن "جزءا من سكان بغداد يقولون إن الجماعات التي تهدد الكرد هدفها ليس الكرد فقط، ولكن هدفها تخريب التعايش السلمي وزعزعة الوضع في بغداد".. وأخيراً وليس آخراً فان حاكم الزاملي رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية صرح لشبكة "رووداو "نحن بدورنا نطمئن الكرد بأنه لا تستطيع أي جهة إخراجهم من بغداد، والآن تم فتح تحقيق بهذه القضية" من تريد أن " تطمئنه وكيف تفسر خلو مدينة الصدر 99% منهم بينما كانوا يشكلون قطاعات سكنية واسعة؟" القضية كما يعرف السيد حاكم الزاملي قبل غيره ليس في يده أو يد إي مسؤول حكومي بل بيد الذين لهم ارتباطات خارجية وداخلية هدفها تدمير النسيج الاجتماعي العراقي وإرضاء دوائر داخلية وخارجية تسعى إلى الهيمنة والتدخل في الشأن الداخلي العراقي. ان الأخبار التي تناقلتها البعض من وسائل الإعلام هي اقل بكثير من الواقع المرير الذي تمر به مناطق بغداد جراء التطهير الديني والطائفي والتطهير القومي التي تقوم به ميليشيات طائفية مسلحة هدفها توسيع رقعة العداء وتخريب السلم الأهلي الذي عايشته جميع المكونات العراقية منذ مئات السنين ولهذا يقع على عاتق شعبنا وعاتق القوى الوطنية الديمقراطية مهمة إفشال هذا المخطط الرامي لإفراغ بغداد وغيرها من المكونات الأخرى والمحاولات لتجيير المناطق بمفهوم الطائفية البغيض، كما أن صمت وسكوت الحكومة المركزية يعد مشجعاً لهؤلاء الذين يتفننون في التجاوز على حقوق الناس وأمنهم وسلامة عائلاتهم، فعلى الرغم من الإطباق شبه المطلق على أخبار منع الكرد القادمين من الإقليم وغيره من دخول العاصمة واعتقال البعض منهم والتحقيق معهم والإطباق على التهديدات المختلفة لإجبار الكرد على النزوح من مناطقهم في العاصمة تحت طائلة الحجج وفي مقدمتها أن حكومة الإقليم تمنع دخول العرب إلى الإقليم وهي كذبة روج لها هؤلاء أنفسهم والبعض من تنظيمات وميليشيات طائفية ( لا يمكن إنكار البعض من الحوادث بخاصة بعد التفجيرات الإرهابية في الإقليم أو هجوم داعش على الإقليم ) ، لان مَنْ يزور السليمانية أو دهوك وبخاصة عاصمة الإقليم اربيل سيجد لا بل يفاجأ بمئات الالاف من العرب ومن مختلف مشاربهم وكذلك المسيحيين وغيرهم الذين هجروا أو واجهوا التهديدات والضغوط لترك مناطقهم السكنية القاطنين فيها منذ مئات السنين فيها إلى الإقليم وهم يعملون بشكل آمن وسليم وتعيش عائلاتهم كأي عائلة كردية في الإقليم ويؤوب أولادهم المدارس العربية والخاصة بشكل طبيعي دون تمييز إلا اللهم اختلاف اللغة في التدريس فالتلفيق والتشويه وسرد الأكاذيب أصبح ديدن البعض حتى تردي الأمن واضطراب الأوضاع وهذه الحرب الضروس مع داعش الإرهاب يعتبروها انتصارات مثل ما كان يصور " دون كيشوت صدام حسين ونظامه لأنفسهم"، إن أكثرية العراقيين المكتويين بالإرهاب والجريمة والميليشيات والمافيا المنظمة يصرخون ويطالبون بالأمان دون جدوي، فها هي عمليات السطو والجريمة المنظمة أمام الأجهزة الأمنية لا بل غياب هذه الأجهزة الأمنية، مافيات منظمة لا يهمها العقاب القانوني تفعل ما تشاء وتسرق ما تشاء وتدخل بيوت المواطنين وتحتجز عائلاتهم وتقوم بالنهب " عيني عينك يا تاجر" وباعتراف الكثير من المسؤولين الحكوميين وخلال اتصال من قبل " سكاي برس " مع سعد المطلبي عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد قال بصراحة أن" الدور الاستخباري في بغداد ليس بالمستوى المطلوب ما جعل عصابات السطو تزداد بين الحين والآخر" وتابع سعد المطلبي وهو ما يثير الشجون لما وصل إليه الوضع الأمني " أن يتخذ المواطن الإجراءات اللازمة لوقاية منزله من العصابات المسلحة من خلال وضع منبهات صوتية أو إقفال الأبواب بطريقة محكمة" لكن العصابات تأتي أيضاً في وضح النهار ،وإذا كان صاحب المنزل يا سيد سعد المطلبي لديه الإمكانيات المادية فكيف للملايين الأقل دخلاً وأين الأجهزة الأمنية ؟..أتعرف أيها السيد المطلبي في أحدث جريمة مساء الخميس 28/1/2016 أن "قيام مسلحين مساء اليوم بالسطو المسلح على محل صيرفة في منطقة السيدية جنوبي بغداد وسرقة مبلغ 250 مليون دينار منه تحت تهديد السلاح". وشهدت أيضاً قيام مسلحين بسرقة رواتب مدرسة والبالغة 35 مليون دينار ضمن منطقة الحبيبية شرقي بغداد"وليس غريباً مطالبة المفوضية العليا لحقوق الإنسان يوم الخميس حيدر العبادي" باتخاذ إجراءات تهدف لحماية الكورد في بغداد بعد تعرضهم لتهديدات من "عصابات مجهولة، لتهجيرهم قسرا من منازلهم" وقال عضو المفوضية هيمن باجلان " إن هذه تعد "جريمة تمثل انتهاكا صارخا لحقوق المواطنين والمحافظة على حياتهم وحقهم في السكن والأمن والتنقل".

ان التهديدات لإخلاء العاصمة بغداد من الكرد وغيرهم هدف طائفي أو شوفيني أو ديني دليل على ان البلاء المستشرس ما عاد من قبل داعش والإرهاب فحسب بل ممن يعملون تحت مظلة الأجهزة الأمنية والحشد الشعبي ولهذا نحذر من هذه الوضعية المزرية ونرجو أن لا تحرف أقوالنا بأننا بالضد من الحشد الشعبي الذي يقاتل بشرف وإخلاص بعيداً عن موبقات المافيا والميليشيات المأجورة ونحن نحي الشرفاء المخلصين جميعهم.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 02-02-2016     عدد القراء :  3537       عدد التعليقات : 0