تحل بعد أيام الذكرى الثالثة والخمسون لانقلاب 8 شباط المشؤوم 1963، الذي شكل الانطلاقة الأولى لإغراق الوطن بالدم وتغيير المنظومة المجتمعية بالكامل.
لقد أصبح الانقلاب الاسود الأب الشرعي لحزب البعث الذي عاد في تموز 68 وقاد العراق إلى التهلكة خلال 35 سنة.. و»المأثرة» الكبرى التي سجلها البعثيون العفالقة في 8 شباط انهم طبقوا ولأول مرة في تاريخ العراق السياسي الحديث مبدأ تصفية المختلف معهم بابشع الأساليب، وأصبح هذا المبدأ سنة لهم.
فهم الذين ابتكروا فكرة قطار الموت، سيئ الصيت، حيث حشروا المئات من المعتقلين في قطار، دهنت عربات الشحن التي يسحبها، من الداخل بالقير واحكم غلق الأبواب في تموز اللاهب.
وهم الذين ابتدعوا فصائل الحرس القومي على شاكلة التجربة الهتلرية الالمانية، واغرقوا البلاد والعباد تعذيبا وانتهاكا. وهم الذين اعدموا المئات من دون محاكمة. وهم الذين أصدروا بيان 13 المشؤوم الذي يخول قتل أي مواطن بتهمة الشيوعية!
وهم اول من استعان بالأجنبي لتنفيذ انقلابهم الاسود وهذا ما صرح به مرارا العديد من قادتهم!
وأعظم خدمة قدمها البعثيون للاجنبي، أمريكيا كان أم بريطانيا، هو اغتيال ثورة 14 تموز وقادتها وفي مقدمتهم الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، وابادة وسجن وتعذيب وتشريد المئات والآلاف من خيرة ابناء الشعب وبناته، شيوعيين وديمقراطيين ووطنيين آخرين، واجهاض تجربة الثورة التي قدمت منجزات كبيرة خلال الفترة القصيرة من عمرها.. ويكفي لها شرفا أنها أسكنت آلاف المواطنين في بيوت تليق بالبشر، في أربعين مدينة جديدة، في مختلف أنحاء العراق، أنشئت خصيصا للفقراء وذوي الدخل المحدود. وما مدن « الثورة «و»الشعلة» و»الحرية» إلا شاهد على ما نقول. ولم تستطع الحكومات المتعاقبة وليومنا هذا أن تفعل ما فعلته ثورة تموز في هذا المجال إذ أن المواطن ما زال يعاني ازمة سكن خانقة، مع ارتفاع أسعار العقارات بشكل لا مثيل له حتى في البلدان المتقدمة، والتي توفر كل الخدمات لمواطنيها.
وعودة الى انقلاب شباط سيئ الصيت، نشير إلى أن «وارثيه» قادوا الوطن الى حروب عبثية مدمرة، رهنت البلاد والعباد وكانت نتائجها كارثية بإزهاق أرواح خيرة الشباب وتخريب الاقتصاد بالكامل.
حكموا لمدة 35 سنة بالحديد والنار .. ولم يكتفوا بذلك فتخريبهم ما زال متواصلا وخاصة الحلقات الأولى لنظامهم الدموي الذين يسهمون اليوم في القيادة الميدانية لقوى الإرهاب المتمثلة في داعش!
اسود .. كان انقلابهم في 8 شباط !
اسود تاريخهم .. كالح السواد!
تاريخ اسود!
