الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
أيهما أقرب الى بغداد .. تونس ام الشطرة ..؟!

   أصدرت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق (الاربعاء) الثالث من شباط ، بياناً صحفياً حول زيارة وفدها (المشترك) مع لجنة التربية والتعليم البرلمانية الى تونس، للاطلاع على (طرق تدريس مادة حقوق الانسان)، وتضمن البيان نشاطات الوفد في تونس، ومن ضمنها زيارة المدرسة العراقية التي تضم (110) مائة وعشرة طلاب، وختم البيان بدعوة وزارة التربية الى توقيع (اتفاقية تعاون) مع نظيرتها التونسية، لحل (مشكلة) عدم قبول الخريجين من المدرسة العراقية في الجامعات التونسية، اضافة الى حاجة الكادر التدريسي فيها الى دورات تدريبية !.

   المدرسة العراقية في تونس تضم المراحل الثلاث (ابتدائية ومتوسطة واعدادية)، ولم يذكر بيان المفوضية عدد الطلبة المتخرجين منها ولم تقبلهم الجامعات التونسية، كي تطالب المفوضية وزارة التربية بعقد اتفاقية من أجل تسهيل قبولهم، متناسية مئات الآلاف من طلبة العراق المتخرجين من المدارس العراقية خلال السنوات الماضية، ممن لم يحالفهم الحظ في القبول في الجامعات والمعاهد داخل العراق، ومئات الآلاف من الخريجيين من الجامعات والمعاهد الذين يعانون من البطالة بعد تخرجهم !.

   الانكى من ذلك هو استمرار الايفادات الرسمية لهذه الوفود بالرغم من الضائقة المالية الخانقة التي تعصف بالخزينة العراقية بعد (سقوط) اسعار النفط الى مستويات غير متوقعة، باتت تهدد حتى تأمين رواتب الموظفين والمتقاعدين خلال الاشهر القادمة، بالتزامن مع التكاليف الباهضة التي تحتاجها الحرب ضد الارهاب .

   لا نفهم حاجة المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق ولجنة التربية والتعليم البرلمانية الى ارسال وفدهما المشترك، وفي هذا الظرف بالذات الى تونس، للاطلاع على (طرق تدريس مادة حقوق الانسان)، وكأن هذه الطرق والأساليب هي (اكتشافات) عالمية جديدة ومفيدة للعراقيين، ولا يمكن الحصول عليها الا بالذهاب الى تونس !.

   المفروض ان المفوضية والبرلمان على دراية باعداد النازحين داخل العراق، واعداد الطلبة ضمنهم، وبالخصوص طلبة الجامعات والمعاهد والصفوف المنتهية من الاعداديات، الذين لا يعرفون مصيرهم، وهؤلاء بعشرات الآلاف، وهم الاولى بحل مشاكلهم.

   السؤال للبرلمان ومفوضية حقوق الانسان ولوفدهما المشترك الى تونس، كم عدد المدارس العراقية التي بادرتم بزيارتها داخل العراق، للاطلاع على توافق أوضاعها مع مبادئ حقوق الانسان خلال السنوات الماضية؟، وهل قمتم بزيارة مدرسة واحدة في بغداد مثلاً كي تعتمدوها للمقارنة قبل سفركم الى تونس؟، وهل لفت انتباهكم واهتمامكم عدد المدارس الطينية في المدن العراقية البعيدة عن العاصمة، والتي لا تصلح أصلاً كمواقع للدراسة ؟!.

   ونختم بسؤال للوفد المشترك، أيهما أقرب الى بغداد (وأقل تكاليف) وأوجب للزيارة والمتابعة، مدرسة عراقية في قضاء الشطرة (على سبيل المثال) أم في تونس ؟!، أم أن هذا السؤال خارج اختصاص المفوضية والبرلمان ؟!.

  كتب بتأريخ :  الخميس 04-02-2016     عدد القراء :  3357       عدد التعليقات : 0