الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ما جرى لعائلة الزعيم عبد الكريم قاسم بعد ٨ شباط
بقلم : حسن الخفاجي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

في صبيحة اليوم المشؤوم في ٨ شباط من العام ١٩٦٣ لم يربك بيان الانقلابيين رقم واحد الزعيم عبد الكريم قاسم. اصر الزعيم على حلاقة لحيته وسقى حديقته وطمأن القلقين من زائريه من عائلته ومقربيه قبل مغادرته المنزل الى وزارة الدفاع . اصطحب معه رفاق دربه ومن اقاربه اصطحب معه ابن شقيقته الضابط الطيار الشهيد لاحقا طارق محمد صالح .

وصل الى وزارة الدفاع وباشر تصديه للمتامرين واتصالاته وهو بمنتهى الثقة بالنفس ، طوال النهار الى المساء وفي خضم المعركة كان يجيب على هواتف المتصلين وبالخصوص شقيقاته واقاربه ومقربيه  ويعدهم بالقضاء على المتآمرين . قبل نهاية المعركة وبعد ان مالت كفة المعركة لصالح المتآمرين، طالب الزعيم جميع من كانوا معه بمغادرة وزارة الدفاع  ليضمنوا سلامتهم وقال لهم : "رأسي هو المطلوب" ،  وأصر على مغادرة البعض منهم ومن هؤلاء ابن شقيقته طارق محمد صالح الذي القي القبض عليه ونفذ فيه حكم الاعدام في نادي الأولمبي - نادي الاعظمية لاحقا - .

اين ذهبت عائلة الزعيم في ذلك اليوم المشؤوم ؟

في صبيحة اليوم الثاني هاجمت مجموعة من الحرس القومي بقيادة الكاتب الان الحرس القومي سابقا حسن العلوي بيت شقيق الزعيم حامد قاسم واعتقلوا كل الذكور باستثناء حامد الذي كان ذاهبا الى بيت شقيقته  في الكرادة للاطمئنان عليها واعتقل هناك هو وزوج شقيقته اللواء عبد الجبار جواد.

اعتقلوا واعتدي عليهم امام عائلتهم  ، في هذه الأثناء جاء احد الجنود  ممن كانوا يعملون مع الزعيم  واصطحب مجموعة من عائلة  الزعيم وكان معهم  ابن شقيقته  صبحي محمد صالح واسرته وشقيقاته بسيارات اجرة الى دار الجندي في مدينة الثورة .على الرغم من فقر حال هذا الجندي  ألا إنه واقاربه وجيرانه قدموا الضيافة والأمان وكان مجموعة من الرجال الأشداء يقومون بحماية وحراسة العائلة .

بعد يومين كاملين قضتها عائلة الزعيم في دار الجندي النبيل في مدينة  الثورة غادرت العائلة الى بيت اقارب لهم في منطقة الكرادة ، بعدها استأجروا بيتاً لأن الحرس القومي استولوا على بيوتهم . الجندي ومن افتدوا الزعيم واسرته كان الوفاء طبعهم وكانوا يسددون دينا كبيرا بذمتهم الى من منح فقراء العراق وقته وشبابه وعمره فاستحق ان يبادله اغلب العراقيين الوفاء .

ابن شقيقة الزعيم  اللاعب الدولي مؤيد محمد صالح اعتقل واقتيد الى نادي النهضة في الكرادة الذي اصبح مقرا لمليشيا الحرس القومي وشاهد في باب النادي وزير النفط حاليا الحرس القومي الملقب سابقا عادل المنتفجي- عادل عبد المهدي وعبد الرزاق الطائي وكيل وزير الشباب بعد اطاحة صدام هؤلاء كانوا من قادة الحرس القومي في ذلك المكان .

سيدي الزعيم الخالد منذ ان غدروا بك الى الآن ونحن ايتام ولم نجد حضن الاب الدافئ الحنون. نتذكرك كل حين وكلما أوغل الحكام بظلمنا وقتلنا وسرقتنا والتعالي علينا. ذكراك خالدة لانك رمز الوطنية والنزاهة والبساطة والطيب والكرم ، لانك كذلك تبقى خالدا ورمزا حقيقيا لطيبة وشجاعة ونبل العراقيين . من غدروا بك ومن جاء بعدهم سهلوا علينا مهمة تفردك بالقيادة الحقيقية والوطنية ، لانك قمرا وشمسا في سمواتنا ،وهم قتلة ولصوص وفاسدين ومتعالين وانت خبزة طيبة بيد الفقراء وبيتهم الكبير الذي دخله ظل آمنا حتى من غدروا بك وعفوت عنهم وعادوا ليغدروا بك ويقتلوك .

مصيبتنا مضاعفة سيدي الزعيم الخالد ونحن نرى جمعا يحكمنا ويتحكم بنا هم من بقايا الحرس القومي واولاد الاقطاع واحفاد من ناصبوك العداء باسم القومية تارة وباسم الدين تارة اخرى  .انت "الشعوبي" حسب تصنيفهم ياليتنا نحظى بشعوبي اخر بربع مواصفاتك .

نعود ونتذكرك ونعد إنجازاتك كلما زاد من يحكموننا بتدمير العراق  ونهب ثرواته. سيدي ياصاحب الغيرة والوطنية الحقة ، اتعرف لماذا نندبك كل حين؟. لان من يحكموننا الان لم يكتفوا بخيانة وعمالة وفساد رافق حكمهم ، وتعدوا كل ذلك السوء ووصلوا الى مرحلة بيع العراق اشلاء  وتقسيمه لذلك تظل شعلتك وشمسك السومرية عنوان ومكان يجتمع تحته ابناء العراق .

عبد الكريم قاسم جديد سيولد من رحم معاناتنا كما ولدتك كيفية لتكون رمزا  للشجاعة والنزاهة والوطنية

"الوطنية عقيدة والسياسة حرفة "

hassan.a.alkhafaji@gmail.com

  كتب بتأريخ :  الأحد 07-02-2016     عدد القراء :  2292       عدد التعليقات : 0