الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ايام شباط الاسود 1963
بقلم : ألفريد سمعان
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

في كل عام نلتقي بها، نتذكر المصائب والاوجاع نسترجع الذكريات المريرة نتناوب الاحاديث.. كل يتحدث عما جرى وما حدث له او لاحد افراد العائلة.. حتى السماء لا تعرف الصحو والألق والصفاء. كلها تبكي حتى النجوم التي عرفناها متألقة تتحدى الظلام تملأ السماء باضوائها وتشكيلاتها.

انه شباط 1963 اليوم الثامن، حيث نزلت قوى الظلام تحميها وتحرضها وتدعوها إلى القتل والتدمير وابادة ابناء الوطن اشرف واروع المناضلين عن الحرية والكرامة الانسانية امتداداً للقوافل التي قاتلت وناضلت واعطت خيرة ايام العمر من اجل الوطن وكرامة الانسان العراقي الذي عانى الكثير من الاوجاع والصدمات وتحملت عشرات الآلاف من العوائل ما تعرض له الآباء والابناء نساء ورجالاً من اجل حياة افضل ونشر رايات العدالة والمجتمع الطيب الذي يجاهر بحبه للحياة.

اجل لقد سحقت ثورة 14 تموز المجيدة كل التمنيات القذرة التي جالت في رؤوس مجموعة رثة بلا تاريخ صنع لها الأمريكان طريق الانقضاض على الحكم التقدمي وتحطيم البوادر الثورية وانتصار الشعب على الطغاة الذين تجرؤوا على اعدام قيادة الحركة الوطنية بصلافة ومن دون اي وازع من ضمير واسترجاع ما يتحدثون به عن الديمقراطية وحرية المواطن ونشر سنابل السعادة والمحبة في كل مكان وكان هنالك اصوات غريبة تدعي الانتصار للشعوب وتشارك في بناء عالم قريب من الاشتراكية وتصفق بلدان العالم الثالث وتنادي لحريتها وتدعو إلى الانتصار لها، ولكنها تحرض وتدعو مجموعة (الصبيان) التي استلمت القيادة في العراق بعد الثامن من شباط الاسود ولم تكن تتصور انها سوف تنتصر لولا المؤامرات الاستعمارية والقطار الامريكي الذي وصلوا به الى السلطة ليحققوا اسوأ ما عرفته البشرية من ظلم واستبداد واعتداء وتدمير للحياة التي بشّر بها الثوار في كل بقعة ونقطة من كيان العراق المناضل من اجل الخير والمحبة.

لقد سجل انقلابيو شباط الاسود اسماءهم على منصة سوداء وحفروا اسماءهم على جدران الاثم والانهيار الاخلاقي والاسلاك الشائكة المعربدة لوقف المدّ التقدمي وقطع الطريق على المسيرة الثورية الباسلة، التي ابتدأت بثورة العشرين وانتفاضة رشيد عالي الكيلاني ووثبة كانون المجيدة وانتفاضة تشرين في الخمسينات. وكان لهم ما اراده لهم اسيادهم من القوى الاستعمارية التي اهتزت عروش (صنائعها) وكادت تجن لما يمكن ان يحدث في المنطقة لو استمرت هذه الثورة، الرابع عشر من تموز في تحقيق الانتصارات في كافة الميادين وعلى رأسها امتلاك ثروتها النفطية الهائلة.

لقد قام الاوغاد باعتقال مئات الآلاف وتملكوا البيوت السرية للبطش والقتل والتنكيل واسهموا في صناعة القيود والاغلال وارتكبوا من الجرائم ما لا يمكن ان تخطر ببال انسان يمتلك ذرة من التعامل مع ابناء وطنه.

ان شعبنا العراقي الجريح الذي قدم للوطن مئات الآلاف من الضحايا في شتى المناسبات سيظل يدين هذا الانقلاب الاسود الذي خلف لنا تركة آثمة وسوداء لا لا تغطيها ولا تمنح فرصة لمن يدافع عنها مهما كانت الاسباب. انها قتلت ابرز القيادات الثورية واصدرت مرسومها القذر بقتل القوى التقدمية واهدار دمهم لانهم اعداء للاستعمار والرجعية والتخلف.

ان ما قامت به هذه الزمرة الظالمة لا يمكن ان تطويه ملايين الاطنان من التبريرات والاعتذار وسيبقى شعبنا يناضل من اجل مستقبله في الحرية والديمقراطية وازاحة كافة قوى الرعب والقتل والابتزاز الذي جاء به (صبيان) شباط الاسود وصرخات الادعاء بالشعارات القومية البائسة. ولعلنا ما زلنا نعاني ما تركته تلك القوى من مصائب لا بد أننا سننتصر عليها مهما كانت الوجوه التي تمارسها قوى الظلام بالامس واليوم ايضاً.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 08-02-2016     عدد القراء :  1908       عدد التعليقات : 0