الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
يوميات نصيرة: اعود واستكمل الحلقة السادسة
بقلم : ابتسام حداد
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

يوميات نصيرة

مشاركة النصيرات في المفارز القتالية

اثناء تجوالنا في المفرزة الأولى التي كانت اعلامية بالدرجة الأساس، عرفت كل واحدة منا امكانياتها وهل عندها الاستعداد والرغبة للاشتراك في المفارز القتالية؟

أخذت النصيرات بطرح فكرة ضرورة المشاركة بالمفارز حتى لا يكون وجودنا وجوداً شكلياً، بل اردنا ان نكون جزءاً من المفارز القتالية.

حصلت آراء متضاربة بين صفوف الأنصار في الموقع ؛ضد ومع الفكرة. ( بالمناسبة كانت الآراء مع الضد أكثر). ولكن نتيجة الاصرار من قبلنا والدعم الكلي من الرفيق أبو جميل الذي اجتمع بأكثر النصيرات الموجودات في المقر ( كوماته الاول ) اواخر 1981 حول هذا الموضوع وجرى توزيعنا على السرايا الموجودة في المنطقة. النصيرات: أم هيفاء، سلوى والشهيدة فاتن إلى المفرزة التي يقودها النصير أبو ليلى( صباح ياقو ). أم طريق وأم نصار إلى مفرزة زاخو التي يقودها النصير أبو محمود. أم عصام، عشتار، أم امجد و دروﮒ إلى مفرزة دشت الموصل بقياده النصير الشهيد أبو نصير. أما تانيا، بدور والشهيدة أم لينا تم نقلهن إلى قاطع السليمانية.

بعض النصيرات اللواتي جئن بعدنا وزعن على القواطع الأخرى.

أول عملية قتالية اشتركت بها النصيرات دروﮒ ، أم بسيم، عشتار وأم أمجد هي ضرب فوج نزور. النصيرة دروﮒ تدربت في لبنان على سلاح المدفعية.

في,مفرزة زاخو أو المفرزة 47 أمضينا عدة أشهر ومن ثم جرى تغيير قيادتها وأصبح أبو هدى (حسين الأسود) آمرا للسرية والمستشار السياسي الشهيد أبو ليلى( كاظم طوفان ) والإداري أبو سعد اعلام. ومن أتذكر من أنصار السرية هم: أبو صارم، أبو برافدا، علاء الزعيرون، أبو نهران، أبو داود، أبو زياد، أبو طريق، الشهيد الدكتور عادل، الدكتور أبو ظفر، أبو نادر، أبو ريما، أبو همسه، أبو بشار، شاكر الصغير، الشهيد أبو سرمد، أبو نصار، ،أبو كريم، أبو نضيلة،أبو حسن، أبو فهد، أبو زاهر، أبو عمار، أكرم المسيحي، أبو قتيبة، أبو شكرية، أبو رشدي، سلام فواز، أبو عليوي، معروف اضافة إلى رفاق من الأكراد هم الشهيد، أبو رزكار وآخرون لم تحظرني أسماؤهم، وأرجو ممن يتذكرهم مساعدتي لإضافتهم.

النصير الشهيد أبو ليلى (كاظم طوفان) من الشخصيات التي كانت تساند النصيرة وخاصة أنا وأم طريق. أبو ليلى هكذا كان اسمه التقيته في بيروت قبل توجهي الى كردستان ومرة أخرى كمستشار سياسي لمفرزة ازاخو. جميل الوجه والتقاطيع، يشبه وجوه الممثلين. يمشي هادئا. كان ودوداً وحذراً في مشيه وفي سلوكه وفي طريقة نطقه. كان دائما يرسم البسمة على وجهه عندما يتحدث.

العملية التي اشتركت فيها جاء تبليغنا من قبل أبو ليلى (كاظم طوفان) رغم كانت هناك اعتراض من قبل آمر السرية حول اشتراك النصيرات بالعملية لخطورتها، ولكن أبو ليلى كانت لديه قناعه بنا.

استشهد كاظم طوفان في بشت آشان على يد الجلاليين. المجد للشهيد كاظم طوفان والخلود لكل المناضلين من أجل الوطن..

أعود وأتحدث عن العملية التي اشتركت بها وأم طريق وهي ضرب واقتحام (ربيئة دركار عجم). كانت العملية مشتركة بين مفرزتنا ومفرزتين من (حدك) الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة صادق عمر ومحو ﮔﻭده.

قبل العملية الكل كان مشغولاً بالتهيئة؛ تفكيك السلاح وتنظيفه وملء مخازن العتاد، ربط النطاق والعتاد على الخصر.

الليلة التي سبقت العملية شعرت بجسدي يتعرق وأقدامي غير قادرة على حملي واضطراب داخلي ينتابني؛ الخوف أولاً.. يا ترى هل سأتحلى بالشجاعة؟ يا ترى هل أنا قادرة على هذا

العمل الخطير، وهل هو اثبات وجود مثلا أم لرفع اسم الحزب الشيوعي العراقي، وخاصة أنها أول مرة في حياتي أساهم بفعل قتالي؟! هذه المشاعر كلها راودتني في الليلة التي سبقت العملية. الخوف .. شعور إنساني فطري.

في الصباح اصبح القرار نافذاً ولا مجال للتراجع عنه. حتى لو كانت لدي ملاحظة، تظاهرت بالقوة والفرح وأنا أردد مع نفسي:" إرادتي أكبر من كل شيء وهي من يصنع انتصاري وفرحي!"

وبدأت العملية بتحرك مجموعة مكونة من مفرزتنا ما يقرب 15 نصير ونصيرتين إضافة الى مجموعة من ( حدك ). النصيرتان هن أم طريق وأم نصار كل واحدة منا كانت مع مجموعة في كمين للتقدم المتوقع من زاخو أو من باطوفة. أنا كنت مع أبو صارم وأبو طريق وآخرين أخذنا مواضعنا خلف الصخور وموجهين بنادقنا صوب الشارع القادم من مقر لواء باطوفة، لتوقع أن يأتي تقدم من مقر اللواء لنجدة الربيئة.

بعد بدء المعركة بفترة غير قليلة شاهدنا رتلا من الآليات قادماً من مقر لواء باطوفة باتجاهنا. وحين اقترب الرتل بدأنا بالتصدي له.

أول مره أسحب أقسام البندقية وأطلق النار. ارتبكت في البدء لم أستطيع سحب أقسام البندقية، ربما الخوف ولكن قرب أبو صارم ومساعدته لي ووجود أبو طريق واثنين من حدك غير بعيدين عني، زادني عزيمة. وحين اشتد اطلاق النار اختفى الخوف والرهبة تولد شعور آخر هو انجاح العملية بسلام بدون خسائر من رفاقنا. وفعلا نفذت وانسحبنا بدون خسائر. لم نستطع اقتحام الربيئة لشدة المقاومة واشتراك الربايا القريبة بقصف موقعنا بالمدفعية.

بعدها استمر تحركنا وتنفيذ العمليات العسكرية في منطقة الدوسكي، اضافة إلى النشاط الاعلامي وتعريف المنطقة بدورنا. بعد فترة مرضت النصيرة أم طريق بالملاريا وصار وضعها الصحي صعباً وليس لدينا دواء لمثل هذه الحالة، لذلك صدر قرار العودة الى المقر. وشملني القرار أيضاً فعدت معها.

في تلك الفترة كانت القاطع قد انتقل إلى وادي آخر، لأن الجندرمة الأتراك بدأوا بشق طريق في الجهة المقابلة لمقراتنا التي أصبحت ساقطة عسكريا. فوقع الاختيار على كلي كوماته الثاني.

الحلقة القادمة سأتحدث على ﮔﻠﻲ كوماته الثاني.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 14-03-2016     عدد القراء :  3705       عدد التعليقات : 3

 
   
 

ليليان كاظم

المجد والخلود لكل الشهداء الذي طالتهم ايدي البعث المجرمه