الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
انا_عراقي_انا_اقرأ

علمني اساتذتي في الصحافة، ان لا اكتب وانا غاضب، لكني وجدت ان الكتابة ستكون اسهل ان غمرني اليأس، أو السعادة!

اكتب بغبطة الان، برضا عن ما حصلنا عليه، عن ما انجزناه، وما جنيناه.. هذه صورة عن مشاعر اتأكد من انها حاضرة في اذهان زميلاتي وزملائي من المتطوعين والمبادرين في الموسم الرابع من مبادرة انا عراقي انا اقرأ.

نحن اليوم بانتظار الاجتماع التقييمي والتقرير المالي كحصيلة لشهرين من العمل الدؤوب، والبطيء احيانا بفعل مشاركة 75% من المبادرين والمؤسسين للفعالية في الاحتجاجات منذ تموز 2015.

قلت البطيء، بفعل ارتباط بعضهم بأعمال تؤمن لقمة العيش لعوائلهم، وللفراغ الذي احدثته هجرة عزيزات واعزاء من المبادرين صوب اوربا وامريكا في موجة الهجرة الاخيرة، موسم افتقدناهم فيه، بالاضافة الى من آثر الانسحاب من لجنة التحضيرات لا لشيء، الا لحبه للمبادرة وخوفا من عدم اتقانه للمهمات التي قد توكل اليه وهو منشغل بعمله الشخصي.

شهرين من حرق الاعصاب والقلق، يغذيهما البحث المستمر عن متبرعين بالكتب والمال لتأمين الفعالية، واستغلال كل علاقاتنا مع المثقفين والناشرين واصحاب المكتبات، لكي نكون على الموعد، ولكي نقدم لمن ينتظرنا مائدة المعرفة وهي عامرة كما عودناهم في ثلاث مواسم مضت بنجاح.

الموسم الرابع، اسميته بعد ان انتهى في الثامنة من مساء 16نيسان "موسم التحدي"، تصوروا الخوف المتواصل من المطر الذي استمر ثلاثة ايام قبل يوم الفعالية، ماذا سيحدث ان تبلل اكثر من 11 الف كتاب كلفنا جمعها عمل شاق ووعكات صحية لعدد من الاصدقاء، تخيلوا الوضع السياسي المتأزم، وقطع الطرق في يوم المبادرة، صعوبة الوضع الامني وتأمين المكان، فقد كنت اتجول برفقة ضابط برتبة رائد وهو يقول لي، "ليس لدي عدد كاف من الجنود ليؤمنوا مكان سيضم اكثر من 5 الاف شخص بعد ساعات، سأضطر لجلب كل ما لدي من المقر وحتى حمايتي الشخصية، وعندما سألته عن السبب، اجابني "اليوم اعتصامات وتظاهرات وقطع طرق ووضع امني مربك وكل عناصري برة القاطع". كنا نحو 40 متطوع ومبادر معزولين عن العالم الخارجي لاكثر من يومين لانشغالنا بالتحضيرات، ولشدة انشغالنا لم نتابع اية تطورات!

في يوم المبادرة، سألني ضيوف، قراء، صحفيون ومراسلون، لم لا تجربون بيع الكتاب بسعر رمزي، لم لا تبيعون الماء الذي تعرضونه مبردا، لماذا انتم "تكية" اعتبروها دعما لكم ولنشاطكم؟

اجبت عن السؤال المكرر بعدة صياغات؛ بعد حذف وزيادة حروف الجر، وإطالة الصمت بين الفقرات. قلت ان من غير اللائق ان نبيع ما وهب لنا، فهي فعالية أسست من اجل القراء، من ذوي الدخل المحدود، من لايستطع شراء كتاب، لذا وفرناه مجانا.

اريد ان اشكر هنا، كل اصبع امتد لكتاب ليضعه على المناضد، كل يد نصبت خيمة او مسند انارة، علقت شعار، ربطت حبل، عقدت شريطا محددا في ارض الفعالية.

فخور بالعمل طوال المواسم الاربع الماضية معكم، سعيد بأخلاصكم ولما قدمتوه من جهد وعمل استمر ل 19 ساعة في يوم المبادرة، هذا اعجاز ونكران ذات عال من اجل اشاعة ثقافة القراءة واحياء دور الكتاب.

اشكر بأسمكم، كل من تبرع حتى ولو بكتاب واحد، كل من مولنا بأبسط المبالغ، حتما فعلت الشيء الكثير وعنت لنا ان الاستمرار واجب. اشكر ايضا من تجشم عناء المجيء الى المبادرة من المحافظات، رغم قطع الطرق في بغداد، انتم مداد استمرارنا.

‫#‏العراق‬

‫#‏بغداد‬

‫#‏انا_اقرأ‬

‫#‏انا_عراقي_انا_اقرأ‬

  كتب بتأريخ :  الإثنين 18-04-2016     عدد القراء :  2328       عدد التعليقات : 0