الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ازمة الكهرباء من جديد
بقلم : طريق الشعب
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

في حزيران 2015 انطلقت شرارة التظاهرات في محافظة البصرة، احتجاجا على الانخفاض الحاد في تجهيز الكهرباء في الوقت الذي ارتفعت فيه درجات الحرارة. وما اشبه اليوم بالبارحة، فقد عاد البصريون الى الاحتجاج مستذكرين تلك الايام، وما حصل من قمع لتظاهراتهم واستشهاد الشاب منتظر الحلفي. لكن البصريين ليسوا وحدهم في ذلك، فمحافظات البلد كلها تغلي .

واليوم نسمع المبررات ذاتها من وزارة الكهرباء على لسان المتحدث باسمها، والتي كنا قد سمعناها منذ سنوات، فيما تتكرر الوعود ايضا، واقربها ان التجهيز سوف يتحسن في منتصف ايار القادم . فمن يصدق هذا؟ والمواطن ليس فقط مل السماع، بل وفقد الثقة ايضا. الم يقولوا لنا، في حينها، ان البلد سيفيض انتاجه من الكهرباء عن حاجته فيقوم بتصديره، وان ذلك سيشكل مصدرا جديدا للدخل الوطني؟

الواقع يقول ان الامنيات شيء جميل، ولكن الاجمل ان ترى تلك الامنيات- الاحلام تتحقق على ارض الواقع . فمن نصدق؟ ومن يعالج ازمة الكهرباء المزمنة؟ ومن يوقف هذا الهدر الكبير في المال العام من دون نتائج تذكر؟ هل يكفي القول في التقارير الدورية لهيئة النزاهة والمحقق الدولي ان هناك فسادا مزمنا في وزارة الكهرباء؟ وان كان كذلك فلماذا لم يعالج ويعزل المسؤولون عنه ويحالوا الى القضاء؟

يبدو ان وزارة الكهرباء، بل والحكومة كلها، تتشاطر على الناس وتريد منهم ان يقبلوا الاعذار المهلهلة التي لم تعد تقنع حتى الطفل الرضيع . ذلك ان الازمة المالية لم تحصل الا في هذا العام، فاين انتهى ما صرف في السنوات السابقة على الكهرباء، وبم يبرر ما اهدر من مليارات الدولارات مقابل تحسن بسيط، بل ويبدو بائسا امام المحاججة الاقتصادية وعند معرفة كلفة انتاج الميغاواط عالميا؟ هذا من جانب، ومن الجانب الآخر يظهر - اذا اخذنا اقوال المتحدث باسم وزارة الكهرباء مأخذ الجد - ان هناك استهتارا بمصالح الناس يتمثل في عدم صرف مستحقات الوزارة لاجراء عمليات الصيانة في الوقت المناسب، قبل ان يحل موسم ارتفاع درجات الحرارة؟ وهل من المنطق في شيء ان تجري الصيانة لعدة محطات في آن واحد، وان تجري الآن وليس قبلا؟ بحيث تخسر الشبكة ما يقرب من نصف طاقتها مرة واحدة؟ والعهدة هنا ايضا على ارقام الوزارة ذاتها.

اي تخطيط واي سوء ادارة هذا الذي يحول دون تمكن الوزارة، بل والحكومة كلها، من توفير الوقود الكافي في وقت مناسب، وضمان تجهيزه وعدم حصول شح فيه، فيما الحكومة الاتحادية والحكومة المحلية في البصرة تعجزان عن التفاهم مع ايران كي لا يتم قطع الخط الكهربائي الايراني! الا تعرفون ان هناك مستحقات يتوجب دفعها؟ فلماذا التلكوء وصولا الى حرمان الناس من الكهرباء؟

والانكى ان المتحدث باسم وزارة اللا كهرباء يقول ان هناك محطات جاهزة تنتظر ربطها بالشبكة العامة. فان كان الامر كذلك فلماذا هذا التأخير؟ ومن المسؤول عنه؟ هل هي البيروقراطية وسوء الادارة، ام هو الفساد؟ ام كليهما؟ ام ماذا؟

لنذكر السادة في الحكومة ووزارة الكهرباء بان الصيف ما زال على الابواب، وان درجات الحرارة آخذة في الارتفاع، وان الناس ما زالت تتظاهر وتتعصم في الساحات، وهي خرجت محتجة ايضا على سوء الخدمات، والكهرباء اساسأ، ام ان اصواتهم لم تصلكم بعد؟

ان الكهرباء والخدمات عموما، لا ينفصل امرها عن القضايا الاخرى التي تظاهر الناس واعتصموا وما زالوا مطالبين بمعالجة مشاكلها والنهوض بها. وهي ما زالت ماثلة، فعناوين الاصلاح السياسي والقضائي، وتوفير الخدمات، ومحاربة الفساد وفتح ملفاته الاساسية، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مخلصة ونزيهة، والقضاء على اس البلاء المتمثل في المحاصصة الطائفية – الاثنية، وتوفير كافة مستلزمات الانتصار على الارهاب وداعش، هذا كله هو ما يستحق ان يتواصل الضغط الجماهيري الشعبي من اجل تحقيقه، وفتح فضاءات اخرى مختلفة تماما امام بلدنا وشعبنا، وتخليصهما من سوء الحال القائم، وما يحمل من مخاطر ان استمر .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 27-04-2016     عدد القراء :  2046       عدد التعليقات : 0