الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الموصل تنزف والارهاب يفجر كنيسة الساعة
بقلم : هيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

جريمة اخرى من جرائم الارهاب الكبرى ارتكبها الأوباش الداعشيون بالموصل، إذ فجروا بخسة ودناءة كنيسة الساعة مساء يوم 24-04-2016 ، وهي واحدة من أهم وأقدم الكنائس المسيحية بالعراق. انهم بذلك يسعون إلى طمس تاريخ وآثار المسيحيين الناصع ووجودهم الأصيل في بلاد الرافدين، وعلى مدى القرون الطويلة المنصرمة. إنهم مارسوا الإبادة الجماعية ضد المسيحيين الكلدان السريان الآشوريين منذ اجتياحهم الموصل وبقية أنحاء محافظة نينوى، وهم ما زالوا يواصلون هذه الجريمة النكراء، التي أدانتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والرأي العام العالمي، باعتبارها جريمة إبادة جماعية ضد المسيحيين والإيزيديين والشبك والتركمان والكاكائيين وغيرهم. لفد فجروا الآثار الأشورية العملاقة والكنائس والجوامع والمكتبات وكل ما يشير إلى الحضارة الإنسانية العريقة، وإلى دور أتباع القوميات والديانات الأخرى في بناء حضارة العراق القديمة والحديثة. الجميع يعرف بأن كنيسة الساعة كانت مركزاً ثقافيا كبيرا، حيث احتوت على الكثير من الكتب والمخطوطات والمجلدات الأثرية، إنها واحدة من خيرة بيوت الحضارة والثقافة الكلدانية السريانة الأشورية. إنها خسارة فادحة!

اننا في هيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق، إذ نستنكر وبشدة وندين هذه الأفعال الهمجية الشريرة بحق مواطناتنا ومواطنينا المسحيين ودور العبادة، وإذ نستنكر هدم المواقع الأثرية ومراقد الصالحين عند أتباع الديانات العديدة والكنائس، والتي تستهدف إنهاء الوجود المسيحي بالعراق، نطالب في الوقت ذاته الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي ومؤسسات ومنظمات حقوق الإنسان والرأي العام العالمي بزيادة الضغط لوضع السياسات واتخاذ الإجراءات الكفيلة والتنسيق الضروري من أجل التصدي المظفر ضد هذه القوى الشريرة و تسريع عمليات تحرير الموصل وكل المناطق المستباحة من عصابات داعش المجرمة ومن يتعاون معها.

إن أوضاع العراق المأساوية الراهنة تساعد في استمرار وجود وجرائم داعش الإرهابية بالموصل وغيرها. وليس أمام الشعب العراق وقواه الوطنية إلا العمل لتحقيق وحدة الصف وضمان عملية التغيير المنشودة والتصدي المظفر لقوى الإرهاب بالموصل والفلوجة وغيرها، لإنقاذ بنات وأبناء الشعب من القتل والتهجير، وحضارة العراق القديمة من التدمير على ايدي قوى داعش الإرهابية. إنه الطريق الوحيد الذي سيسهم في استمرار تمسك المسيحيين والإيزيديين والشبك وغيرهم بأرض الوطن الحبيب المستباح.

هيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق

  كتب بتأريخ :  الخميس 28-04-2016     عدد القراء :  2472       عدد التعليقات : 0