الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
السيد والعبد، تفسير مختلف قد يكون مزعجاً -4-

نرى لنفهم

لكي ادخل مباشرة في الموضوع، وبدون مقدمات كلاسيكية

يسوع المسيح، قال في وقته، ويفترض بقوله يطبّق بكل الأوقات:

فان كنت و انا السيد و المعلم قد غسلت ارجلكم فانتم يجب عليكم ان يغسل بعضكم ارجل بعض ....يوحنا 13: 14

سبق هذا القول العمل، ففهم التلاميذ القول

لأن المسيحيه تُفهم في العينين وليس بالأذنين، وإن رأينا ولم نفهم، فلم يعد لسماعنا أهمية، وكلامنا هلوسة او للتجميل، حتى كلام المسيح والرسل، لا قيمة له في فجر المسيحية لو لم يكن هناك فعل منظور وملموس، ولما بنيت حجرة على حجر، لذلك قال المسيح أتبعني، وفي قناعتي بأن كل الكنيسة تأسست على هذه الكلمة..أتبعني..

أي أنا في طريق، اسير به أمامكم وليس بمستحيل عليكم

والرسل شاهدوا الخطوات وتبعوها، وإن كانوا لم يروها لما تبعوا وهماً

الخدمة الكهنوتية

وضعت الرؤوس فوق الأجسام كم يسمو العقل على كل الجسم، لهذا قال المسيح عن نفسه بأنه الرأس، أي الذي مكانه فوق، وهو السيد.

ورغم ذلك غسل ارجل تلاميذه كي يقول لهم تواضعوا، كونوا بسطاء، طيبين.

في قول مزعج لكثيرين وهذا واضح من اسلوب حياتهم المتعالي والمتعجرف، والمتسلط حسب المزاج وليس بالروح كما يريد المسيح،  يطلب من الكبير أن يكون خادماً، ومن يقتبل سر الكهنوت يفترض أنه يعي جيداً عمق تلك الآية، والسؤال:

هل رأى الكاهن من يعمل بها كي يفهمها؟

بالتأكيد هناك من الكهنة من يعيش بساطة الأنجيل، وهذا يسعدنا، والبحث جاري!

بعض من صفاة الأسقف بحسب الأنجيل

غير طامع بالربح القبيح ولا محب للمال - حليمًا غير مخاصم - يدبر بيته حسنًا

وهذه الصفاة هي من التواضع ونافعة للخدمة

القديس بولس يحدد أهمية النظر في الإيمان (حسب رؤيتي لكلمة نظر) حينما يقول كلاماً بخص الكهنة:

تشبّهوا بي كما اتشبّه أنا بالمسيح 1كور11-1)

وسؤالي: هل سيفرح كنهتنا الأفاضل بأن نتشبه بهم ونعمل ما يعملون بحياتهم؟

بالتأكيد سيختار كل منّا كاهن رعيته، ونعامل بعضنا البعض كما يعاملنا، ونقابل الكاهن بالمثل، وبذلك نكون كنيسة سعيدة جداً جداً.

لأنا سنتعلم منه الخدمة والتواضع والحب والتفاني من اجل الكنيسة، والتجرد من حب المال والذات، وحسن العلاقة مع الجميع، ولساننا ينقط عسلاً وطيب.

إما لو كان الكاهن قليل الأبتسامة، متعالي ومتسلط، وعصبي المزاج، ومحب للمال، وليس من السهل التعامل معه، ولا يقبل النقد، فالأفضل أن تعمى عيوننا ونكتفي بالسماع على أن نرى هذه الآفة التي ستسبب بالخراب لكنيستنا.

الخادم والسيد

إن كان الكاهن يعي حقيقة بأنه خادم، فما المانع من سؤال هاديء:

من هو السيد الذي تخدموه؟

من السذاجة أن يكون هناك جواب فوري وهو (المسيح) لأنه يتبعه ولا يخدمه، وإن خدمه فسيكون ذلك بخدمة كنيسته، إي المؤمنين فيها، ولا أرى ضيراً بأن أجيب بدلاً عنه وأقول بعفوية ودون رتوش:

عندما يكون الكاهن خادم، وواجبه خدمة رعيته، فهذا يعني بأن كل من في الرعية سيد له

فهل هناك من يعترض على تفسيري هذا؟ فليأتي ويقنعني بغيره

وهو يتقاضى أجراً من سيده، وإن كان للكهنة رفاهية ملحوظة وحسابات بالبنوك، فهذا لأن أسيادهم كرماء.

تعلموا من الأسياد كهنتنا الأفاضل

جرت العادة التي اكرهها وهي ان ينحني المؤمنون للكاهن، وغالبيتهم يقبلون يده للأسف الشديد، وسؤالي الذي أهدا من قبله:

إن كان السيد يفعل ذلك مع الخادم، فما يجب أن يكون عمل الخادم؟

ألا يفترض ان يسحبوا أياديهم على الفور ويقبلون هم أيادي أبناء رعيتهم؟؟

شخصياً، أرى تقبيل الأيادي والأنحناء لا يمت للأحترام بصلة بل بالذل والمهانة، لذا لا أتمنى ان ارى هذا المشهد القاسي من قبل الرعية للكاهن والأسقف، او بالعكس، لذا لا تتعلموا منهم تلك العادة الكريهة، وسؤال آخر:

ماذا نتوقع من الذي يسمح بتقبيل يداه، هل ستكون علاقته طبيعية مع المكسور المنحني، ام يكون متعالياً عليه؟

هل يعقل أن يقبل المئات والألوف أيادي الكهنة على مدار السنة، وخلال سنة كهنوتية يقبّل الكاهن اقدام مغسولة ومعقمة لإثنا عشر مؤمناً؟ ولولا أن الأسلاف وضعوا هذا الطقس في خميس الفصح، لجعله بعض من كهنة اليوم عكس ذلك تماماً، حيث يأتي الجميع ليقبلوا ارجل الكاهن وهو يفتخر بذلك.

تمنيات هادئة

- اتمنى أن يفهم البشر، بأن الحكمة والإيمان لا علاقة لهما بتقبيل أيادي الكهنة، وهذه الممارسة تجعلهم اتباع بشر بلباس كهنوت وليس احرار مع المسيح

- أتمنى أن يفهم البشر بانهم يساهمون بأبعاد الكاهن عن روح البساطة المسيحية عندما يجعلون منه امبراطوراً تنحني الهامات عند رؤيته

- أتمنى أن يفهم البشر بأن المسيح مات كي يحافظ على رؤوسهم مرفوعة به

- أتمنى ان يفهم كهنتنا واساقفتنا سلبيات تلك العادة على حياتهم الروحية ورسالتهم الكهنوتية والتي يفترض أن تكون مبينة على روح التواضع وليس التعالي

وإن كان هناك من سيد فحتما لن يكون الكاهن او الأسقف، بل الشعب المؤمن

فمتى يعي ابناء الكنيسة تلك  الحقيقة؟

zaidmisho@gmail.com

  كتب بتأريخ :  الإثنين 02-05-2016     عدد القراء :  2712       عدد التعليقات : 0