الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
عاصفة الغضب على مجلس النواب

انفجرت الجماهير الغاضبة  في مشهد احتجاج عاصف  على  الواحة الخضراء . سرعان ما اطاحت بالتحصينات واجتازت نقاط السيطرة  لتحتل مجلس النواب في احتجاج سلمي شابه عـنف غـير مـبرر تجاه بعض النواب ، وعبث في اثاث المجلس ، كان  اهون ما متوقع من غضب جماهيري عارم .

في الحقيقة كان نواب المجلس محظوظين لعدم وجودهم في المجلس والا  لذهبوا ضحية هذا الغضب الجارف .

العبادي واحدة بواحدة

لا يمكن عزل  اقتحام مجلس النواب والاعتداء على بعض اعضائه ، عن ما حدث قبل ايام ، يوم قـدّم  العبادي كابينة الظرف المغلق للتصويت ،  والهرج والمرج الذي ساهمت فيه مجموعة النواب المعتصمين  ، فـتعرض رئيس الوزراء للضرب بقناني المياه ، كما ظهر في مشاهد الفيديو .

فالعبادي متهم  لأنه القائد العام للقوات المسلحة ، اما بالتواطؤ مع حماية امن المنطقة الخضراء ، او فشل قواته وضعفهم في حماية مجلس النواب ، وفي كلتا الحالتين فهو في قفص الاتهام ، تحول من بطة عرجاء قبل هذا الحدث ، لا يستطيع فرض ظرفه المغلق على المجلس ، الى ثعلب ماكر بقدرة قادر .

تشير اصابع الاتهام الى اتفاقه من تحت الطاولة مع الصدر لتدبير هذا الهجوم  ، مع صمت مطلوب  و   O K من السفارة الامريكية . والله اعلم .

الرئاسات الثلاث

يتردد اليوم بين اوساط الهيئات السياسية العليا المتضررة من الحراك الجماهيري قولهم ان الرئاسات الثلاث تمثل هيبة الدولة ، ولكن مسيرة الرئاسات  ، تنفي هذه الهيبة ، فخلال عقد ونيف من السنين  حكمت فيه  الرئاسات من الواحة  الخضراء ، لم تكن يوما لها أيـة هـيـبة ، لانها كانت غير منسجمة ومتصارعة فيما  بينها ، صامتة على نهب المال العام  وخسارة مدن البلاد واحدة بعد أخرى ، لا تعير اهتماما لما يعقد من صفقات مالية لنهب اموال الخزينة التي تصرف  دون وجع قلب على مختلف الاحزاب والاشخاص والمقاولين والاتباع والحاشية وابناء المسؤولين من احمدهم الى اصغرهم ، حتى فقدت احترامها ، وزالت صفة الهيبة من قامتها الهيفاء المغناج التي تتمخطر شبعا وتيها وطربا امام اعين الجياع من ابناء الشعب المسلوبة حقوقهم من كردستان الى عربستان بشيعتهم وسنتهم وقضهم وقضيضهم .

لم يشعر أحد من ابناء الشعب بوجود سلطة للرئاسات الثلاث تدافع عن حقه او ترد الظلم عنه حتى بات القانون العشائري هو سيد الموقف ، فما ان تفتح فمك حتى ياتيك التهديد بسؤال ساذج ، جنابكم من يا عمام !! لتدخل في متاهات الفصل ودفع الفدية والجزية والدية  وانت صاغر ، حتى لو كنت طبيبا لم يستطع  علم الطب انقاذ مريض جاءك يطلب العلاج وهو في سكرات الوداع .

اما العصابات الخفية والمليشيات المسلحة والتفخيخ وموت المئات في التفجيرات فحدث ولا حرج . لايوجد اي امان في البلد عدا الواحة الخضراء بظلالها الوارفة ، فهل من يلوم الملايين ان توجهت نحو خضراء الدمن   لتؤدب من يعيش فيها وتعطيه درسا في احترام  ابناء شعبه ، وتطالبه بتحسين ادائه .

لاشك نحن نرفض العنف ، ونطالب دوما بالاحتجاج السلمي ، ولكن لم نألوا جهدا في التحذير من غضب المواطنين المحرومين وذكرنا مرارا بما حدث لاشهر رئيس وزراء عراقي لاقى مصيره ونال نصيبه من السحل  غداة ثورة الرابع عشر من تموز 58 . ولن يكون مصير الرئاسات الثلاث افضل من مصيره ان استمروا بتهاونهم مع اللصوص وسراق المال العام وتبديد ثروة البلاد على الملذات والاحتيال على المواطنين بالتسويف والكذب والدجل الديني .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 04-05-2016     عدد القراء :  3576       عدد التعليقات : 0