الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
أم الشهيد ، في قاعة الامتحان !

في مشهد ليس من السهولة بمكان أن تشاهده دون أن يرق قلبك للحزن الكبير الذي تكابده أم أحد الشهداء ممن سقطوا في أنفجارات محافظة المثنى الاخيرة ، وهي تحضر أمتحان اليوم الاول وتجلس في مكان ابنها الشهيد ، وهي تبكي فقدانه الذي تجلجل حزنه في قلبها ، وبعد أن أشعل له زملاءه الشموع في مكانه .

هو ليس بالمشهد الاول من مشاهد القتل الجماعي الذي يتعرض له أبناء شعبنا المظلوم فهناك مشاهد أكثر أيلاماً وأقسوة .. كالعروسين اللذين أستهدا وهم يحاولون تجهيز عش الزوجية ليخرج عزائهم ببدلات زفاف وموسيقى وهلاهل الام .

مشاهد مؤلمة كلها نتاج الدولة الفاشلة والنظام الامني الهش ، الذي يسمح وبسهولة مطلقة في إنفلاته ليصيب الانتحاريون قلوب أمهاتنا وعجائزنا بمقتل كبير محولة أيامنا لأشهر أفلام التراجيديا القاتلة ، تراجيديا الموت المحتم ، خلال تلك الايام حدثت الكثير من التفجيرات ، على الرغم من تصاعد العمل الاستخباري والامني الذي قلص تلك العمليات الارهابية .

العشرات من عمليات القبض على شبكات تخريبية وإرهابية ومن أولئك اللذين يساندون الارهابيين من أصحاب المضافات والمشاجب ومجهزي الانتحاريين إن دلت على شيء فإنما تدل على تطور ملحوض في مجال العمل الاستخباري فقصص عديدة نشرتها بعض الصحف المحلية تدل على جدية التخطيط وسرعة التنفيذ من قبل رجال مديرية الاستخبارات الوطنية ولكننا نأمل أن نصل الى مرحلة الإنتصار النهائي على تلك المجاميع وبكل خلاياها النائمة لتنام الى الابد .

وحتى اليوم في أنفجارات طالت مدن عديدة منها إنفجار قرية شفته في ديالى وانفجار مدينة الصدر وحي الجامعة والكاظمية في صباح الاربعاء 11-5 وغيرها من العمليات الارهابية كالقتل والسرقة والخطف لازالت تؤرق العراقيون ولا تترك لهم الفرصة مطلقاً بإستقرار الوضع الامني ، فبعد تبديل الخطط الامنية لعشرات المرات ومع كل العمل الذي تبذله الجهات الاستخباراتية في البلد لازلنا غير قادرين على وأد العمليات الارهابية ومنع حدوثها بشكل نهائي مما يشكل علامة تعجب كبيرة ترتسم على ملامحنا ، ماهي الاسباب التي تدعو لمثل تلك الخروقات الامنية المؤلمة بحق أبناء شعبنا من الفقراء والباعة المتجولين ؟ ولماذا هذا الاستخفاف بأرواحهم ؟

هناك حلقة ناقصة في السلسلة الامنية علينا أكتشافها بسرعة والتحول من عمليات الامن الكلاسيكية الى تلك المعقدة التي تشتمل على استخدام التقنيات الحديثة من معدات متطورة لكشف العبوات والعجلات المفخخة بل أن الكاميرات الرقمية الحديثة قد تساعد على كشف تحركات العجلات المفخخة من مناطق خروجها وحتى مناطق تنفيذ العمليات بها ، فلماذا هذا السكوت عن نشر الالآف منها في شوارع بغداد وأسواقها الشعبية التي أضحت الساحة التي يمارس بها الارهابيون جرائمهم بحرية بالغة ، أنها إستهانة بأرواح ابنائنا ولا يمكن مطلقاً السكوت عنها مطلقاً فالى متى نزف أبنائنا الى المقابر وما النتائج المستقبلية من تلك الحوادث الاجرامية على عموم المجتمع .

الكاميرات الرقمية الحديثة والمتطورة ومراكز المراقبة والمتابعة أشير لها عشرات المرات ولا أحد يأبه لأهميتها في أدامة العمل الامني في المدينة ، لقد كلفتنا العمليات الارهابية مبالغ طالئة قدرتها وزارة التخطيط بـ 36.8 ترليون دينار. ونحن على يقين بأننا لو كنا قد نصبنا كاميرات رقمية بوقت مبكر لما كانت تلك المبالغ بتلك الضخامة ، كما أننا مجبرون اليوم على على تخصيص المبالغ اللازمة لذلك وبأية طريقة إضافة الى عجلات السونار التي كان قد تم التعاقد سابقاً عليها ، كما لا يخفى علينا أن تضل قواتنا الامنية في حالة إنذار تام على مدار الساعة فنحن لغاية اليوم لم نتسطع من القضاء المبرم على الجماعات الارهابية وهذا يتطلب مطاولة كبيرة في القتال والصبر على النصر النهائي ولكن بأقل الخسائر . حفظ الله العراق.

zzubaidi@gmail.com

  كتب بتأريخ :  الجمعة 13-05-2016     عدد القراء :  2184       عدد التعليقات : 0