الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
مدينة الثورة .. ماذا تنتظر

   منذ اليوم الذي خرجت فيه مدينة الثورة وعكد الاكراد ببغداد لمناصرة ثورة تموز 58 ، ومقاومة انقلاب 8 شباط الاسود ، دخلت هاتان المنطقتان في سجل الشهداء ، واصبحتا هدفا للقوى الشريرة التي تمثلت بآفة حزب البعث ، الذي ما ان استلم زمام السلطة عام 1963 حتى بدأ باستئصال مبرمج لابناء هاتين المنطقتين ، مدينة الثورة التي اسسها الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ، وعكد الاكراد التاريخي في شارع الكفاح ، وحلفائهم في الكاظمية والشعلة وبقية مناطق بغداد والعراق .

   شنت سلطات البعث حروبا متنوعة على هذين المكونين العراقيين الاصيلين ، فكانت تطلق على الكرد الفيليين صفة الايرانيين لكي تنتزعهم من موطن اجدادهم وتهجرهم خارج العراق ، الى ايران ، وتاتي بجنسيات مختلفة حتى لو كانت برتكيشية لتجنسهم بالجنسية العراقية كي يحتلوا مكانا ليس من حقهم احتلاله ، وتزج بابناء مدينة الثورة التي كانت تطلق عليهم صفة- الشروكية انتقاصا منهم - في كتائب الجيش الشعبي وترسلهم الى جبهات قتال ضد الكرد في كردستان او الى الحدود الايرانية ليموتوا في معارك مجانية خاسرة ، وكانت اخرها حرب الكويت الفاشلة بكل معاني الكلمة ، والتي استشهد فيها ابناء الوسط والجنوب بالالاف على طريق الموت من الكويت الى البصرة .

   وما ان دارت الايام وسقطت افعى البعث في حبائل الامريكان ، ولفظ امبراطورهم المعتوه انفاسه على حبل المشنقة بعد ان انتشلوه من حفرة حقيرة اختبأ فيها ، حتى شحذت اذنابهم سكاكين الخيانة بحق الوطن والشعب دون رأفة ، فتعاونوا مع القوقاز والشيشان والجندرمة و القاعدة وداعش ليذبحوا ابناء وطن عاشوا معهم في السراء والضراء ، ففجروا الحسينيات والجوامع والاسواق العامة بحثا عن اكبر تجمع للفقراء في ساحات ومساطر العمل ، والمحلات الشعبية ، في اكبر جريمة بحق الانسانية .

   والعجيب هو سكوت العالم الاسلامي بمنظماته ومؤسساته وهيئاته التي تدعي انها تسبح باسم الخالق الرؤوف الرحيم ، متناسية ان هؤلاء الضحايا ، هم اناس مسلمون لا ذنب لهم ولا جريرة فباي حق تسفك دماؤهم وتسبى نساؤهم ويقتل اطفالهم وهم في عمر الزهور .

   اليوم يتجاوز تعداد سكان مدينة الثورة ثلاثة ملايين نسمة ، يعيشون على هامش العاصمة بغداد ، يعانون الحرمان من الخدمات الاساسية . كما تسببت زيادة السكان خلال العقود المنصرمة ، كثافة سكانية في الاحياء ، وازدحاما كبيرا في البيوت ، اضافة الى تردي الخدمات البلدية التي اصبحت بسببها المدينة معرضة للغرق بمياه الامطار والمجاري وانتشار الامراض والاوبئة .

   ويوما بعد اخر تشهد مناطق الفقراء التفجيرات المتتالية في مسلسل ذبح ابناء الشعب الصامد بوجه الطائفية والهمجية وطلاب السلطة الغاشمة .

   لا سبيل امام ابناء مدينة الثورة وبقية فقراء العراق سوى التوجه نحو المنطقة الخضراء وازالة الطغمة الحاكمة وتأليف حكومة وطنية تمثل ابناء الشعب بحق .

  كتب بتأريخ :  الجمعة 13-05-2016     عدد القراء :  3264       عدد التعليقات : 0