الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
حلم إنضمام الاهوار والاثار الى لائحة التراث العالمي

في خضم الازمة السياسية التي يشهدها العراق ومع كافة تبعاتها المؤلمة على الواقع الامني والاقتصادي في البلد ؛ ينتظر العراقيون بفرحة ناقصة موعد المنتصف من تموز المقبل حيث سيتم فيه التصويت على إنضمام أهوار العراق والاثار الجنوبية منه الى لائحة التراث العالمي ، ونحن على يقين تام بأن مجرد الاثار التي تقبع في جنوب وطننا تعبث بها ايد اللصوم والكلاب الضالة تنتشر في العراق دون حماية أو رعاية تتناسب وما تحمله من دلائل عظيمة لدى الكثير من أبناء الانسانية ، نقول مجرد سماع كلمة أور تشعرك برغبة شديدة بزيارة تلك المناطق وعلى ثقة تامة بأن أغلب العراقيون أنفسهم لم يزوروا أثارهم ولو مرة في حياتهم كل ذلك بسبب الازمات التي تلاحقت علينا ولكونها لاتحضى بالاهتمام الذي يدفعك الى زيارتها .

بالطبع هي تفتقر الى المرافق السياحية التي يجب أن تكون جنباً الى جنب مع إطلالاتها الرائعة ، إنها بحق تفتقر الى كل شيء تقريباً ، فالعراقيون ينفقون آلاف الدولارات لزيارة مسجد في أحد دول الجوار عمره مائة أو مائتي عام أو قبو عمره مائة عام أو خزان مياه بعشرات الأعوام يتحملون مشاق وكلف السفر ولا يتحملون السفر البسيط لزيارة آثار بلدهم ، لماذا ؟ لكونهم سيكونون وسط زحمة من الأتربة والغبار في مناطق تفتقر الى أدنى مستويات العناية السياحية .

اليوم نحن على موعد مع حدث مهم أقترب موعده وأقترب حلم تحققه فماذا نحن فاعلون لصناعة هذا الحلم الكبير ؟ وكيف ستتحرك الدبلوماسية العراقية لاستقطاب أصوات أعضاء منظمة اليونسكو ممن سيصوتون على الامر ؟ وكيف سيتم إستغلال هذا التصويت لبث الروح النابضة في تلك الاثار وأهوارنا التي توقف قلبها النابض بعدما أنحسر المياه وأرتفعت ملوحتها وتسببت حتى بعمى الكائنات الحية وموت ثرواتها ؟ نحن امام موعد مهم سننزع فيه كل الغبار عن الاثار الجنوبية وسندفع بالمياه الى الاهوار لتعيد حتى أمجاد سومر .

حتى اللحظة لن نجد سوى بعض التصريحات هنا وهناك ، وكعراقيين لا نعلم ماهو دورنا في تلك القضية وإن كان لنا صوت فإين سنضعه وأن كانت هناك حملة فما هو صداها في دول العالم وكيف ستساهم السفارات في نشر أهمية الأهوار والاثار العراقية وكيف خططت وزارة السياحة والآثار لذلك ، ونحن نعلم بأن هناك ترد واضح في الخدمات السياحية والعناية بآثارنا الجميلة وهي ثروة إذا أستخدمت في مسار صحيح لوفرت لنا مبالغ مالية طائلة قد تجنبنا بعض أزمتنا .

علينا أن نحسن الاستفادة من الكيفية التي تمت بها إضافة أربعة مواقع عراقية سابقة للائحة التراث العالمي هي : مملكة الحضر عام 1985 ، أشور (القلعة الشرقية) عام 2003 ، مدينة سامراء الاثارية عام 2007 و قلعة أربيل في عام 2014 . فتلك المناطق الاربعة من أرث العراق الحضاري والثقافي حصلت على التصويت لإنضمامها للائحة التراث العالمي علينا البحث في الاسلوب الذي دفع لذلك وكيف سيمكننا من تقديم أهوارنا وآثارنا الجنوبية بأسلوب يتناسب وأهمية الحدث بل وحاجتنا لهذا الحدث أن يتم بلا معوقات فقد أشارة منظمة الثقافة والعلوم الى جملة شروط علينا متابعتها وتنفيذها بدقة ومعرفة التوجهات التي رسمتها  اتفاقية لحماية التراث العالمي الثقافي و الطبيعي (1972) ولجنة التراث العالمي بالخصوص التي أنبثقت عنها ، كذلك علينا أن نحسن إستمالة الـ (21) عضواً من الخبراء في منظمة اليونسكو الذين سيقومون بالتصويت على ذلك .

إذا ما تحقق الحلم فأن هناك فوائد كبيرة ستعود على تلك المناطق وأهميتها تكمن في الدعم المفترض أن تقدمة الدول الاعضاء في المنظمة لدعم وتركيز الاهتمام على تلك المسطحات المائية الكبيرة والاثار في مجالات عدة أهمها : إجراء دراسات للمسائل الفنية، والعلمية، والتقنية التي يتطلبها حماية التراث الثقافي والطبيعي المحدد والمحافظة عليه وعرضه وإحيائه ، جلب الخبراء، والتقنيين واليد العاملة للسهر على تنفيذ المشروع الموافق عليه ، تدريب الاختصاصيين على كل المستويات في مضمار تعيين التراث الثقافي والفني وحمايته، والمحافظة عليه وعرضه وإحيائه ، تقديم المعدات التي لا تملكها الدولة المعنية أو التي يتعذر عليها حيازتها ، منح القروض ذات الفوائد المنخفضة، أو بغير فوائد والتي قد تسدد على آجال طويلة وأخيراً تقديم المنح التي لا تسترد، وذلك في الحالات الاستثنائية التي تبررها أسباب خاصة.

إذا نجحنا في تحقيق هذا الحلم فسنكون قد هيئنا الارضية المناسبة لدعم تلك الآثار والاهوار وإعدنا الحياة للمسطحات المائية ، علينا العمل بجد ونظام كبيرين لتحقيق هذا الحلم بعيداً عن التخبط وسوء الادارة .

zzubaidi@gmail.com

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 18-05-2016     عدد القراء :  2961       عدد التعليقات : 0