الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
كابوس 2006 مرة اخرى؟

عشر سنوات مرت على العام الذي اشتعلت فيه الحرب الطائفية، آنذاك كان البعض يرفض هذه التسمية معتقدا انها لم تشكل ظاهرة حرب شاملة، لانه لم يكن يشاهد القتل على الهوية، ولم يشاهد التهجير الطائفي والتغيير الديموغرافي لهذه المدينة او تلك القصبة، ولأنه لا يرى الجثث وهي مرمية خلف السدة او في الشوارع الخلفية للأحياء السكنية..في ذروة تلك الحرب وفي ذلك العام والعام الذي تلاه احترق الاخضر واليابس، وغيبت أسماء واغتيلت اخرى في وضح النهار لتسجل ضد قاتل مجهول الهوية!

الكاتب والصحفي ياسين أبو ظفار اغتيل في بعقوبة من قبل إرهابيين اثنين وسجل الحادث ضد مجهول . المثقف المعروف كامل شياع اغتيل على طريق محمد القاسم في وضح النهار وسجل الحادث ضد مجهول بعد ان هرب بعض المتورطين خارج الوطن كما تسربت « المعلومة» حينها من التحقيقات!

وهناك مئات وآلاف من العراقيين غيبوا او تمت تصفيتهم وهم من جميع الطوائف ولم يُعرف القاتل لانه اما مجهول او لأن ملفه مغلق بأمر السيد الوالي!

عشر سنوات والملفات مغلقة . عشر سنوات ونحن نسمع من هذا المسؤول او ذاك، نفس الاسطوانة: عندي ملف عليك يا ويلك اذا فتحته.. شمنتظر ياعيني ؟!

عشر سنوات ونفس الوجوه تتبادل المناصب والكراسي والامتيازات. مئات المفخخات والعبوات انفجرت لتخلف الوفا من الشهداء والمصابين، وهم لم يتزحزحوا قيد أنملة عن مناصبهم . قطاعات واسعة من الشعب ضربها العوز والجوع وهم يتفرجون ويضحكون في سرهم من جهل الشعب الذي انتخبهم. كيف استطاعوا أن يقودونا كالقطيع دون ان نحتج؟!

تمر السنوات والخدمات في تراجع والسيطرات والصبات في تقدم، لتحبس عنا حتى الهواء. وتأتي الانتخابات الاخيرة ليأخذوا الطائفة رهينة شهواتهم ومطامعهم، وينتخبهم المسكين الذي انطلت عليه اكاذيبهم وليهدروا هذه المرة مجمل المال العام ليبدأ ذلك المسكين دفع الضريبة من مرتبه او من تقاعده بعد ان دفع ضريبة الدم مرتين، مرة حين اختلقوا اكذوبة الدفاع عن «الطائفة» ومرة أخرى حين استجاب المسكين لنداء الوطن من أجل مقاتلة الارهاب، بديلا عن أبنائهم!

بعد عشر سنوات يريدون للحرب الطائفية ان تعود مجددا لتطرق الابواب، وتهدد البلاد والعباد .. ولكن في هذه المرة ادرك المواطن خسارته الكبرى بالتعويل عليهم. فخرج متحديا صارخا بوجههم في عقر دارهم، مطالبا بكشف الفاسدين، رافضا محاصصاتهم الطائفية التي حولت الوطن إلى زريبة، فاتهموه بأنه أساء لهيبة الدولة ولممثلي الشعب!

مصدكين.. يا دولة؟ يا برلمان؟ جان استحيتوا!!

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 18-05-2016     عدد القراء :  2811       عدد التعليقات : 0