الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
فرقاء العملية السياسية في العراق قافلة ضالة يكتنفها الخصام

إسأثرت باهتمامي قصيدة لشاعر شعبي عراقي يثير فيها الشجون ويميط اللثام عن وجوه المتسترين الذين يمارسون اساليب تخدير وتضليل ، لقطاع كبير من ابناء الشعب العراقي ولا سيما البسطاء منهم المروضون لتكون اكتافهم محمل لمقامات واصحاب النفوذ الذين سادوا وتجبروا في عملية بناء العراق الجديد .

إن ما رأيناه من صخب  الجموع  في شارع مرتهن للإنفلات الأمني والتسيب ، ليس انتفاضة ـ كما  تصوره البعض ــ بقدر ما هو غضب وانفعال لجماهير غير موحدة الإرادة والهدف ، وسياقاتها تفتقر الى التنظيم وتوحيد الصفوف للسير باندفاع منظم نحو هدف واحد . وليس كل من قاد ، كان وطنياً مخلصاً مدفوعأ بإنقاذ شعب العراق من النازلات التي تمزق بكيانه ووجوده ومستقبله.

الجمهور الذي ادام عملية التظاهر بعد ممارسة التجمع في ساحة التحرير ، لم ينفعه موقف الصدق والإصرار الذي انطلق منه في الوصول الى مبتغاه  لتصحيح المسار السياسي بطريقة سلمية في وضع خطر وحساس يمر به العراق . إذ سرعان ما تم اختراق صفوف ذلك الجمهور من قبل الكثير من العناصر المناوئة التي تتحين أية فرصة ، لتلحق الأذى بالعراق وشعبه ، وبكل ما له شأن في معالجة محنة حكومة العراق . وبجانب المخربين الأعداء ، ظهر نشاط  آخر لمتربصين ، منهم من رجالات الدولة ، وإذا بهم كلٌ يمتطي الرعونة في وسط من المهوسين والمنتفعين ، منهم منظمون ومنهم بسطاء وحيارى لا حيلة لهم إلاّ الإرتماء باحضان من دعاهم لمخافة الله او ليسلّم بكل ما ينطق به سياسي معروف يستقوي بلقب عشيرته ذات البأس والقوة.

هنا تسكن البلواء والدواهي التي تدمر العراق واهله المقادين الى مستقبل مجهولةٌ كواهنه. واليوم ، بعد عملية تفكيك اجهزة الدولة جراء غضب جماهيري عارم وغير موجه ، لم يبقَ في جعبة الكثير من  اصحاب الأقلام العراقيين ما يكتبونه عن الوضع المزري الذي حل ببلدهم . ولم يبق للكثير من العراقيين اي أمل في خروج وطنهم من المأزق الذي وضع المسؤولين العراقيين في حيص بيص من امرهم ، وجعلهم يدورون بحلقة مفرغة . وأنّ هذا لا يغنيهم بشيء سوى انه يزيد من الخرابِ خرابَاً ومن اعمال الطيش طيشاً ومن الضغينة ضغائناً .

من خلال المتابعة اليومية لما يستجد في الوضع السياسي للبلاد ، لم يُرى اي معالجة جدية لإنتشال العراق من الوضع الذي يزداد خطورة بعد انفلات الزمام من  يد المسؤولين وساد الترنح في اقبية مؤسساتهم الحكومية . وفي قراءات في مجريات بناء الدولة العراقية ، نرى بأن لامناص من شرور الإنتكاس المخيف  في هذا الوضع الذي يتعادى فيه المسؤولون في التحزب والإختلاف المستمر ، وصولاً  الى مواقف تشي عن ايقاع احدهم بالآخر . وفي هذا الوضع المزري والمرتبك من شدة تصاعد البغضاء ومناصبة العداء المكشوف بين المسؤولين في اعادة لحمة العملية السياسية ، لا تنضج فيه قضية  ، لابل يحمل في طياته عوامل انتكاسة اكثر خطورة ــ مما هي عليه الآن ــ في معالجة آثار الهزة السياسية التي تعم العراق .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 18-05-2016     عدد القراء :  2754       عدد التعليقات : 0