الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
العنف مرفوض والحل في الاستجابة للمطالب الشعبية
بقلم : طريق الشعب
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

في تطور مؤلم وخطير، لجأت السلطات المسؤولة يوم أمس في بغداد، إلى استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين المحتشدين بصورة سلمية امام ابواب المنطقة الخضراء، ومواجهتهم باطلاق رصاص حي ومطاطي وقنابل مسيلة للدموع وخراطيم مياه ساخنة، ما أدى إلى استشهاد عدد من المتظاهرين وإصابة عشرات آخرين منهم.

أن هذا التصرف المرفوض، الذي اقدم عليه القائمون على الأجهزة الأمنية المكلفة بحماية المنطقة الخضراء، لابد ان يترك تداعيات سلبية تؤدي الى المزيد من تعقيد الأوضاع في البلاد وتعميق الفجوة التي تفصل السلطة عن عموم الشعب المكتوي بنار الإرهاب والتفجيرات الدامية من جهة، وبالأزمات المعيشية التي تحاصره من جهة اخرى.

لقد سبق ان حذرنا في مرات عديدة، من أن استمرار تجاهل مطالب الناس المتطلعة الى التغيير والإصلاح، والمماطلة والتسويف في تنفيذ الوعود بشأن الاصلاحات، لن يؤدي الا إلى زيادة الاحتقان في الشارع وتفجر الغضب الشعبي.. لكن أحداً لم يستمع واستمر التمسك بالنهج الخاطئ والضار ذاته.

اننا في الوقت الذي ندين فيه اللجوء الى العنف ضد المتظاهرين المشتعلين غضبا على ما انزلته بهم عصابات الارهاب قبل ايام من خسائر بشرية فادحة، وإذ نطالب بمحاسبة المسؤولين عن اصدار الامر باطلاق النار، والسعي على الفور الى تهدئة الاجواء والابتعاد عن التصريحات المهيجة، نشدد على وجوب عدم تكرار مثل هذه الممارسات العنفية، ونؤكد أن الحل الناجع للوضع القائم يكمن في وضع القوى المتنفذة حدا لنزاعاتها وصراعاتها على السلطة والمغانم، وفي التوجه نحو الاستجابة العاجلة للمطالب الشعبية المشروعة في انجاز الإصلاح والتغيير الحقيقيين.

كذلك نكرر التشديد على ضرورة الحفاظ في كل الاحوال والحالات على الطابع السلمي للتظاهرات والتحركات الشعبية والتمسك بالانضباط الضروري وعدم التجاوز على المؤسسات والممتلكات العامة، وتجنب كل ما يمس صورة وسمعة الحراك الجماهيري المتفاني والنبيل.

وفي الوقت ذاته نطالب الجهات الرسمية ذات العلاقة بتقديم اعتذار الى عوائل الشهداء الذين سقطوا في احداث الامس، والى الجرحى من ضحايا العنف الذين نتمنى لهم الشفاء العاجل، وباطلاق سراح المعتقلين.

بغداد

21 ايار 2016

  كتب بتأريخ :  السبت 21-05-2016     عدد القراء :  1944       عدد التعليقات : 0