الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الحوافِزُ ولُعْبَة جَرَّ الحَبْلِ !

في زيارتنا الأخيرة الى بيت صديقي الصدوق أَبُو سُكينة، كان جَلِيل متحمساً وهو يطرح وجهات نظره، ويرى بان صورة المشهد العراقي حاليا لا تسرُ احداً، ربما سوى اعداء مستقبل العراق . فهو يرى ان البلاد تعيش حالة يمكن يوصفها بالشلل، حيث تلاقي اهم مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية صعوبات كبيرة في تسيير أمورها بشكل طبيعي، سواء في بغداد او اربيل. وان التناحر والعناد الذي يسود العلاقات بين الاطراف السياسية المتنفذة، يزيد من تعقيد الامور والتأخير في ايجاد حل مناسب ومقنع. فمعظم الحلول المطروحة للازمة السياسية لا تملك افاقا مستقبلية طيبة. المنتفعون من حالة الفوضى واستمرار الفساد يدعون الى حلول ترقيعية لنظام المحاصصة الطائفية لاجل الاطالة بعمره. ومن جانب اخر ترتفع نداءات بحلول اخرى لا تملك مقومات النجاح، فبعضها حلول خارج الاطر الدستورية مثل تشكيل حكومة انقاذ وطني، او اجراء تغير فوقي، وثمة حلول تستند الى الدستور كالدعوة الى انتخابات مبكرة لكنها لا تملك مقومات النجاح في التنفيذ.

من جانبي عبرت عن وجهة نظري بأن العملية السياسية، بحاجة للبحث عن حلول واقعية ممكنة، منها الحرص على استئناف عمل البرلمان، باعتباره، رغم كل ما يقال عنه، الجهة التشريعية الدستورية المنتخبة في البلاد، ويجب البحث عن حلول للازمة من داخل قبة البرلمان بدءاً باعادة تشكيل الحكومة وفق مطالب الشعب والحركة الاحتجاجية المنادية بالاصلاح الحقيقي.

قالت سُكينة: انتم تقدمون رؤية سياسية للاوضاع وتتناسون ان العمليات الارهابية تواصل حصد ارواح الناس كل يوم ...؟!

ايدتها زوجتي: هذا منطقي، فالارهابيون يستغلون كل تلكؤ في عمل مؤسسات الدولة للنفاذ منه وتنفيذ اعمالهم الاجرامية، ولم تجانب الحق تظاهرات الاحتجاج حين رفعت شعار "دماء ضحايا التفجيرات الارهابية في اعناق قوى الفساد والمحاصصة" !

لوح أَبُو جَلِيل بكفه وقال : اشو نسيتو تحجون عن النجاحات العسكرية التي تحققها كل يوم القوات العسكرية العراقية ضد قوى الارهاب في المنطقة الغربية؟

سعل أَبُو سُكينة وقال : هذا الكلام المضبوط ياأَبُوجَلِيل ، يا صديق العمر . شوفوا يا بعد عيني .. هذا الشعب العراقي لابد وان يعدّل الميزان قريبا ، وينتصر على الارهاب والفساد ويكنس كل جماعة لُعْبَة جَرَّ الحَبْلِ. من «قالوا بلا» وشعبنا شاف اشكال انواع من حكام ، ظلام وفاسدين وسياسيسن صدفة ونص ردن واولاد شوارع . شاف انواع من الحروب والكوارث والمصايب ، لكن دائما يوكف على رجليه ويعدل الامور. خلوا ثقتكم عالية بالشعب، لا تعتمدون على هذول اللي كلما تصير عملية ارهابية يعبرون بالتلفزيون عن قلقهم .. عبالك ممثلين لحكومة تعيش عبر البحار. لو يعتبرون هذه العمليات الانتحارية «حافز» للقضاء على داعش .. ! أفه والله أفه .. ولك يا أبو الحوافز ! يا ... ! وين كنت نايم ... ليش هي داعش اليوم البارحة تقتل بالأبرياء وتسبي النساء .. ليش جماعة «ماعش» الحرامية والفاسدين شكد خربوا بالبلد . كل هذا الدم العراقي البريء المهدور وكل هذا النهب من اموال الشعب ما كفاك وانت تتغافل ... تريد الان حوافز .. كأننا نريد الفوز بلُعْبَة جَرَّ الحَبْلِ !

  كتب بتأريخ :  الأحد 22-05-2016     عدد القراء :  2922       عدد التعليقات : 0