الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
نفذ صبر الشعب العراقي !!!!

العراقيون يعيشون منذ 2003 حتى يومنا هذا ازمات نظام المحاصصة الطائفية والأثنية المتتالية والقبلية وعجز النظام عن ايجاد حلول لهذه الازمات ونتيجة التراكمات المتتالية  ينتج المزيد منها لتصبح أزمة عامة  وتنعكس آثارها الوخيمة على حياة الناس واحوالهم وأكثر من ذلك تدهور الاوضاع الامنية والمعيشية للشعب كافة . على قاعدة ( التراكم الكمي يُؤدي الى تغيير نوعي ) واليوم هب الشعب في بغداد العاصمة والمحافظات الجنوبية بتظاهرات كبيرة علما لايغيب عن البال الحكومة حكومتنا الموقرة غالبيتها من أبناء الجنوب العراقي ومن طائفة واحدة   .

وتقترن الأزمات باشتداد الصراع من أجل المصالح المتعلقة بالسلطة والثروات  بين القوى المتنفذة المتحاصصة في جميع مفاصل اجهزة الدولة وخصوصا المراكز الحساسة كرئيس الوزراء ورئيس السلطة القضائية والسلطة التشريعية  .

هذا الصراع متجدد باستمرار من أجل اقتسام وإعادة اقتسام المغانم، بين الكتل المتنفذة وداخلها جميعا من دون استثناء وأكثر من ذلك يخرج الينا كل يوم على شاشات التلفزيون ووسائل الاعلام فضائح مخجلة يخجل منها المواطن الصغير والكبير .

امتدت الصراعات إلى داخل الكتل الرئيسة جميعاً؛ التحالف الوطني، واتحاد القوى الوطنية، كما لم يكن التحالف الكردستاني مستثنى من هذا الصراع بين اطرافه كما عكس ذلك مؤخرا ما يحصل حول رئاسة الأقليم، والتداعيات السلبية الاخيرة المؤلمة.

وشملت دائرة الصراع العلاقة مع الأقليم التي تأزمت مجددا بسبب عدم الالتزام بتطبيق الاتفاق النفطي المبرم بين الحكومة في بغداد والأقليم، فيما تواصل النزاع بين الحكومة الاتحادية والمحافظات ارتباطاً بالتلكؤ في نقل الصلاحيات إلى المحافظات والتخفيض الحاد في الأموال المخصصة لها والتلكؤ في اطلاقها وبحجج كلها تصب في مصلحة السياسي المتنفذ لاغير على مجمل العراق .

هذه الازمات أدت  الى تأخيرفي تنفيذ الاتفاق السياسي بين الاطراف المشاركة في الحكم نتيجة لهذه الخلافات بين الكتل الذي تحول بدوره سببا في استمرار الازمات وتعمقها مع الفشل في تمرير عدد من التشريعات المهمة.

العجز عن معالجة القضايا الملتهبة وذات المساس المباشر بحياة الناس ومعيشتهم، كتلك المتعلقة بالرواتب والخدمات الاساسية اليومية منها  الكهرباء والبطاقة التموينية وتوفير غذاء الفقراء والايتام ، إلى جانب الأوضاع الأمنية أدت الى الانفجار بالنزول الى الشارع وإعلان الغضب الجماهيري .

ولعل من أهم العوامل التي أججت الاستياء الشعبي وتحوله إلى غضب واحتجاج هوتفشي الفساد واستشراؤه في جميع مؤسسات وأجهزة الدولة وترك الفساد يعمل على هواه ، لابل اصبح سرطان تمتد اذرعه الى حلقات اساسية في مراكز القرار تتيح للسياسي نهب المال العام واستنزاف موارد الدولة وتعطيل عملية البناء والاعمار.

رافق ذلك غياب المحاسبة والرقابة الجدية تنتشر الرشوة وابتزاز مراجعي معظم دوائر الدولة بحيث لم يعد ممكنا تمشية اية معاملة حكومية دون رشوة. وباتت تتضح اكثر شبكة المصالح التي تربط بين شريحة من كبار المتنفذين في السلطات الثلاث وبين مفسدين من أصحاب الثروة والنفوذ في قطاع المال والمقاولات والتجارة، داخل العراق وخارجه، الأمر الذي يفسر عدم فتح الكثير من ملفات الفساد وإحالتها الى النزاهة والقضاء على الرغم من الاقرار بوجودها من قبل من هم في قمة هرم السلطة . هنا تتحمل الهيئات المستقلة والسلطة القضائية المسؤولية الاولى بهذا المجال .

بعد مشاهدتي الكثير من مشاهد يوم الجمعة  الماضية على شاشات التلفزيون والفيديوات المرسلة من بغداد , الشعب يتظاهر ويُطالب بإسقاط  مدينة الخضراء التي تحولت الى المدينة الحمراء تسكب على شوارعها بدماء المتظاهرين  من  ابناء الشعب العراقي البريئ المغلوب على امره من قبل حكام إحتلو هذه الكراسي من الذهب بسبب الغش والخداع والكذب ومنهم من له تاريخ نضالي وتضحيات كثيرة لكنه خير الدولار على تاريخه السياسي,  القسم الاخر يتمثل بالانتهازية يوم مع الشعب واليوم الاخر يتحول الى قائد شرس يسب أبناء الشعب ويسرق الاموال ويُهربها الى الخارج . وبقيت مصلحة المواطن في خبر كان .

كل هذا يحدث أمام أعين القيادات الحزبية  الحاكمة وهي مساهمة بهذا الاحتيال او ساكتة عليه كون الغرور وحب المال ومعانقة الكرسي المغري هي التي تهيمن على تفكيرهم اللامنطقي وغير الناضج . حيث بقي المواطن العراقي البعيد عن الحزبية في سلة المهملات ودفنت مطاليب الايتام والارامل مع المقابر الجماعية التي ترجع الى زمن المقبور صدام حسين حتى يومنا هذا.

لكل هذه الاسباب خرج المواطنون من الضحايا للنظام المقبور والنظام الحالي ترفع شعاراتها في ساحة التحرير والمحافظات الاخرى لتطالب بحقها بعد أن إستأذنت من الدستور العراقي الذي صوت عليه من قبل أبناء الشعب العراقي وأقر من قبل الحكومة العراقية وعادة تكون الساحات العامة مركز تجمع المواطنين مطالبين بمكافحة الفساد وتوفير الامن والاستقرار .

كان يجب من الحكومة دراسة مطاليبهم والتحاور معهم . هذه إحدى الاسس الديمقراطية في القوانين العالمية والدول التي سبقتنا بأنظمتها المسالمة والصاغية  لرأي شعوبها وتحترم اللوائح العالمية الصادرة من أعلى الهيئات والمنظمات العالمية وعلى رأسها  هيئة دولية هي الامم المتحدة وحقوق الانسان العالمية وغيرها .

الذي حدث يوم امس في بغداد الجمعة الهجوم على مراكز الدولة الرئيسية وبشكل عفوي غير صحيح كان محل خجل . لكن الذي حصل من الحكومة العراقية من قساوة ووحشية لاتقل عن وحشية صدام حسين بضرب المتضاهرين وهم أبناء الشعب العراقي وليسو من ابناء هتلر الفاشي . ضرب المواطن العراقي وهو يُطالب بمطاليبه المشروعة جريمة لاتُختفر لاي مسؤول حكومي عراقي .

مما يُؤسفني جدا ان السيد الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي حضي بدعم من الكثير من العراقيين المثقفين وانا واحدة منهم تحسبا منا إنه رجل مثقف وعاش في بريطانية سنين طويلة لاكمال دراسته وهو يحمل اكبر لقب علمي دكتور , لكنه للاسف تراجع وتحول الى إنسان قبلي يُومن بسياسة العنف وليس الحوار والتفاهم . أتسأل متوجهة الى هؤلاء السياسيون وعلى رأسهم رئيس الوزراء وكافة أعضاء السلطات العراقية الثلاث التنفيذية والقضائية والتشريعية !!!

ماذا تعلمتم من السنين الكثيرة التي عشتم في الخارج وفي الدول المتطورة مثل بريطانية واوروبا وامريكا واستراليا وغيرها من الدول التي تُمارس حق التظاهر والتجمع العلني ؟

هل العامل المادي لديكم والرواتب المغرية أنستكم كل القيم الانسانية ؟

هل طيلة هذه السنين في هذه المجتمعات المتطورة لم تُكسبكم ذرة من الثقافة ؟

هل الكرسي أصبح عندكم هو الاول والاخير ؟

هل نسيتم محاكمة صدام حسين  من قبل أبناء الشعب العراقي ؟

يارئيس الوزراء السيد العبادي والسادة قادة السلطات الثلاثة هل أنتم قادة وعبيد لاحزابكم السياسة أم انتم قادة الشعب بكامله ؟

هل تخافون من الحساب وتعلمون ان يوم الحساب قادم ؟

ألم تدرسو الدستور وهذه مهمة السياسي العراقي اولا واخرا؟

لماذا تركتم الكراسي عندما إشتد الحساب ؟ ألم يكن الاجدر بكم التفاوض والسماع الى مطاليب المتظاهرين لمدة عام كامل كل جمعة ؟

اين المستشارين الذين جئتم بهم من أناس اميين وابناء عوائلكم وهم يتلقون مبالغ ورواتب ضخمة على حساب أبناء الفقراء الذين يُحاربون العدو اللدود داعش ؟

لجئتم الى كتم أصوات المتظاهرين لكن القادم اسوء وسبق ان نبهم الالاف من الاعلاميين والباحثين والسياسيين من الاجانب والعراقيين من الداخل والخارج دون جدوى !!!!!!

  كتب بتأريخ :  الإثنين 23-05-2016     عدد القراء :  2973       عدد التعليقات : 0