الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
انتصار الفلوجة ودلالاته

الانتصار الكبير في الفلوجة، الذي حققته القوات المسلحة بكل صنوفها من جيش وشرطة اتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب وحشد شعبي وعشائر كريمة، أثبت حقائق وجسد انتصارات اسعدت قلوب العراقيين وكل المناهضين للإرهاب والتطرف.

ودحض الانتصار عددا من الفرضيات التي سوقت كحقائق غير قابلة للنقاش. وأول هذه الفرضيات هو «قوة داعش التي لا تقهر»! وقدرتها العسكرية التي لا تجاريها قوة! ومعنويات مقاتليها العالية التي لا تكسر!

هذه القوة الإرهابية الغاشمة التي أرادت ان ترسخ كل ذلك عبر شعار متهافت لا يصمد أمام الوقائع مفاده ان « داعش باقية وتتمدد» .. فاثبتت قواتنا الباسلة بانتصارها، أن المساحة التي احتلتها داعش وفرضت عليها حكمها الإرهابي تنحسر وتعود لتضيق على الإرهاب. وان داعش تبعا لذلك «تتقلص وتفنى». نعم تتقلص يوما بعد آخر، وان انتصارنا الكامل والشامل هو مسألة وقت لا أكثر..

ان دلالة هذا النصر العزيز هي ان أبناء القوات المسلحة يجسدون العزم والقوة والشهامة والحرص والقدرة على مقاتلة الإرهاب، وإزاحته من ارض العراق. وانه ليس بامكان الإرهاب أن يتغلب عليهم، إن توفر لهم التدريب الجيد، والتسليح المناسب، والخطط العسكرية السليمة، والتنسيق بين القوات، والقيادة العسكرية الكفوءة والمقتدرة. ونتذكر هنا الخسائر المجانية التي قدمت في اكثر من موقع، ومنها موقع سبايكر الذي خسرنا فيه 1700 شاب. فتية أعزة تأكد لاحقا عدم حرص صاحب القرار على دمائهم، بل واستهتاره بارواحهم ونكوصه عن مسؤوليته. فلو كان هناك قرار بمقاومة الارهاب والتصدي له، ولو رافق ذلك تسليح الشباب في سبايكر، لما تمكن الإرهاب من أن ينال منهم في جريمته النكراء.

واثبت الانتصار في الفلوجة ايضا أن العراق يمكن أن يحقق الظفر وتنجح خطواته سواء في مجابهة الإرهاب أو في مجال البناء والإصلاح والتعمير، إذا توفرت الإرادتان الوطنية والشعبية. فالقرار السياسي الواضح غير المتردد، والمتخذ بمسؤولية وروح وطنية، والحريص على الموارد (خاصة البشرية) والقدرة على إدارتها، هو احد ركائز النجاح، سيما إذا رافقته الإرادة الشعبية الساندة للوجهة التي تراها تتسم بالنزاهة والمصداقية .

أما الفرضية التي مفادها أن حركة الاحتجاج تشكل ا أمام المعركة التي تخوضها القوات المسلحة في الفلوجة، هذه الفرضية التي اشيعت وكأنها حقيقة ثابتة لا ريب فيها، فلم تثبت صحتها. إذ استمرت حركة الاحتجاج بمطالبها الإصلاحية وفي مقدمتها مطلب الأمن وضمان الأمان، وساندت قواتنا المسلحة معنوياً، وهذا أحد الجوانب المهمة في الانتصار، استمرت هذه الحركة الاحتجاجية في الوقت ذاته الذي حققت فيه القوات المسلحة انتصارها المؤزر.

وتبقى ساطعة حقيقة ان المعركة ضد الفساد وللخلاص من المحاصصة وتعزيز المواطنة، هي المدخل الصحيح والناجع للانتصار على الإرهاب.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 24-06-2016     عدد القراء :  3198       عدد التعليقات : 0