الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ستربتيز على المسرح

يتفق معظم المختصين في الأدب المسرحي ان « ستربتيز» عنوان لعرض مسرحي جاد صادم إلى حد ما خاصة حين يقدم على صرح ثقافي مثل المسرح الوطني، بسبب التقاليد والأعراف الاجتماعية السائدة في بلدنا! لأن كلمة « ستربتيز» تعني تعرية الجسد على المسرح، تدريجيا، سواء للمرأة ام الرجل وهو ما تشهده حفلات النوادي الليلية في بقاع مختلفة من العالم من أجل إشباع غرائز جنسية بحتة.

وقد سبق ان شهد المسرح الوطني عرضا مسرحيا لفرقة المانية ايام مهرجان بغداد عاصمة للثقافة العربي 2013، وقد اتهمت الممثلة الرئيسة بالتعري على الخشبة، فكان ذلك العرض، عن حق او باطل، سببا بالاطاحة ببعض الرؤوس المسؤولة عن الملف المسرحي في وزارة الثقافة!

فكيف استطاع مؤلف هذه المسرحية «ستربتيز» مخلد راسم الجميلي ان يقنع زميله الفنان الشاب علاء قحطان زغير بإخراج هذا العمل (بدأ العرض يوم أمس الثلاثاء ويستمر لمدة خمسة ايام).

المسرحية جملة وتفصيلا ليس لها علاقة بالعري الجسدي إلا انها تغوص عميقا في الواقع العراقي وتخرجه إلى العلن بحبكة مسرحية مرموقة وتنشره على حبل غسيل، بطريقة إخراجية فيها من التألق والإبداع الكثير، أمام الجميع من خلال كشف العلاقات المتشابكة داخل العائلة العراقية بين الأب ( الفنان د. أحمد شرجي يقوم بدور الأب بعد انقطاع عقدين عن خشبة المسرح الوطني بسبب غربته التي أثمرت عن شهادة عليا في الفنون المسرحية) وأبنائه الأربعة: الفنانون الشباب ياسر قاسم وهند نزار وعماد نافع ووسام عدنان.

هذه المجموعة من الشباب تأليفا واخراجا وتمثيلا وسينوغرافيا ( المبدع علي السوداني ) آمنت بالدور التثقيفي للمسرح، وامنت بأن للمسرح رسالة إنسانية لا بد من إيصالها إلى الآخر، وأن المسرح هو اهم وسائل إعادة إنتاج الوعي إلى المتلقي وليس ساحة للعب او التطهير فقط. وبان المسرح، اخيرا، يستطيع ان يشكل سلاحا مرادفا للبندقية التي يحملها أبناء القوات المسلحة وابطال الحشد الشعبي ومقاتلو البيشمركة وكل الغيارى على هذا الوطن، الذين يقاتلون قوى الإرهاب الظلامية سواء كانت المدججة بالمفخخات مثل داعش، او من تلبس فكرها ولا يريد للحياة ان تورق عن حدائق وزهور.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 27-07-2016     عدد القراء :  3282       عدد التعليقات : 0