الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
لكل مجتهد (قميص) .. !

بعد تصاعد موجة الرفض الشعبي لقانون مجلس النواب، نشرت الدائرة القانونية للمجلس (توضيحاً) مقتضباً اكدت فيه، ان القراءة الأولى للقانون لا تعني اقراره، متناسية مسؤولية لجان المجلس في صياغته كمشروع قانون لايتوافق مع الازمة المالية الخانقة التي يمر بها العراق، ناهيك عن استفزازه لمشاعر السواد الاعظم من العراقيين الذين يعيشون تحت خط الفقر،والذين يعيشون على الكفاف بعد ثلاثة عشرعاماً من الفوضى الامنية والاقتصادية والسياسية التي افضت الى الخراب العام للمؤسسات، نتيجة انتشار الفساد كالسرطان في جميع مفاصلها علناً ودون مواربة، وكأنه محمياً بالقانون !.

نصوص المواد الرئيسية في القانون تبدء بمفردات ( يتمتع، يتقاضى،يُمنح)، كأننا أمام قانون تجاري لتوزيع الأرباح، في تناقض صارخ مع نص المادة(5) الخامسة في القانون (يعد عضو المجلس مكلفاً بأداء خدمة عامة)، اي أنه يتساوى (وفقاً للدستورالعراقي) مع اقرانه العاملين في مؤسسات الدولة العراقية الذين يقومون بأداء خدمة عامة ايضاً، الا اذا كان هناك تفسيران مختلفان لمفهوم الخدمة العامة، وهو امر يجب ان تبت به المحكمة الاتحادية !.

المثير للاستغراب هو قراءة القانون في هذا الوقت بالذات، مع ان العمل بمضامين نصوصه مستمر منذ دورة المجلس الاولى وما يزال، وجميع الامتيازات التي تضمنتها مواده كان حصل عليها نواب المجلس السابقون ويتمتع بها نوابه الحاليون منذ مصادقة المحكمة الاتحادية على عضويتهم في المجلس، وسواءاً جرت تعديلات على بعض مواده نتيجة الرفض الشعبي لها او لا، فأن امتيازات النواب تبقى غير مسبوقة في تاريخ البرلمانات في العالم، وهذه وحدها فضيحة سياسية وأخلاقية يفترض ان يعمل المجلس على تجاوزها بدلاً من تأكيدها !.

اذا كان تصاعد الرفض الشعبي لمضامين القانون سيثمر في تعديله جذرياً ليكون مقبولاً، فأن للمجلس سابقة أُخرى بتمرير(قانون موازنته ) للعام القادم على عجل بمبلغ(528) مليار دينار عراقي، اي حوالي (نصف مليار) دولار، تضمنت تخصيصات غير معقولة ولا مقبولة وبمليارات الدينار العراقي، تحت بنود (الايفادات والصيانة والاتصالات وشراء السيارات المصفحة والشاحنات والدراجات الهوائية والاثاث ومكافآت الموظفين ، والملابس!)، وهي تتجاوزأربعة اضعاف ميزانية مجلس الشعب المصري البالغة(120) مليون دولارفقط، والمجلس يضم (596) نائباً !.

قد يكون مقبولاً رصد المجلس مبالغ في ميزانيته للـ (الايفادات والصيانة والاتصالات والاثاث والشاحنات والسيارات المصفحة ومكافآت الموظفين)، لكن رصده لمبالغ مليارية لـ (الدراجات الهوائية والملابس) هو العجب بعينه !، ولأن ميزانيته أُقرت وستدفعها وزارة المالية من خزينة الشعب المثقلة بالديون، ولأن (الملابس والدراجات) لا علاقة لها بعمل النواب وهم يؤدون وظيفة عامة، فاننا نقترح الآتي لـتبريرها كي لا نحرج رئاسة المجلس ونوابه

اقامة عرض (ازياء) للنواب على الدراجات الهوائية تحت شعار(لكل مجتهد قميص)، للترفيه عن الشعب العراقي المثقل بالاحزان، تقوم على ادارته لجنة شعبية تفحص ملفات الاداء للنواب كي تختار المستحقين(للمخصصات) من المجتهدين في عملهم البرلماني، ونحن واثقون بأن اللجنة ستحجب جميع الجوائز!!

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 27-07-2016     عدد القراء :  3141       عدد التعليقات : 0