الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الجَوَابُ الشَّافي !/

درجّت وزارة الاعلام في الكويت الشقيق على إصدار سلسلة من المسرحيات العالمية لكبارالكتاب المتميزين على الساحة المسرحية العالمية، مترجمة للعربية عن اللغة الاصلية للنص المسرحي. وقد صدر العدد الاول من سلسلة «المسرح العالمي» في تشرين الاول عام 1969 وتوالى صدورها الى ان بلغت 3113 عددا حتى عام 1998 وتوقفت. ثم أنتقلت مسؤولية اصدار السلسلة الى «المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب» في الكويت، الذي اصدر نحو 420 مسرحية عالمية اخرى!

من هذه السلسلة أتذكر ــ عزيزي القارئ ــ مسرحية صدرت في سبعينات القرن الماضي، لكاتب اجنبي غاب عني أسمه. حملت المسرحية عنوان «بدلة الجنرال». وهي تحكي عن رجل لعوب ومفلس، يعيش في بلد لا يحكمه القانون، أراد حضور حفلة فتوجه الى محل لغسل وكيّ الملابس، أعتاد ان يستعير منه بدلات مقابل أجر رمزي ويعيدها بعد يوماً وحتى قبل ساعات من موعد إستلامها من قبل أصحابها.

ذلك اليوم كان حظه تعيسأ ــ ربما بالعكس! ــ لم تكن في المحل بدلة جاهزة سوى بدلة جنرال، فأصر على إستئجارها. وما أن صار في الشارع مرتديا بدلة الجنرال حتى وجد أنه صار أنسانا اخر. الجميع يعاملونه بإحترام كبير وخشية. يتنحى الناس عن طريقه، الشرطة تعامله بخوف، الضباط يقدمون له التحية العسكرية وصاحب مطعم رفض اِستيفاء ثمن غدائه الفاخر وكانت الخدمة متميزة.

كل عالمه تغير لان الناس تنظر الى البدلة أولا. فجأة يقابل فصيلا من الجنود تائها، لا يعرفون ماذا يفعلون بسبب عدم استلام توجيهات بعدما وصلوا المكان المحدد. أصدر الاوامر لهم ليتبعوه فامتثلوا لكل توجيهاته، حتى نفذ بهم عملية أستيلاء على أموال أحد البنوك بدون أي مضايقات ومعوقات. فالجميع، العرفاء والجنود وموظفو البنك كانوا ينفذون أوامره ــ أوامر البدلة ــ بدون تردد وهم يشعرون بالغبطة لاطراءات الجنرال المزيف!

سألت جَلِيل وسُكينة وزوجتي : هلا تساعدونني وتتذكرون معي أسم مؤلف المسرحية ؟

كنا نتناول عشاء خفيفا في بيت صديقي الصدوق أَبُو سُكينة فقال: أتعبت نفسك في البحث كثيرا في الانترنيت، وتسأل هذا وذلك، وكان يفترض بك ان تسألني انا أولا؟

شدهت وتوقفت عن مضغ طعامي . أيكون أَبُو سُكينة عارفا بشؤون المسرح ونحن مجرد ... ؟!

أستدرت أليه منتظراً الجواب، فقال وهو يلوك لقمته : أفتح أي قناة تلفزيونية عراقية وتابع نشرة أخبارية ولو واحدة فقط ، أو قلب صفحات الجرائد العراقية، أي جريدة ، وراح تعرف فورا أسم المؤلف !

وكدت أغص بطعامي !

  كتب بتأريخ :  الأحد 28-08-2016     عدد القراء :  2430       عدد التعليقات : 0