الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
مصير الحرامية ...مزبلة التاريخ لا محالة

   معادلة بسيطة تحكم الانسان والوطن ، الحب والكرامة هما العاملان الاكيدان من عوامل الارتباط بالوطن ، فاذا فقدت آصرة الحب مع الوطن وجعلك الحاكم تكره لقمة الخبز لانك تاكلها باستجداء ، وتكره الصباح الجميل حين يطل لانك ستبصر به وجه الحاكم اللص ، وتكره الليل حين يحل لانك سترى فيه وجه الشرطي الذي يسرقك بدلا من ان يحميك من اللصوص ، حين ذاك لا احد يلومك حين تتظاهر وتحتج وتناضل من اجل التغيير .

   في السبعينات كان العراق غنيا وميزانيته متخمة بمليارات الدولارات ، وكان العقلاء من المواطنين يجهـدون من اجل تطوير الحياة السياسية في البلد ، حتى ان الحزب الشيوعي لم يجد بأسا من ان يبسط يده لسلطة من ولغوا بدماء اعضائه ودماء ابناء الوطن في اكبر مجزرة وجريمة منكرة عام 1963 ، لم يتوان الحزب الشيوعي عن التوصل الى اتفاق سياسي مع السلطة من اجل سياسة حكم جديدة عسى ان تتطور شيئا فشيئا لتصل الى شكل من اشكال الديمقراطية ودولة المؤسسات ، ولكن حزب البعث وقيادته المتخلفة ، لم تحتمل وجود نافذه في افق البلد يتنفس منها الناس الصعداء ، فاغلقوا تلك النافذه بجرائم متوالية ، بدأت بمطاردة اعضاء الحزب الشيوعي وانتهت بمطاردة المواطنين جميعا ، وما لبثت ان احرقت البلاد بحروب عبثية ونيران قنابل كيمياوية ومقابر جماعية حتى لم يبق احد يحتمل المأساة الجهنمية التي حلت بالوطن ، فاضطررنا الى ترك البلاد خلسة في اكبر مجازفة للخلاص من ايدي جلاوزة البعث وعيون عسـسهم الذين تفـنـنوا في تعذيب وقتل الناس والاستهتار بحياة المواطنين وكرامتهم ، حتى اصبحت اعداد المهاجرين والفارين من قبضة النظام تزيد على اربعة ملايين عراقي، معظمهم انتقل للعيش في سوريا وايران واليمن والقليل منهم قرر اللجوء الى اوربا .

   اثر التغيير الذي حصل في نيسان 2003 ، وخلاص البلاد من الدكتاتور وعصابته الصدامية ، حلمنا بالعودة الى الوطن ، ولكن للاسف لم يستطع التنعم بثروة الوطن الا من اقترب من موائد السلاطين والطواشين واصحاب المحابس الزمردية والعمائم المزيفة والجباه المعفرة بقشور الباذنجان ، فاصابوا شيئا من فتات الموائد وتنعموا بالرواتب والمخصصات المليونية والعقارات المنهوبة من ادران الطغمة الصدامية .

   ولكن لكل مجرم يوم ولكل سارق وقفة امام العدالة ، فهاهو اليوم الذي يترقبه ابناء شعبنا ، ها هو يطرق باب السلاطين واتباعهم والمنتفعين منهم ، فالتظاهرات مهما انكمشت اليوم سيشتد اوارها غدا ، ولابد انها ستصل الى الذروة التي وصلت لها يوم الرابع عشر من تموز 1958 ، وسيلقى هؤلاء اللصوص نفس مصير نوري السعيد .. رغم اننا لا نؤيد اعمال العنف ، ولكن الشعب الجائع والذي اهينت كرامته سوف لا يتمكن من كبت انفاسه وسيـنـتـقم باقصى درجات العنف ممن امتهن كرامته .. ولا يوجد سوى حل واحد امام الحكام اللصوص ..الهرب او الرحيل في اقرب فرصة ، والتخفي ليلا مثل اي لص يهرب من قبضة العدالة .

   لقد عرف شعبنا الصبر والنضال المرير ، والملايين ما زالت تملك زمام المبادرة ... ستضرب بيد من حديد على رؤوس اللصوص والفاسدين وستهزج من جديد :

   الدولة تعرف عدها خوش رسميات

   ماتدري العراق شبيه من افات

   من راحن فجر يمشن عشر تفكات

   فكوه وتمدد ناطوره.

  كتب بتأريخ :  السبت 24-09-2016     عدد القراء :  3183       عدد التعليقات : 0