الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الفكاهة تدحر الكراهية!

« الجهاد» عمل مسرحي يعرض منذ عامين في مدن بلجيكية عديدة وانتقل أخيرا إلى فرنسا، حيث لاقى استحسانا واقبالا كبيرين في مدينة الاضواء والعطور والموديلات باريس.

أخرج العمل اسماعيل سعيدي وهو كاتب ودراماتورغ بلجيكي من أصول مغربية، ولد قبل أربعين عاما في إحدى المدن البلجيكية. وهو مسلم لكن لم يمنعه التزامه الديني من ان ينظر بعين ثاقبة للإرهاب الذي تمارسه وتشجع عليه بعض التيارات الاسلامية المتطرفة، والتي سبق إن شكلت بدعم أمريكي - سعودي أكثر التنظيمات تشددا، إلا وهو «القاعدة»!

وبالرغم من أن سعيدي سبق وأن ساهم في العديد من الاعمال الفنية وله كتابات كثيرة، إلا ان مسرحيته « الجهاد» شكلت نقلة نوعية في حياته الفنية وأصبح هو حديث الشارع والصحافة.

تتحدث المسرحية عن ثلاثة شبان بلجيكيين يتورطون في الانتماء إلى الشبكات الارهابية ويتم تسفيرهم إلى سوريا للمشاركة في العمليات «الجهادية !» في العراق! وتعالج المسرحية الموضوع بطريقة كوميدية ساخرة.

المخرج اسماعيل سعيدي على دراية كاملة بما يفعل وكان متعمدا ان يعتمد السخرية في عمله المسرحي لانه يعتقد جازما بأن الفكاهة هي احسن الوسائل للابتعاد عن الكراهية.

في العرض الفرنسي تمت دعوة العوائل المتضررة من الإرهاب الداعشي، وأكدت إحدى النساء في لقاء مع الفضائيات الفرنسية بأن ابنها كان شابا رياضيا يحب الموسيقى والفن، ومع هذا لم يستطع أن يفلت من الشبكات الإرهابية التي استدرجته باسم الدين حتى سفرته إلى سوريا. وعن المسرحية قالت انها توضح «ماهية» الإرهاب بطريقة ذكية.

لذلك تم الاتفاق مع الجهة المنتجة على تعرض المسرحية في المدارس المتوسطة والثانوية، لأنها تعالج موضوعة التطرف بطريقة تربوية صحيحة.

ونحن في بغداد نقف على أعتاب الايام الأخيرة لمهرجان المسرح العراقي الثاني ضد الارهاب وقد تم تقديم مجموعة من المسرحيات الجميلة والمؤثرة من قبل فرق المحافظات، وكل العروض المسرحية عالجت موضوعة الارهاب والتطرف، كل بطريقته الفنية.

فهل يمكن أن نحذو حذو الفرنسيين ونعرض هذه المسرحيات على طلبتنا في المدارس، لما تحمله من شحنات تثقيفية وتربوية؟!

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 28-09-2016     عدد القراء :  2739       عدد التعليقات : 0