الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
سفرة (عائلية) من الموصل الى دير الزور ..!

الآن يمكن أن نقول أن الاستعدادات (العسكرية) لتحرير الموصل قد اكتملت، معتمدين على انجاز الاتفاق الامريكي السعودي حول (الممر الآمن) لنقل الدواعش مع عائلاتهم الى شرق سوريا قبل بدء (المعركة)، لتذهب جرائم هؤلاء المرتزقة المنفذين لبرامج الامريكيين وحلفائهم ادراج الرياح، وهي جرائم لا ترقى الى بشاعتها كل مثيلاتها المصنفة ضد الانسانية على مدى تاريخ البشرية.مرة اخرى ينفذ الامريكيون مخططاتهم الاجرامية ضد الشعوب علناً ودون حياء وبالاتفاق مع عملائهم في المنطقة، ثم يقومون بحماية المجرمين من العقاب بشقيه، المباشر في المعركة والقانوني امام المحاكم المحلية والدولية، طالما لازالوا قادرين على تنفيذ الأوامر، قبل أن يتخلوا عنهم بعد نفاذ (صلاحياتهم) ، كما فعلوها مع العملاء والمرتزقة الذين سبقوهم وعلى اختلاف مستوياتهم ، حكاماً وجواسيس وباقي العناوين

في كل معارك العراقيين ضد داعش كان للامريكيين نشاطهم (الفاعل) والمتنوع في حماية مرتزقتهم المجرمين وتقليل خسائرهم، بدءاً من القاء المؤن والعتاد من الجو للمحاصرين منهم، ومروراً بتسريب المعلومات الاستخبارية لقياداتهم حول انشطة القوات العراقية ومواقعها وتفاصيل تجهيزاتها، ووصولا ًالى تنفيذ الضربات الجوية ضدها، والاعتذار لاحقاً بحجج واهية تخجل من اعتمادها قيادات اضعف جيوش العالم، خاصةً بعد تكرارها على نفس السياق والتوقيت والاسباب والاهداف!.

المعلومات التي أوردتها وكالة انباء(نوفوستي) الروسية، تشير الى سيناريو تنفيذ طيران التحالف لضربات جوية على مواقع (متفق عليها) داخل الموصل، يتم اخلائها من قبل الدواعش مسبقاً، وهو اسلوب مفيد اعلامياً وسياسياً للامريكيين، ويعيد الى الاذهان تفاصيل بيانات حربية امريكية حول قصف الامريكيين للمصارف في الموصل مثلاً، وادعاءاتهم انها كانت تحتوي على المليارات من الدولارات الامريكية، بحجة اضعاف القدرة الاقتصادية لداعش، فيما يتبين الان بجلاء بان تلك المصارف كانت افرغت من الاموال والبشر (بالاتفاق) قبل تنفيذ تلك الهجمات!.

لكن أخطر ما بالاتفاق هو انتقال الآلاف من الدواعش بكامل اسلحتهم وعتادهم واموالهم مع عوائلهم بأمان من الموصل الى سوريا بقوافل طويلة وفي وضح النهار، وهي جريمة كبرى بحق الشهداء والسبايا والمغتصبات والايتام والارامل والجرحى والمعوقون ، وبحق كل المفاهيم الانسانية ، لان السماح لهؤلاء بالمغادرة كأنهم في رحلة (سياحية عائلية) جماعية وتحت رعاية الامريكيين وحمايتهم، الى سوريا لدعم المجرمين هناك، بعد انتهاء حفلهم الكبير ضد الشعب العراقي، هو اهانة لكل شعوب العالم التي نددت بجرائمهم البربرية طوال السنوات الماضية.

هذه فرصة للروس كي يجهزوا على قوافل المجرمين حال وصولها الى الحدود، خاصة وانهم يقاتلون الارهاب جنباً الى جنب مع الجيش السوري، وليس من مصلحتهم وصول امدادات السلاح والمقاتلين لعدوهم، لكن من دون ذلك سيفقد الروس الكثير من مصداقيتهم في هذا الملف الخطير ، بعد ان ساهم تدخلهم بمنع انهيار المنطقة برمتها، فهل يفعلونها ويلقنوا الامريكيين وعملائهم درساً نوعياً في الحرب والسياسة؟ ، أم للدهاليز وما تحت الطاولات صفقاتها واساليب تمريرها وترويجها الاعلامي ؟!.

لقد ازف موعد تحرير الموصل، وستكشف عملياته ونتائجها الكثير مما قيل ويقال، وسيقال فيها وخلالها وبعدها الكثير، عندها سيكون المشهد معبئاً بالاجابات على كل الاسئلة، بغض النظر عن صدقية الاسئلة أو (خبثها)، وبغض النظر عن صدقية الاجوبة او (دجلها )، لأن كل الاطراف متهمة بالحدث وتبعاته!. !.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 14-10-2016     عدد القراء :  3363       عدد التعليقات : 0