الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
كل الدعم والاسناد لقواتنا المسلحة
بقلم : طريق الشعب
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

انطلقت صبيحة هذا اليوم عملية تحرير الموصل والمدن الاخرى في محافظة نينوى وتخليصها من داعش وارهابه وبطشه وتسلطه.

وفي هذه اللحظات التاريخية والحاسمة نوجه تحايا الاعتزاز والتقدير الى المقاتلين الشجعان، من الجيش والشرطة الاتحادية والمحلية والبيشمركة والمتطوعين في الحشد الشعبي، ومن ابناء محافظة نينوى.

ومع اطلاق العملية بعد تحضيرات واتصالات واسعة، يحدونا الامل ان تكون معركة التحرير في مستوى عال من التنسيق ووحدة الارادة، بما يضمن انجاز المهمة والوصول بها الى نتائجها المرجوة بأكفأ طريقة وبأقل الخسائر واعظم النجاحات، ليس فقط على الصعيد العسكري، وانما ايضا في النتائج السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وفي رأينا ان الطريق الى ذلك يتجسد في الالتزام العالي والمسؤول بالتعليمات والضوابط، التي من شأنها تقليل الخسائر البشرية والمادية، والحفاظ على حياة المدنيين الابرياء ومساعدتهم في تدبير شؤونهم، بما يجنبهم اهوال المعارك والقتال ضد داعش الارهابي، وبذل الجهد للحفاظ على البنى التحتية وممتلكات الناس والدولة، وتهيأة الظروف لبقاء السكان في مساكنهم ومواقعهم، تقليصا لحجم النزوح وما يسببه من معاناة. ومن المهم والضروري ايضا، الحؤول دون وقوع تصرفات غير منضبطة.

ان من شأن هذا كله ان يوفر اجواء طيبة لعودة الاوضاع الطبيعية الى نينوى، وعودة المحافظة ومركزها الى حضن الوطن، وتأمين مهمة اعمارها وتجاوز ما خربته ايادي داعش المجرمة، مع الحرص على الا يفلت الارهابيون الدواعش من الملاحقة والعقاب.

واننا اذ نشير الى اهمية التنسيق العالي بين مختلف الاطراف، بما فيها التحالف الدولي، نشدد على رفضنا كل ما يمس سيادة واستقلال وطننا، واي تدخلات خارجية في شؤون بلدنا، ونؤكد استنكارنا التصريحات التركية التي تتعارض مع مباديء حسن الجوار وقواعد القانون الدولي.

وفي الوقت الذي نتابع فيه سير المعارك، وهمة المقاتلين، ونشيد بشجاعتهم وتضحياتهم، نتوجه في هذه اللحظات العصيبة الى ابناء شعبنا في الموصل ومدن نينوى الاخرى على اختلاف اطيافهم، ان يهبوا الى مساعدة القوات المسلحة بالدعم والاسناد والمعلومات، والى مقاومة اساليب داعش القذرة، وبكل ما يسهّل مهمة التحرير العاجل، ويقلل الآلام والمعاناة.

وانها لمناسبة، ايضا، ان نتوجه الى ابناء شعبنا في سائر ارجاء الوطن، ان يرفعوا من مستوى تضامنهم ودعمهم لتشكيلات الجيش والقوات الامنية، مسلحين بالحذر العالي واليقظة الضرورية ازاء تخريبات داعش وايتامه في الخلايا النائمة، التي لن تتورع عن ارتكاب الموبقات والآثام دفاعا عن رأس الافعى الداعشي.

ان النصر المؤزر قادم لا محال. فلنجعل منه منطلقا لمعالجة جذرية للاسباب والعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية – الامنية، التي مكنت المجرمون الدواعش من السيطرة على الموصل ومدن نينوى الاخرى، والتمدد الى باقي مدن ومحافظات بلادنا. ولنعمل على التوجه الجاد نحو الخلاص من نهج المحاصصة والتعصب الطائفي - الاثني، والوقوف الحازم في وجه كل انتهاك لحقوق الانسان، وكل تمييز وتفرد.

انها فرصة للمراجعة والتقويم، والانطلاق نحو وضع بلدنا على السكة الصحيحة، وصولا الى اقامة دولة المواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

تحية تقدير وثناء لقواتنا المسلحة ولكل المرابطين في ارض المعركة

المجد للشهداء

الموت للارهاب وداعش

والنصر المؤزر لشعبنا

بغداد

17 تشرين الاول 2016

  كتب بتأريخ :  الإثنين 17-10-2016     عدد القراء :  2217       عدد التعليقات : 0