الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
*عرس الدم

القيت هذه القصيدة بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي , في الأحتفال الذي

اقامه انصار الحركة الوطنية في ديترويت , عام 2006 .

همام عبد الغني

على صهواتِ المجدِ كنتمْ بواسلا

وفي عتمةِ التاريخِ كنتمْ مشاعلا

تتابعتِ الأجيالُ والليلُ   حالكٌ

فاشرقتمو شمساً و فكراً مناضلا

أنرتمْ دروبَ الناسِ , فاخضّرَ نبتُها

وأثمرَ عملاقينِ " فهداً " و "عادلا"

حملتمْ همومَ المتعبينَ  قناعةً

وبذلاً و إيثاراً , وجدتمْ  نوافلا

سلامٌ على من مزَّقَ الغدرُ جسمَهُ

وأصبحَ عنواناً مدى الدهرِ ماثلا

سلامٌ على الفادي , وقد زمَّ ثغرَهُ

ولم يكُ من قولِ الحقيقةِ  واجلا

ولكنَّهُ صانَ الأمانةَ   هادئاً

وجزارُهُ يغلي من الغيظِ  فاشلا

*****

سلامٌ قناديلَ الطريقِ وبوركتْ

صدورٌ سقتكمْ في الحليبِ شمائلا

وكنتمْ لها مجداً وعزاً وسؤدداً

وصدقاً وإخلاصاً وفعلاً وفاعلا

فوفيتمو , بالرغمِ من قسوةِ الردى

ورغمَ المنايا , مرضعاتٍ ثواكلا

تعاليتمو كالنخلِ يشمخُ  واقفاً

مهيباً , ويأبى أن يرى الموتَ مائلا

تفتحتِ الأزهارُ تحتَ ظلالِهِ

وحوَّلَ أرضَ الرافدينِ مشاتلا

لأنَّ جذورَ النخلِ لا تعرفُ الضما

فتعطي برغمِ العادياتِ فسائلا

*****

سلامٌ رفاقَ الدربِ , يا خيرَ رفقةٍ

دفعتمْ لها حلوَ الشبابِ مُقابلا

سلكتمْ طريقَ المجدِ , لم يرتجفْ لكم

جِنانٌ , ولا خارتْ قواكمْ تخاذلا

نثرتُمْ بذورَ الخيرِ , يا نعمَ غرسُكمْ

وقد أثمرتْ في كلِ شبرٍ سنابلا

هو الموتُ حباً بالحياةِ كريمةً

عرسِ ملاكِ النورِ يزدانُ هائلا

فلم تبكِكمْ أُنثى  ولا بُحَ صوتُها

وضجَّتْ بيوتُ الأكرمينَ هلاهلا

رفعتمْ رؤوسَ المحصناتِ , فطاولتْ

رؤوسَ نخيلِ الرافدينِ جدائلا

وأورثتمو زُغبَ الطيورِ رجولةً

فطاروا بها قبلَ الأوانِ زواجلا

*****

سلامٌ أُباةَ الضيمِ من كلِ ملَّةٍ

ومن كلِ لونٍ  قدتموها قوافلا

فكلِ شهيدٍ في النضالِ شهيدُنا

تناخيتمو باسمِ العراقِ بواسلا

اذا ضيَعَ البغيُ اللئيمُ قبورَكمْ

فإنَّ قلوبَ الناسِ صارتْ منازلا

سلامٌ , فعرسُ الدمِّ تترى فصولُهُ

ونهرُ الدمِ المسفوكِ مانفكَ سائلا

غدا ثالثَ النهرينِ نهرُ دمائكمْ

يفيضُ اذا جارَ الزمانُ , مجلجلا

ليغسلَ وجهَ الأرضِ من كلِ مارقٍ

يبثُ اراجيفاً , وينضحُ باطلا

ويكتبَ تاريخاً مجيداً مخضباً

يضيفُ لسِفرِ الرافدينِ رسائلا

 *عرس الدم هو اسم مسرحية للشاعر الأسباني الشهيد فردريكو غارسيا لوركَا

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 15-02-2017     عدد القراء :  2610       عدد التعليقات : 0