الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
جسر بين بغداد وبوخارست!

رغم البرد القارس وهبوط درجات الحرارة إلى تحت الصفر، تجمع الالاف من المتظاهرين في العاصمة الرومانية، بوخارست، أمام مبنى الحكومة، مطالبين بطلب واحد فقط وهو رحيل الحكومة برمتها نتيجة الفساد الذي استشرى بكل مفاصل الدولة، بسبب حيتان الفساد التي تعبث بمصادر البلاد والعباد. وهو ما يشبه الحالة التي يعيشها عراقنا منذ أكثر من عشر سنين. ونحن زدنا عن الرومان بطامة كبرى وهي المحاصصة التي وضعت يدها بيد الفساد والفاسدين حتى أصبحت العلاقة كالزواج الكاثوليكي لا تنفصم عراه. ولا يمكن أن ترسو سفينة العراق على بر الأمان إلا بإنهاء نظام المحاصصة.

وفي العودة الى تظاهرات رومانيا فإنها لم تجابه بالحديد والنار بالرغم من مطالبتها بإسقاط الحكومة!

بينما في قلب عاصمة الرشيد لم تخرج التظاهرات الأخيرة، التي يفترض أن الدستور يكفلها، إلا لمطلب واحد لا يمس النواب وأعضاء الحكومة الموقرة، ولكنه يمس جوهر العملية الانتخابية وهو قانون الانتخابات وتغيير مفوضية الانتخابات والاتيان بأخرى بعيدة عن المحاصصة. (المحاصصة فاسدة ومنتجة للفساد والأزمات يا ناس!) . ورغم ذلك تم إطلاق نار حقيقي سقط على أثره مجموعة من الشهداء وعشرات الجرحى.

من المسؤول عن الجريمة باستخدام العنف المفرط في وجه المتظاهرين؟

الحكومة لا تدري! ورئاسة الجمهورية تستنكر! والبرلمان ما زال يغط بنوم عميق من شدة التعب إثر مناقشة مستفيضة لإضافة يوم عطلة جديد للعراقيين بمناسبة جديدة هي يوم العفاف العالمي!

انا على يقين بأن الحكومة برئاستها وأعضائها وعناصرها الامنية والمخابراتية،ورئاسة الجمهورية بمكاتبها ومستشاريها، والبرلمان باعضائه ولجانه، يعرفون عين الحقيقة ولديهم معلومات وافية عمن أطلق النار! لكنهم لا يسمونه أما لارتباط المصالح وتشابكها، أو خوفا من تلك الجهة!

وساصفق بالعشرة للحكومة وانحنى اجلالا لها إذا كشفت بالفعل ملابسات الهجوم على المتظاهرين وسمت الأشياء باسمائها. ولها مني « عطوة « لمدة شهر!

فاتركوا يا سادة يا كرام بيانات الشجب والاستنكار لأنكم تجلسون على هرم المسؤولية واكشفوا لنا الحقيقة. نحن أولادكم أبناء هذا الوطن ذمة في رقابكم . فإذا لم تستطيعوا الحفاظ على أرواحنا، تنحوا وليأتي من له القدرة على حمايتنا. ولكنه عليه ان يأتي من خلال صندوق الانتخابات شرط أن يسن، قبل ذلك، قانون انتخابات عادل. وهنا عودة لنقطة الصفر والمطلب الاول الذي سقط من أجله الشهداء!

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 15-02-2017     عدد القراء :  2997       عدد التعليقات : 0