الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
تدويل قضية الفساد!

لا يختلف اثنان على حقيقة أن الفساد، بكل اوجهه المالية والإدارية، يشكل الوجه الآخر للإرهاب؛ ولا يمكن أن نخطو خطوة واحدة صحيحة في بناء الوطن إذا لم يتم القضاء على هاتين الآفتين.

استمرار الفساد يقوي شوكة الإرهاب ويمنحه الفرصة المناسبة للاستهتار بأرواح أبنائنا في المحلات الشعبية والأسواق وفي مختلف مراكز تجمع المواطنين.

وبعد الفجيعة الكبرى في الكرادة، التي تركت مئات القتلى في العام الماضي، ها نحن مجددا لم نستقر على رقم محدد لأعداد الضحايا، ، سواء في شرق بغداد أم في غربها. هذه الخروقات الأمنية لا يمكن أن تحدث لولا الفساد الذي ينخر معظم أجهزة الدولة بما فيها العسكرية والأمنية. والفساد يساهم مع داعش في تخريب العملية السياسية، التي يفترض أن تقودنا إلى وطن متآخ، موحد، ويعيش بسلام. ولا بد أن نشير هنا إلى أن أساس بناء العملية السياسية المتمثل بالمحاصصة هو الذي ساعد على انتشار الفساد، والطامة الكبرى تكمن في إعادة انتاجه واستفحاله بسبب هذه المحاصصة المبنية على الطائفية والعرقية. وتتوالد الأزمات الواحدة تلو الاخرى ما دامت المحاصصة هي سيدة البناء الفاشل.

القوات العراقية تواصل المعركة من أجل القضاء على الإرهاب المتمثل بداعش. وكل الاخبار تجمع على أن داعش يحتضر في الموصل! هذه الانتصارات، التي تساهم بها القوى الأمنية والعسكرية والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة وكل الغيارى على هذا الوطن، تتمتع بـالدعم الدولي الذي يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في المعارك من خلال الطلعات الجوية والقصف لمقاتلي الإرهاب. فقوات التحالف مشاركة بالقتال ، وقد سربت بعض الوكالات، بأن عدد الدول التي تساند العراق في معركته ضد العراق، قد وصل لأكثر من ستين دولة. وإذا ما تحقق النصر النهائي على داعش وكل القوى الارهابية، طال الزمن ام قصر، فإن أمامنا معركة كبيرة لن نستخدم فيها طيارات أو دبابات أو بنادق، ولكنها تحتاج إلى تحشيد كل من يبتغي عراقا معافى.

المعركة القادمة تحتاج دعم الحراك المدني الشعبي بالقول وبالفعل، في ساحة التحرير وكل ساحات العراق. وسوف لن تكون معركة من طرف واحد، لان الطرف الفاسد سوف لن يكون متفرجا، بل إنه سيستخدم كل الوسائل للالتفاف على الحركة الإصلاحية، سواء بالتظاهر بتبني الإصلاح، أم باستخدام العنف للجم اصوات الحق، كما حدث في الفترة الأخيرة حين تم التصدي للمتظاهرين بالحديد والنار لأنهم طالبوا بتعديل قانون الانتخابات!

لو أنهم طالبوا بمحاكمة هذا الفاسد الكبير أو ذاك. ولعلهم كانوا سيتعرضون للضرب بالنابالم!

اعتقد ان وقوف هذا العدد الكبير من الدول معنا ضد الإرهاب يشكل رصيدا مهما للعراق، من اجل حث هذه الدول على مساعدتنا في كشف ملفات الفساد الكبرى، خاصة وأن معظم « الفلوس « المنهوبة توجد في أرصدة أوربية و أمريكية. وان تشكيل لجان مشتركة عراقية - دولية للتحقيق في ملفات الفساد سيكون عاملا مساعدا في تقصير عمر الفساد الذي انهك البلاد والعباد !

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 22-02-2017     عدد القراء :  2667       عدد التعليقات : 0