الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
النازحون .. مأساة إنسانية كبرى

تتسرب أخبار بين الحين والآخر تقول إن العراق لم يتوقف عن التبرع لهذه الدولة او تلك بمبالغ نقدية معتبرة، بينما جزء كبير من شعبنا يعاني من الفقر المدقع ومن أوضاع سكنية ومعاشية لا تليق بإنسان القرن الواحد والعشرين. هناك شرائح عديدة ترزح تحت خط الفقر حتى ان بعض التقارير تؤكد ان النسبة تجاوزت في بعض المحافظات حاجز الخمسين في المئة!

أما أوضاع النازحين فإنها لا تسر بالمطلق، وهنا تقع مسؤولية كبرى على الحكومة أولا والمجتمع الدولي ثانيا، وخاصة نحن مقبلون على صيف شديد الحرارة. ففي زيارة ميدانية قمنا بها لمخيم تل عبطة مع مجموعة من الفنانين للإطلاع عن كثب على ما يعاني منه النازحون، وجدنا ما لا يسر!

وأول هذه الأشياء هو شحة ماء الشرب، وثانيها قلة الأدوية وعدم وجود مركز صحي، وثالثها عدم صرف رواتب المتقاعدين، ورابعها عدم فتح صفوف مدرسية للطلبة، مما ضيع عليهم سنوات دراسية كاملة. وخامسها عدم اعادة او فسح المجال لمن يرغب بالانخراط في صفوف القوات المسلحة للمساهمة في محاربة داعش وتحرير مناطقهم التي ما زالت، لحد كتابة هذه السطور، تحت الاحتلال التكفيري.

وسادسها، أن هذا المخيم وغيره من المخيمات ، لم يزره اي نائب، لأن النواب «خطية» مشغولون بقضايا أهم كتعديل رواتبهم! وعدم التصويت على تعديلات قانون الانتخابات الذي اقترحته رئاسة الجمهورية!

هل سمعتم بأن نائبا، او أحد ابنائه، قد جرح في المعارك ضد داعش؟!

وهم معذورون من المساهمة في هذه المعركة، لأنهم منشغلون بمعارك اكبر داخل محيط «الخضراء»، وخاصة في هذه الفترة الحرجة قبيل الانتخابات، من أجل اعادة تقاسم الكعكة على مبدأ المحاصصة الكريه الذي لم يجلب للعباد والبلاد سوى الفساد الذي تزكم رائحته الأنوف.

حياة النازحين ذمة في رقابكم يا «برلمانيون».. فإن لم تنخرطوا في معارك الشرف ضد الارهاب التي تجري اليوم، فانصروا إخوانكم النازحين وهذا أضعف الإيمان!

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 22-03-2017     عدد القراء :  2556       عدد التعليقات : 0