الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
حكومة اﻷغلبية السياسية تكريس للمحاصصة

إن مجموعة النشاطات المطلبية التي تتواصل في ساحة التحرير , وما إرتبط من فرح عم جماهير واسعة ، بُعيد نجاح المؤتمر العاشر ، وما سيستجد من ظروف تخلقها إستعدادات التحضير للإنتخابات ، وما تقوم به تنظيمات الحزب في الداخل والخارج من إحتفالات بذكرى تاسيس الحزب الثالثة والثمانين  , وإرتباطا بما تنشره إفتتاحيات طريق الشعب ، وما يتحدث به قادة الحزب في الندوات خاصة ما جاء في الندوة اﻷخيرة لسكرتير الحزب الرفيق رائد فهمي . كل ذلك بمجمله يضع مهام جديدة واضحة المعالم ، بما يتماهى وطموحنا المشروع بالمضي قدما في وضع أسس تحقيق الدولة المدنية

 الديمقراطية ، الغير سلسلة السلوك بما سيطغي عليها من مطبات ومعوقات تحتل صدارتها المفاهيم الطائفية القديمة والجديدة التي تجسدت بنهج المحاصصة الطائفية واﻷثنية المقيت اس بلاء مصائب شعبنا المعرقلة لتمتعه بمردودات التغير السلطوي المجير لصالح قوى تختفي مآربها خلف مشاعر المظلومية الطائفية , فتُهيج التجييش المذهبي في تربة خصبة ورثت مقومات تغذيتها من دول الجوار . كل حسب مذهبها ، مما وضع مسارات حادة الإلتواء لطريقنا الذي يتطلب , سلوكه قيادة مرنة تتفاعل بشكل متسارع ﻷجتياز هذه المنعطفات الحادة وصولا الى هدفنا في بناء الوطن الحر والشعب السعيد . وقد جاءت ندوة سكرتير الحزب في وقتها ومحلها لتضع حدا ﻷمزجة ورغبات رفاق من مَن لم يهضم سياسة الحزب في علاقاته الوطنية , فبقوا محتفظون بما تبقى من ثروة فكرية رغم كونها أصبحت عتيكة ، ذا لم تشذب وتروى بما سبق ذكره ، فتيبسها أمر ﻻ مفر منه , وسيبقيهم متقوقعون تحت ظل الزمان ، وفي آخر الصف متأخرين عن اللحاق باﻷفكار الجديدة للحزب , التي أضحت مشاعل ﻹنارة الطريق وتسريع حركة حاملي الهم العراقي خارج إطار المأمورية الحزبية ،

يبقى المستأنسون بالمهام الجديدة يتحركون بدون خرخشة خارج نطاق إجتماعات تتحول الى سمر ، وهم يتقطعوا ألما بهذا الزمن الرديء ، الذي حجب مبادرات من شأنها رفع سمعة المعتقد ، الذي يتغذي منه كل الرفاق . في شحذ الهمم في اﻹنتخابات القادمة ، التي ﻻ بد من أن يتصدرها شعار ﻻ لحكومة اﻷغلبية السياسية ، لكونها تعني ضمن ما تعنيه اﻹبقاء على نهج المحاصصة الطائفية واﻷثنية المقيت تيمننا بالدول الديمقراطية ، مع اﻷخذ بنظر اﻹعتبار ، أن الديمقراطية عندنا تُحدد مساحتها أﻷطراف المتحاصصة الخاوية من أية برامج وطنية ، غير نهج النهج المذهبي والطائفي الذي يتسابقوا عليه في مارتون نصرة المظلومية ، فيجيشوا بسطاء الناس وفقراءهم ﻹنتخابهم ، متناسين أن العراق ﻻ يمكن حكمه على أساس طائفي ، إلا من قبل حكومة تلتزم بروح المواطنة والقانون الذي يساوى بين المواطنين كافة على مختلف إنتماءاتهم العرقية والدينية

إن عدم إدراك ذلك يبقي اﻷفكار متخلفة و مشوشة عن مفاهيم التنسيق والتعاون وخاصة عندما تطبق مع قوى وطنية طامحة للتغيير ،مصحوبة بسذاجة مفاهيم طيبة الراسمالية وديمقراطيتها , في تحرير الشعوب , ويعارض التقرب من قوى وطنية بحجة مذهبيتها , أو يقف لجانب خصصة الكهرباء بإسم اﻹقتصاد الحر ، وإقتصاد السوق وراس المال ، ملخصا فكره بضرورة إبعاد الدولة عن اﻹقتصاد ، مساندا لما يصر عليه متبني نهج المحاصصة على خصصة الكهرباء طمعا في تسلطهم على هذا القطاع الحيوي (كنت إنهي مقالاتي ب إذا وجدت الكهرباء وجد كل شيء) متحججا بحرية الديمقراطية الشخصية   .

وهنا ﻻ بد من وضع النقاط على ما جاء في ندوة السكرتير اﻷول من إسهاب لفشل نجاح حكومات  المحاصصة ،بعد إسقاط الدكتاتورية على أيدي العامل الخارجي ، وإشاعتها للفساد والمحسوبية في كافة أجهزتها ، مما أدى إلى ضياع ما يقارب من 900 مليار دوﻻر، ﻻ يعرف أحد اين ذهبيت . فأمام هذا الفشل أنطلقت المظاهرات ( منذ شباط عام 2011 ) ورغم تواصلها ، بما طرحته من شعارات فقد أعتبرت حالة وطنية نادرة على الصعيد اﻹقليمي ، ولم تنكس شعارات التغيير واﻹصلاح التي تنادي بها بل  تحولت الى هدف حيوي لكل عراقي غيور على مصلحة شعبه ، حتى تلقفوه نكايتاً من ساهم في تضييع ثروات البلاد وفََشَلَ العملية السياسية ، بعد أن يئسوا من إستعمال القوة المفرطة ﻹسكات صوت المتظاهرين ، ومن يريد التغيير الذي لن يحصل عبر اﻹنتخابات ، لكون شروط أقامتها وإحتساب أﻷصوات محصورأ بأيادي أصحاب المال والسلاح ، سيما وإنهم كما قال الرفيق رائد يريدوا زيادة قاسم حساب اﻷصوات في سانت ليغو المعدل الى 1،9 ﻹقصاء القوائم الصغيرة خارج الكتل المتنفذة ، لذا فالدعوة إلى التنسيق مع القوى التي تعمل من أجل التغيير واﻹصلاح مع الحفاظ على مواقفنا الوطنية العامة ، وخيارنا اﻹشتراكي ، أمر تبرره مرحلة الظروف الموضوعية والذاتية التي وضعوا العراق وشعبه بها ، سيما وإن نهجهم المحاصصاتي افقر الشعب وعرقل التغيير ، وعملوا كل ما من شأنه طغيان  مفهوم الطائفية والمذهبية على الموطنة العراقية ، مما سيجعل التغيير مرهوننا بقوة الموازين السياسية ، وما يتشكل عنها من تحالفات مبنية على مقاومة من يقف أمام التغيير الحقيقي ، للحيلولة دون نجاحهم بتشكيل حكومة اﻷغلبية السياسية عبر اﻹنتخابات القادمة ، التي تعني اﻹبقاء على نهج المحاصصة الطائفية واﻷثنية . الحيطة والحذر وشحن الهمم للتصويت لقوى التغيير واﻹصلاح حتى ﻻ تذهب سدى الدماء التي أريقت من أجلهما 

  كتب بتأريخ :  الجمعة 24-03-2017     عدد القراء :  2742       عدد التعليقات : 0