الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
عن النملة ومصباح \" ابو اكثم \" السحري

أعرف أنك ربما تنتظر مني اتحدث عن النملة السوداء التي اكتشفها السيد نوري المالكي ، وأتضح انها تقف وراء 14 عاما من الخراب ؟ هذه النملة اللعينة ، تسللت الينا في ليلة ظلماء لتنشر الافكار الهدامة من خلال وقوفها على صخرة صماء ، وأتمنى ان لايساء الظن بجنابي ويعتقد البعض انني اسخر ، فانا مجرد ناقل لكلام " فخامته " ، الذي شرح لنا نحن اصحاب العقول الغليظة ان : " العملية السياسية لكل العراقيين، وتسعى لتخفيف الظلم عنهم".

عموما دعكم من هذا الحديث " النملي " ، فربما سيخرج علينا اسامة النجيفي ذات يوم ليحدثنا عن اهمية " حليب العصافير " في انجاح التسوية السياسية ، وتعالوا معي لنشاهد الفديو المثير للسيدة عديلة حمود وزيرة الصحة ، والذي أصرَّت فيه أن يُجري لها احتفالاً امام بوابة الوزارة وان يخرج جميع الموظفين ليهتفوا بحياة البرلمان و بانتصار الديمقراطية العراقية ، السيدة الوزيرة ، عــدَّت خروجها من البرلمان دون محاسبة حدثاً تاريخياً لابد من تسجيله ، فأصرَّت على ان تقيم الحفلة " الراقصة " إيماناً منها بأن مثل هذه الفعاليات ستجعل من العراق يحتل المركز الأول على صعيد الدول المتطورة.

والان اسمحوا لي ان ابدأ من نقطة يمكن أن تراها عزيزي القاريء هامشية، إلا أنها حجر الزاوية في كل افلام ومسلسلات الخراب التي مرت علينا ، أبدأ معك من عند السيد أبو اكثم ، ولأنك قطعاً لا تعرفه، فهو السيد جواد الكرعاوي ، يعمل بمنصب نائب رئيس مجلس ادارة مطار النجف . وهو يمثل التيار الصدري في المطار ، اذا عرفنا ان المطار يدار " بالمحاصصة " ، بين مجموعة اشخاص يمثلون مكونات مجلس محافظة النجف .

قبل ان يتولى السيد ابو اكثم منصبه في المطار ، كان يسكن في بيت بسيط للغاية حسب شهادة الصديق فارس حرام رئيس اتحاد ادباء النجف السابق والذي يخبرنا ان الرجل حتى عام 2010 ، لم يكن يملك من حطام الدنيا سوى بيت صغير في حي من احياء العشوائيات ، فماذا حصل ؟ حتى يتحول هذا الرجل خلال سنوات عمله في المطار الى " ملياردير " في قصة اشبه بقصة المصباح السحري في حكايات الف ليلة وليلة .

لا تسألنى ، لماذا التيار الصدري قرر كشف " ابو اكثم " الان ، وطرده ، هذه الاسئلة ستجد اجابتها في التحقيق المتميز الذي نشرته صحيفة المدى امس ، ومن خلاله ستعرف حجم الكارثة التي نمر بها .

لا أفهم كثيراً فى امور المال والبزنس ، حتى اعرف كيف تحول رجل يسكن العشوائيات ، الى حوت من حيتان العراق الجديد فى زمن وجيز ، مثل هذه الحكايات تشعرك بأنك لست فى العراق ، البلد الذي تضطر فيه خريجة جامعة ، ان تبيع علب الكلينكس لتعيل امها وشقيقتها .

  كتب بتأريخ :  الخميس 13-04-2017     عدد القراء :  3126       عدد التعليقات : 0