الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
صرنه مثل حميده!

عانى الشعب العراقي عبر تاريخه الطويل معاناة لم يعان مثلها شعب آخر. فقد تسلط عليه لقرون حكام ظلمة أذاقوه الويل والثبور، وبعد خلاصه من الحكم العثماني تربع الانكليز وأتباعهم على سدة الحكم، فكان النظام الملكي صورة مكررة للأنظمة المستبدة التي ابتلي بها عبر السنين، وما ان ثار الشعب والجيش في الرابع عشر من تموز 1958 وشكلت حكومته الوطنية حتى تناخي العملاء والموتورون لوأد الثورة والقضاء عليها. فكان شباط الأسود 1963 خاتمة للأعوام الجميلة التي نعم بها الشعب، وباتت الحكومات المتعاقبة أشد جورا وظلما من العهد البائد، وبزها البعث الصدامي بتسلطه وجبروته حتى دفع الناس إلى القبول بأن يحكمهم أي حاكم للخلاص من الظلم والجور.

وكانت فرحة الشعب كبيرة بزوال ذلك الحكم البغيض عام 2003، آملين أن يتولى الأمر رجال وطنيون يعملون على بناء وطنهم وإسعاد شعبهم، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. فقد وضعت أمريكا الاساس لبناء يعمق معاناة الشعب، وعمدت الى بناء دولة على أسس طائفية فرقت العراقيين شيعا وأحزابا وانهت روح المواطنة، لتكون الهويات الفرعية معلما من معالم العهد الجديد. فشاع الفساد المالي والقتل على الهوية وتعمق الشرخ بين أبناء الوطن الواحد حتى وصلت الأمور الى المطالبة بتكوين دويلات على أسس طائفية، بل وصل الأمر الى المطالبة بانفصال المحافظات لتكون تحت سلطة هذه الجهة أو تلك، وأصبح العراق ساحة لتصفية الحسابات بين الدول المتصارعة على النفوذ.

ضحك سوادي الناطور وقال «سالفتنه مثل حميده: يگولون أكو وحده اسمهه حميده خوش مره ومعدله ورجلها أسمه عليوي كاتله الفگر، وچان يواعدهه بس يصير عندي أجيبلچ گلاده وتراجي وملاوي وأشتريلچ قصر بالولايه، وهاي مكيفه عالمامش. يوم من الايام جان عليوي يشتغل بزرعاته، گرصته حيه ومات، گامت حميده تشتغل وتثوب الرجلها، وولدها يسألوهه يمه أشو يوميه مسويه ثواب لبونه، گالتلهم ولكم يمه أبوكم تنّسي عشرته، وأكو مثله!؟ يوم من الايام أجاهه أبن حلال زنگين والله منطيه خطبهه واتزوجها وگعدهه بقصر وفلوس وترافه، وهاي بدورة السنه ذبحت ذبيحه، سألوها ولدها هاي المن الذبيحه؟ گالتلهم هاي بثواب الحيه الگرصت أبوكم! عاد ولا أحنه لو صارت ما نثوب الهم نثوب للحيه الگرصتهم وخلصتنه منهم!».

  كتب بتأريخ :  الإثنين 17-07-2017     عدد القراء :  2532       عدد التعليقات : 0