الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ياابنة العراق أنهضي .. نحو المؤتمر الثاني للنساء المدنيات

أيام قليلة تفصلنا عن حدث نسائي وطني مهم ستحتضنه العاصمة بغداد وهو انعقاد المؤتمر الثاني للنساء المدنيات ، مؤتمر سيتلون بمشاركة أوسع من نساء محافظات العراق ممن ساهمن في الحراك الاحتجاجي بأي شكل من الأشكال السلمية للمطالبة ببناء دولة مدنية تصان فيها حقوق الإنسان وكرامته وتحترم فيها إنسانية المرأة على اعتبارها شريك أساسي في عملية الإصلاح والتغيير.

في ظروف استثنائية لاتخلو من التعقيد والأزمات السياسية المفتعلة تصر النساء اليوم على أبراز دورهن في خدمة البلد وتقديم كل العون للخروج من حالة التخبط بسبب نهج المحاصصة الطائفي والفساد إلى مرحلة البناء والإصلاح الحقيقي وترميم ما أفسده الفاسدين في النظام العام متحديات كل العقبات التي تواجه مسيرتهن متصديات بعزم وإصرار للهجمات والمواقف الرجعية التي تحاول أن تكبل عزيمتهن بأفكار متطرفة تحاول النيل من كرامة وإنسانية المرأة العراقية من جانب وهدم كل خطوة نحو بناء دولة مدنية ديمقراطية من جانب أخر.

المؤتمر الثاني للنساء المدنيات هو تأكيد على استمرار النضال النسوي المدني عبر كل الوسائل والإمكانيات المتاحة وخطوة أخرى تسجلها النساء لتثبيت مواقفهن السياسية والاجتماعية اتجاه قضية الشعب والوطن وهو مناسبة للتحاور والتشاور ومناقشة الهموم والتحديات التي تواجهها النساء يوميا والتي تحاول أن تحبط من عزيمة النساء للخروج بآليات عمل يمكن من خلالها المساهمة في اتخاذ خطوات حقيقية في أصلاح التشريعات القانونية والإجراءات الحكومية بما يضمن مشاركة حقيقية وملموسة للمرأة عبر منحها المزيد من الفرص والإمكانيات لتكون في مواقع قيادية متقدمة تليق بالجهود النسوية المبذولة من اجل مصلحة البلاد أولاً والنساء ثانياً.

لم ولن تكل النساء العراقيات عن المطالبة بالإصلاحات القانونية والاجتماعية لا بل سيعمل المؤتمر على استنهاض كل الهمم نساء ورجال لمطالبة السلطات ( التشريعية والتنفيذية والقضائية ) بمتابعة تنفيذ التزاماتهم الوطنية والدولية اتجاه قضية المرأة وقضايا الشعب والوطن والعمل على تنفيذ الخطط والاستراتيجيات الوطنية التي تؤكد على أهمية تأهيل وتمكين النساء للمساهمة في بناء الدولة المدنية.

ياابنة العراق انهضي لم يكن شعاراً بسيطاً أو طارئاً بل شعار اقتبسته النساء المدنيات لاستنهاض النساء ودفعهن لمواجهة الصعاب بعزم أكبر وهذا مالاحظناه في مواقفهن الوطنية أثناء تقديم الدعم والمساندة لقوات الجيش العراقي البطلة بكل صنوفه في معركته لتحرير الموصل والمدن الأخرى من الإرهابي الداعشي والتي تكللت بالنصر، ومن خلال مؤازرتهن لأهالي المدن المنكوبة عبر تقديم المساعدات الإنسانية ، واحتفائهن بالنصر ومساندتهن للنساء النازحات والمتضررات من العنف والإرهاب.

نعم أنها أرادة صلدة ستعبر عنها النساء المدنيات في مؤتمرهن الثاني المرتقب وهو مشهد كبير يستحق الاهتمام لما يتضمنه من محاور تدل على وعي وأدراك حقيقي للمسؤولية التي تتحملها نساء العراق وهن يقفن جنباً إلى جنب مع الرجال في مواقف كثيرة ومتعددة أكثرها إشراقا هي مشاركتهن في التظاهرات والاحتجاجات رغم التحديات الاجتماعية ليرفعن أصواتهن عالياً للمطالبة بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد ومحاسبة المفسدين وإعادة الهيبة للعراق.

المؤتمر الثاني للنساء المدنيات هو خطوة جديدة تهدف إلى تسليط الضوء على الأدوار الرائدة التي تلعبها النساء في هذه المرحلة الراهنة والتي تتطلب المزيد من تظافر الجهود والمواقف والرؤى لدى القوى الوطنية الخيرة التي تطالب بالإصلاح الكامل والشامل وتخليص البلاد والنظام من الفساد والمفسدين ومحاربتها الإرهاب وكل أشكال التطرف والكراهية والطائفية لأجل بناء عراق مدني معافى من الظلم والفساد والإرهاب مبني على أساس قيم العدالة الاجتماعية ويحترم الحقوق الإنسانية للمرأة ويمنحها الحق الكامل بالمشاركة وفي كافة المجالات.

  كتب بتأريخ :  الخميس 14-09-2017     عدد القراء :  2721       عدد التعليقات : 0