الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
قيم جديدة افرزتها ثورة اوكتوبر

الثورات الكبرى في العالم امتد تاثيرها الى كل مناحي الحياة فلم تغير الثورات الكبرى المنظومة السياسية والاقتصادية فحسب بل امتد تاثيرها الى تغيير البنى الفوقية للمجتمع كالعادات والافكار والفنون

وهذا ينطبق على ثورة اكتوبر /تشرين الاول ٢٠١٩ العراقية فهي وحتى قبل حسم انتصارها فانها غيرت الكثير من العادات والتقاليد فمثلا صارت المواكب الدينية التي كانت تطبخ للمناسبات الدينية صارت تطبخ للثوار وصار وجود المراة بين الرجال امرا طبيعيا وتحول المشاركون بالثورة الى الفرح والغناء بدل النواح والانين نقيضا الى الطبيعة العراقية المرتبطة بالحزن ، فالعراقي كان يخاف من الفرح وعندما يضحك يقول (اللهم اجعله ضحك خير)

الفرح وسط الغازات والرصاص الحي وتساقط الشهداء ظاهرة جديدة على العراقي الذي تعود على النواح الذي هو دلالة انكسار نفسي ،فالثورة احلت روح الانتصار والثقة محل الانكسار والعويل

هذه الظاهرة (ظاهرة الفرح والرقص والغناء ) اثارت انتقادات الكثيرين من الكتاب فكتبوا ينتقدون حفلات الرقص والغناء في ساحات التظاهر وقال بعضهم (لاتنقلوا الملاهي الى ساحة التحرير ) لان هؤلاء الكتاب وفي لاوعيهم يعتبرون الغناء والرقص عيبا (او على الاقل يتعارض مع الكياسة ) بسبب تاثير العادات والتقاليد العراقية

هؤلاء الكتاب لم يستوعبوا حقيقة ان الثورة العراقية افرزت قيم شبابية على انقاض قيم المجتمع القديمة

قيم الشباب المعاصر الذي تشرب بالثورة التكنلوجية وبروح العصر تعتبر الرقص والغناء تعبيرا ايجابيا حتى في حالة سقوط شهداء جوار الراقصين . هذا هو التعبير الجديد عن تكريم الشهداء ضمن القيم الجديدة التي افرزتها الثورة لان الشهادة في منظومة القيم الحداثوية التي اطلقتها الثورة هي انتصار كبير ( انتصار الدم على الرصاص ) ولذلك يرقص الثوار وتزغرد الثائرات حين يسقط شهيد

انتهى زمن الانكسار والعويل واللطم وحل عصر الامتلاء والثقة بالنفس وهذا احد اعظم انجازات الثورة حتى قبل انتصارها النهائي

  كتب بتأريخ :  الإثنين 04-11-2019     عدد القراء :  1932       عدد التعليقات : 0