الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ماذا عن تلكيف اليوم
بقلم : كامل زومايا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

ـ قبل احتلال دولة الخلافة الاسلامية في لسهل نينوى في 6 / آب /2014 وبسبب التغييرات الديموغرافية ومن نتائجها الهجرة القسرية ، أصبحت نسبة العرب المسلمين الوافدين أكثر من 60% مقابل انخفاض كبير لنسبة المسيحيين في موطنهم الاصلي ليصل الى اقل من 40% ، أما اليوم وبعد تحرير تلكيف وسهل نينوى في كانون الثاني 2017 من براثن الدولة الخلافة الاسلامية ، فقد عادت العوائل النازحة بحدود 40 عائلة فقط من مجموع 1500 عائلة قبل التحرير الى مركز قضاء تلكيف ، وبالرغم من العدد الضئيل الذي لايشكل 3% في افضل الحالات من عودة ابناء شعبنا النازحين، فحتى هذه العوائل الذين سجلوا عودتهم لمناطق سكناهم نزحوا مرة اخرى الى مناطق نزوحهم في اقليم كوردستان وخاصة في مدن دهوك واربيل ومن هم نزحوا الى بلدة تللسقف التي تبعد بحدود 20 كم من تلكيف شمالا بسبب الوضع الامني واشكاليات الاوضاع السائدة والقلقة في تلكيف وسهل نينوى التي القت بضلالها السيئ على نفسية العائدين وخوفهم من المستقبل في المنطقة وهم محقين في ذلك خوفا على عوائلهم واطفالهم من المجهول، وعدم العودة ليست مقرونة في تلكيف وحدها ولكن ايضا بالقرى والبلدات المسيحية في سهل نينوى الشمالي على سبيل المثال

أ- باطنايا . عدد المسحيين في باطنايا قبل احتلال الدولة الاسلامية كان 4500 نسمة تقريبا واليوم بعد العودة لا يتجاوز 1500 نسمة

ب- تللسقف : عدد المسيحيين في تللسقف قبل احتلال الدولة الاسلامية كان 7500 نسمة تقريبا واليوم وبعد العودة لا يتجاوز 3000 نسمة

ج – باقوفا : عدد المسيحيين في باقوفا قبل احتلال الدولة الاسلامية كان بحدود 120 عائلة واليوم وبعد العودة اليوم لا تتجاوز 40 عائلة

ت – القوش : عدد المسيحيين في القوش قبل احتلال الدولة الخلافة الاسلامية كان 7000 نسمة واليوم وبعد العودة لا يتجاوز عددهم 4000 نسمة

تلكيف : عدد العوائل في تلكيف قبل احتلال دولة الخلافة الاسلامية كان بحدون 1500 عائلة واليوم وبعد العودة بحدود 40 عائلة فقط

اسباب عدم عودة النازحين الى تلكيف

يعد الوضع الامني ومستقبل سهل نينوى من التحديات التي يواجهها الشعب الكلداني السرياني الاشوري في عموم العراق ومناطقه التاريخية المتبقية في سهل نينوى ويبدو وللاسف الشديد لا يوجد في الافق امل في التزامات الحكومة العراقية والمحلية بحماية ابناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في سهل نينوى وذلك للاسباب التالية ومنها

اولا : التغييرات الديموغرافية من خلال انشاء الجمعيات السكانية وبناء المجمعات السكانية والتي ليست بحاجة لها المنطقة ولكن يحدث ذلك كله على حساب ممتلكات ابناء شعبنا كما ذكرنا في اطفاء تلك الاراضي الزراعية وتوزيعها على شكل قطع سكنية ..

ثانيا: محاولة تمليك 1600 قطعة سكنية لمنتسبي مؤسسة جابر بن حيان للتصنيع العسكري ابان النظام الديكتاتوري والتي تم توزيعها على شكل مكرمة لابناء الوافدين لسهل نينوى وهم ليسوا من سكانها الاصليين ...

ثالثا : كثرة الحشود العسكرية في سهل نينوى وتلكيف خصوصا منها الحشود الشيعية والحشود العربية الى جانب الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والتي تسبب قلق للمواطن الاعزل من ابناء شعبنا المسيحي الذي لا ناقة له ولا جمل في تلك التجاذبات والصراعات السياسية والديموغرافية وعمليات الاستيلاء على الارض بكل الطرق الملتوية على حساب ابناء شعبنا في المنطقة

رابعا : وامعانا في تخويف ابناء شعبنا في العودة الى مناطق سكناهم قامت الحكومة العراقية والمحلية في نقل المحاكم الخاصة في قضايا "الارهاب" من مدينة الموصل الى مركز قضاء تلكيف وكذلك انشاء سجن للتسفيرات حيث يحوي الالاف من الارهابيين من دولة الخلافة الاسلامية في المجمعات السكنية في داخل تلكيف الى جانب ذلك يتم الان نقل سجن الاحداث من الموصل ايضا الى داخل مركز قضاء تلكيف وبين الاهالي

خامسا: تمنع نقاط السيطرة المختلفة والمتنفذة في المنطقة في مرور البضائع من بلدات تللسقف والقرى المسيحية والايزيدية الاخرى من والى الموصل وتلكيف بالرغم من فتح الطريق امام الاهالي الذي كان مسدودا بسبب التجاذبات والصراعات بين اربيل وبغداد حول سهل نينوى وبما يعرف بالمناطق المتنازع عليها .

سادسا : وبسبب الوضع الامني المستفز وغير المستقر دوما لا يمكن للمواطن العادي والاعزل من ابناء شعبنا والاقليات من اخواننا الايزيديين ان يضعوا ثقتهم في الحكومة العراقية والسلطات المحلية بعودتهم بدون ضمانات محلة ودولية بأن ما تعرضوا له من ابادة جماعية سوف لا تتكرر مرة اخرى في المستقبل القريب وهناك مؤشرات جدية ، بأن ماحصل في 2014 ممكن ان يحصل في اي وقت بسبب الملف الامني وتعدد القرار وعدم حسم القضايا العالقة بين اربيل وبغداد والاهم من كل هذا عودة الخلايا النائمة لدولة الخلافة الاسلامية باعادة نشاطها الملموس في الموصل وسهل نينوى عموما تحت مسميات عدة .

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 16-06-2020     عدد القراء :  1197       عدد التعليقات : 0