الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الفنانة الانسانة المناضلة زكية خليفة
بقلم : سلام جاني الناشئ
العودة الى صفحة المقالات

ان الحديث عن هذة الانسانة الفنانة المناضلة لا يمكن ان يكون حديثا تقليديا
ان لها خصوصية هذة العراقية الصميمة نموذج فريد للمراة العراقية التي اعطت كل حياتها لخدمة المثل والقيم النبيلةووضعت حياتها على كفها لتقدمة قربانا للشعب والوطن

في المقالة التالية اهم المحطات في حياة هذة المراة العراقية
تجربتها في انتخابات عام 1948
تقول عن تجربة الانتخابات التي حصلت في العمارة عام 1948
رشحت القوى الوطنية انذاك عبدالرزاق زبير ممثلا عنها ورشحت القوى الرجعية
فرحان العرس وتقول
لقد كنا طبعا مع العناصر الوطنية وفي الصباح دق بابنا عطا الزبيدي المسؤول التنظيمي عن اخي وهو شاب لطيف وذكي وقال لاخي
ابو جواد بعدك نايم هذا اليوم يومنا
فخرج معة اخي وخرجت انا معهم



كان اخي كاظم الزيدي وصديقة عطايسجلان اسماء الناخبين واثناء ذلك تجمع الفلاحون
والطلبة ومجموعة من النسوة وهم يرددون
نريد ابن الزبير انشوف بية الخير    ولمجلسنة الرزاك نريدة
ثم جاءت مجموعة من النسوة يحملن فوق رؤوسهن سلالا وفيها ريش ويقلن
طار ابن العرس طار  وينثرن الريش على المتظاهرون مما جعل الانتخابات تتحول الى منافسة عنيفة
وفي يوم الانتخابات بدانا بالعمل في ساعة مبكرة وكان مقر الانتخابات في الجامع
واذا باحد عناصر المناصرين لابن العرس يتوجة نحو عطا ويطلق النار علية ويردية قتيلا
فما كان مني الا ان اضربة بالجراز الذي كنت اخفية تحت عباءتي
استشهد عطا ولم تنمحي صورتة من ذاكرتي

كيف اصبحت ممرضة
اثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 تظاهرت اكثر من مائة شابة من مختلف الاتجاهات امام السفارة المصرية في بغداد وكان بينهن طالبات من كلية الطب وكان شعارنا
سلحونا سلحونا للحكومة ودونة
الا ان السفير المصري قال
يا اخوات ان مصر مجروحة وهي بحاجة الى من يضمد جراحها وليست بحاجة الى مقاتلات ويا ريت عندكم خبرة في الاسعافات والتمريض
فذهبنا مباشرة الى الهلال الاحمر وتم فتح دورة تمريض وكنت انا الاولى على الدورة ومنحت شهادة تمريض وصار بامكاني العمل في المستشفيات كممرضة
ولكوني كنت تحت مراقبة الشرطة انذاك لم اتمكن العمل في اي مستشفى
واخيرا وجدت عملا في مستشفى الامراض العقلية التي كان مديرها الدكتور جاك عبود
وكانت سنوات عملي هناك من اجمل السنوات

كيف اصبحت ممثلة
كان لتنظيم رابطة المراةالعراقية بعد ثورة 14 تموز برنامج نسوي تقدمة نظيمة وهبي وسافرة جميل حافظ وفي احد الايام كانت احدى البنات التي يستضيفها البرنامج غائبة وكلفتني نزيهة الدليمي رئيسة رابطة المراة حينذاك ان اذهب الى الاذاعة لابلغهم الامر لان البرنامج كان يبث على الهواء مباشرة وله موعد محدد
وكان موضوع البرنامج عن خطورة الفلم الامريكي على الشباب وترويجة للجريمة
فوجدت لهم حل ان اقوم بمشهد تمثيلي عن امراءة تستغيث من سلوك ولدها العنيف مع الجيران لانة شاهد فلم امريكي
لقد اجدت الدور للدرجة التي جعلت المخرج يسالني اذا كنت خريجة كلية تمثيل
فقلت لة لا هذا ولا ذاك  وقد اصر ان اعمل معة وقدمني الى يوسف العاني الذي كان مديرا للاذاعة وتم ترشيحي من قبل الحزب للعمل في فرقة المسرح الفني الحديث وكان اول عمل قدمتة بعنوان الثار وبعدها امتدت حياتي الفنية

وكيف عملت في وزارة الري والاصلاح الزراعي
تم تعييني في وزاة الري والاصلاح الزراعي بعد ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958
في قسم الاعلام وكان الوزير انذاك الدكتور ابراهيم كبةوعملت في برنامج توعية الفلاحين ومن اهمها برنامج بعنوان شنينة تتحدث لاخواتها بنات الريف
وبرنامج اخر بعنوان انظيم تتحث للفلاحات
مع شمران الياسري
وبرنامج اخر للشعر الشعبي  بالاضافة الى عملي في فرقة المسرح الفني الحديث

مناضلة من الطراز الاول
تقول كان عمري 12 سنة حين عملت مع اخي وهو مناضل في هور العمارة كان يجمع الناس والمعلمين وكنت انا ساعدة الايمن وفي سن 14 اعتقلت وسجنت لمدة عشر سنوات كانت منها سبع سنوات سجن فعلية وثلاث تحت المراقبة
وحين خرجت من السجن اختفيت 4 اشهر وبعد ذلك بدات
بالتحرك والعمل ولم اكن اخاف من الشرطة والقي القبض علي
وكتبوا عني في الجرائد انني اوزع المنشورات الشيوعية
اعتقل اخي مجيد وكان قائدا لحركة الريف في العمارة
وبعد خروجة من السجن انتقلنا الى الكوت وبقينا هناك سنوات
توفي اخي نتيجة المرض وسببت وفاتة هزة عنيفة في حياتي
وحزنت علية حزنا شديدا وكان حزني علية على طريقة الفلاحات العراقيات
اي لا انام على فراش واضع غطاء يقيني من البرد
وحين نقلوا السجناء السياسيين الى سجن الكوت وكان بينهم
الرفيق يوسف سلمان فهد
اخذت اولاد اخي مجيد وذهبت لزيرتة في السجن
وقال لي ان وفاة مجيد هي خسارة للشعب والحزب
وطلب مني ان اكون بديلة لة
وتكررت زياراتي الى الرفيق فهد لفترات متقاربة جدا ولمدة سته اشهر
اعتقلت بعد ذلك وحوكمت بتهمة كوني مراسلة فهد
وفي عام 1963 السنة السوداء في تاريخ الشعب العراقي
هربت الى كردستان العراق وكانت رحلة طويلة من المعاناة ولكني نجيت من براثن المجرمين البعثيين القتلة
وفي عام 1979 وفي حملة شعواء من قبل السلطة الصدامية
لتصفية الشيوعيين والقوى الوطنية الاخرى
اعتقلت ولا اريد ان اسرد تفاصيل العذيب الذي تعرضت لة
وكدت افقد حياتي ولكني نجوت من الموت باعجوبة

هذة هي المناضلة الفنانة الانسانة العراقية
زكية خليفة

  كتب بتأريخ :  السبت 20-02-2010     عدد القراء :  4109       عدد التعليقات : 0